كثيرون هم الذين ينادون بالوسطية ، و يتنطعون بها ، و يصارعون من أجلها ، و قد يكونوا لا يعلمون من الوسطية سوى اسمها ، أما عن مضمونهاو جوهرها ، فهم بعيدون كل البعد ، فالمصلحون ينادون بالوسطية ، و العلمانيون يتنطعون بها ( كذبا ) ، و المستشرقون يدّعونها ، و اللملحدون يضحكون بها على عقولهم ، بل حتى الكفار و المشركون يناشدون الوسطية ، فما هي الوسطية ؟؟!! ، و أين نجدها ؟؟!!! و كيف ؟؟!!
أما أين نجده ، فقد أجبنا عليه آنفا ، فالإسلام هو الحل ، و لا مكان للوسطية في غير الإسلام ، و هذا أمر مسلّم به بدليل النصوص الشرعية و الأحكام الواردة في القرآن و السنة و التي تضمن الحياة المستقرة السعيدة لبني البشر ...
وأما مفهوم الوسطية و معناها، فهو كالتالي :
*** لغةً ***
- الوسطية يقصد بها الإعتدال، و هو التوسط بين حالين كمًّاً و كيفاّ و تناسباً ، فيقال الماء معتدل إذا كان بين البرودة و الحرارة
و يقال الجسم معتدل بين الطول و القصر ، و البدانة و النحافة
- و قيل أن أوسط الشئ أفضله ، كوسط الدابة أفضل من أطرافها، و وسط المرعى خيرٌ من جوانبه
- و الدرة تكون واسطة العقد ، و هي أنفس و أغلى و أجمل خرزات العقد
- كما تُستعمل الوسطية لوصف القصد في الشيء دون إفراط و لا تفريط ، و تُستعمل للمدح بها نحوالسواء و النصفة و العدل ....
- و تجدر الإشارة هنا إلى أنها مأخوذة من - الوسط - و وسط كل شئ أعدله ، كام جاء في الآية .. (( و كذلك جعلناكم أمة وسطاً ))
- و يُعبّر عنها بالتوازن ، و التعادل بين طرفين ، بحيث لا يذهب أحدهما بنصيب الآخر ، و لا يأخذ أكثر من حقه ، كما لا يترك نصيبه للآخر ، ومعنى التوازن بينها: أن يفسح لكل طرف منها مجاله، ويعطي حقه "بالقسط" أو "بالقسطاس المستقيم"، بلا وكس ولا شطط، ولا غلو ولا تقصير، ولا طغيان ولا إخسار. كما أشار إلى ذلك كتاب الله بقوله: (والسماء رفعها ووضع الميزان، ألا تطغوا في الميزان، وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان).
قال أحد الشعراء :
كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت ... بها الحوادث حتى أصبحت طرفا