اشتكى عبد الله بن صفوان ضرسه، فأتاه رجل يعوده، وقال: ما بك؟ قال:وجع الضرس. فقال: أما علمت ما يقول إبليس؟ قال: لا. قال: يقول: دواؤه الكسر. قال :إنما يطيع إبليسَ أولياؤه.
________________________________
ووجد الحجاج على منبره مكتوباً قل: تمتع بكفرك قليلاً، إنك من أصحاب النار، فكتب تحته قل: " موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور " .
________________________________
دخل مجنون الطاق يوماً إلى الحمام وكان بغير مئزر فرآه أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه وكان في الحمام فغمض عينيه فقال المجنون: متى أعماك الله؟ قال: حين هتك سترك.
________________________________
قال الرشيد لشريك القاضي: يا شريك! آية في الكتاب ليس لك ولا لقومك فيها شيء. قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال قوله تعالى: " وإنَّه لذكرٌ لك ولقومك " ، فقال آية أخرى ليس لي ولا لقومي فيها شيء. قال: وما هي؟ قال: " وكذَّب به قومك وهو الحقُّ " .
**لكي تفهم هذا الموقف لا بد أن تعرف أن هارون الرشيد كان عربيا قرشيا(من بني العباس بن عبد المطلب) و شريك لم يكن كذلك..و قوله تعالى: " وإنَّه لذكرٌ لك ولقومك "نزلت في قريش و فيها مدح لهم ..فرد عليه شريك بقوله تعالى : " وكذَّب به قومك وهو الحقُّ " و هي نزلت في قريش أيضا!
________________________________
قيل لأبي تمام-وقد اشتهر بالغريب في شعره- : لمَ لا تقول مايفهم؟ فرد ولمَ لا تفهم ما يُقال؟
_______________________________
استشار الحجاج بطانته في أمر امرأة أراد عقابها، فأيدوه في ذلك دون إمهال لها، فقالت المرأة: والله لقوم فرعون خير منكم، قالوا : كيف؟ قالت: قالوا لفرعون في شأن موسى : أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين
________________________________
مما تلاطف به الشعراء :
قال شوقي معرضا بحافظ:
أمنت الإنسان والكلب أمانة فخانها الإنسان والكلب "حافظ"
رد عليه حافظ:
يقولون إن الشوق نار ولوعة فما بال "شوقي" اليوم أصبح باردا
________________________________
يقولون أن أعرابي زار مريضاً فقال له : ما تشتكي قال : الركبتين . فقال : إني أحفظ بيتاً نسيت صدره وأما عجزه ................. وليس لداء الركبتين طبيب
فقال له صاحبه : قاتلك الله ليتك ذكرت صدره ونسيت عجزه
**صدر البيت هو الشطرة الأولى منه..بينما عجزه هو الشطرة الثانية.
_______________________________
امتدح أبو تمام أحمدَ بن الخليفة المعتصم فلما بلغ قوله :
إقدام عمرو في سماحة حاتم ******** في حلم أحنف في ذكاء إياس
وحيث " لاتعدم الحسناء ذاماً " فقد قال هواة النقد لمجرد النقد : " إن الأمير فوق ما وصفت ، ولم تزد على أن شبهته بأجلاف العرب " فأطرق أبو تمام قليلاً ثم أرسل قذيفته القاصمة :
لا تنكروا ضربي له مَنْ دونه ******** مثلاً شروداً في الندى والباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره ******** مثلاً مـن المشكـاة والنبراس
ولهول الصدمة على النقاد وشدة وقعها فقد أخذ أبو يوسف الكندي الفيلسوف _ وكان من المشاركين في النقد _ الرقعة ولم يجد فيها هذا الرد المفحم فقال متفرساً : " إن هذا الرجل لن يعيش طويلاً " ؛ وصدقت فراسته حين توفي أبو تمام عن ثلاث وأربعين سنة .
______________________________