كنت أعمل بهدوء وسلام فى شركة من شركات التوظيف (للتوظيف داخل مصر).. كنا نتعامل مع شركات متعددة الجنسيات وشركات مصرية وعالمية.. تتلوى ألسنتنا بلغات عدة، ونحصل على رواتب محترمة، ونوفر لعملائنا أيضاً فرص عمل محترمة، برواتب أكثر احتراماً.. ولكن بالأمس.. وبالأمس فقط قررت التخلى عن وظيفتى المكيفة وراتبى المبهر!!.. لأن شركتى ببساطة بدأت تتعامل مع شركة إسرائيلية موجودة داخل مصر!!!
فور علمى بعرض هذه الشركة التعامل معنا ظننت بسذاجة المثاليين أن الإدارة سترفض العرض، ولن تقبل أى تعاون بيننا وبين اليهود.. لكن هذا لم يحدث!! أما أنا فلم أحتمل فكرة أن أتعامل مع إسرائيليين.. ولو عبر شاشة الكمبيوتر.. لم أحتمل فكرة أن أساهم فى توظيف شباب مصرى للعمل مع إسرائيل.. أو يكون جزء من راتبى عائداً لمساهمتى فى هذه المهزلة.. بالأمس فقط اكتشفت أن أصحاب رأس المال باعوا القضية من زمان مقابل زيادة ثرواتهم!
فلتبرم مصر والدول العربية ما تشاء من معاهدات صلح وتطبيع مع إسرائيل.. وليفعل مثلها من رجال الأعمال ما يشاؤون.. لكن عليهم أيضاً أن يعلموا أن أغلب الشعوب العربية لن تتقبل إسرائيل.. وأنه مازال هناك الكثير من الشرفاء الذين لم يلههم النظام العالمى الجديد المبهر، وأكذوبة الحياة المرفهة للجميع، عن قضايا أمتهم وعن قضيتنا الكبرى تحرير فلسطين.. وليعلموا أنى، وغيرى كثيرون، نكره هؤلاء العنصريين الساديين.. نكره هؤلاء البلطجية القتلة محتلى أوطان غيرهم.. وسنظل نكرههم حتى الممات.. دماء كل ضحايا الصهيونية فى مصر وفى كل بلاد العالم مازالت رطبة فى ذاكرتنا.. ولن يمحوها شىء.. إلا ما شاء الله.
علية مجدى - مدينة نصر