هذا هو الدرس السادس عشر من دروس سلسلة العقيدة – بعنوان وجوب الإقتداء بالنبي الكريم وطاعته
4 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
فريدة اداره عامه
عدد الرسائل : 1895 العمل/الترفيه : بدون عمل المزاج : الحمد لله الاوسمه : تاريخ التسجيل : 23/09/2008
موضوع: هذا هو الدرس السادس عشر من دروس سلسلة العقيدة – بعنوان وجوب الإقتداء بالنبي الكريم وطاعته السبت 11 أكتوبر - 0:11
هذا هو الدرس السادس عشر من دروس سلسلة العقيدة – بعنوان وجوب الإقتداء بالنبي الكريم وطاعته
تجب طاعة النبي r بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وهذا من مقتضى شهادة أنه رسول اللّه، وقد أمر اللّه تعالى بطاعته في آيات كثيرة تارة مقرونة مع طاعة اللّه كما في قوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ } (59) سورة النساء
وأمثال من الآيات، وتارة يأمر بها مفردة، كما في قوله:
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (80) سورة النساء
{ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (56) سورة النــور
هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول اللّه r في أقواله وأفعاله وأحواله، والله أمر تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي r يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه U صلوات اللّه وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين.
وقد كرر اللّه طاعة الرسول واتباعه في نحو أربعين موضعا من القرآن، فالنفوس أحوج إلى معرفة ما جاء به واتباعه منها إلى الطعام والشراب، فإن الطعام والشراب إذا فات الحصول عليهما حصل الموت في الدنيا، وطاعة الرسول واتباعه إذا فاتا حصل العذاب والشقاء الدائم، وقد أمر r بالاقتداء به في أداء العبادات، وأن تؤدى على الكيفية التي كان يؤديها بها، فقال r { صلوا كما رأيتموني أصلي } البخاري
وقال: { خذوا عني مناسككم } مسلم
وقال: { من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد } البخاري
وقال: { من رغب عن سنتي فليس مني } البخاري
إلى غير ذلك من النصوص التي فيها الأمر بالاقتداء به والنهي عن مخالفته.
فريدة اداره عامه
عدد الرسائل : 1895 العمل/الترفيه : بدون عمل المزاج : الحمد لله الاوسمه : تاريخ التسجيل : 23/09/2008
موضوع: رد: هذا هو الدرس السادس عشر من دروس سلسلة العقيدة – بعنوان وجوب الإقتداء بالنبي الكريم وطاعته السبت 11 أكتوبر - 0:13
الدرس السابع عشر من دروس العقيدة - فضل أهل البيت وما يجب لهم من غير جفاء ولا غلو –
أهل البيت هم آل النبي r الذين حرم عليهم الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وبنو الحارث بن عبد المطلب وأزواج النبي r وبناته، لقوله تعالى:
، أي واعلمن بما ينزل اللّه تبارك وتعالى على رسوله r في بيوتكن من الكتاب والسنة،
قال قتادة وغير واحد،
واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس، وأن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس، وعائشة الصديقة بنت الصديق رضي اللّه عنها أوْلاهنَّ بهذه النعمة وأخَضَهُن من هذه الرحمة العميمة، فإنه لم ينزل على رسول اللّه r الوحي في فراش امرأة سواها، كما نص على ذلك صلوات اللّه وسلامه عليه، وقال بعض العلماء: لأنه لم يتزوج بكرا سواها، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه r (يريد أنها لم تتزوج غيره) فناسب أن تخصص بهذه المزية، وأن تفرد بهذه المرتبة العلية، ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته فقرابته أحق بهذه التسمية - انتهى من تفسير ابن كثير.
فأهل السنة والجماعة يحبون أهل بيت رسول اللّه r ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول اللّه r حيث قال يوم غدير خم (اسم موضع): { أذكركم اللّه في أهل بيتي } رواه مسلم
فأهل السنة يحبونهم ويكرمونهم، لأن ذلك من محبة النبي r وإكرامه، وذلك شرط أن يكونوا متبعين للسنة مستقيمين على الملة. كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وبنيه، أما من خالف السنة ولم يستقم على الدين فإنه لا يجوز موالاته ولو كان من أهل البيت.
فموقف أهل السنة والجماعة من أهل البيت موقف الاعتدال والإنصاف،
يتولون أهل الدين والاستقامة منهم. ويتبرءون ممن خالف السنة وانحرف عن الدين ولو كان من أهل البيت، فإن كونه من أهل البيت ومن قرابة الرسول لا تنفعه شيئا حتى يستقيم على دين اللّه، فقد روى أبو هريرة t قال: { قام رسول اللّه r حين أنزل عليه:
{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (214) سورة الشعراء
فقال يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من اللّه شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من اللّه شيئا، يا صفية عمة رسول اللّه لا أغني عنك من اللّه شيئا، ويا فاطمة بنت محمد r سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من اللّه شيئا } رواه البخاري
والحديث: { من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه } رواه مسلم
ويتبرأ أهل السنة والجماعة من طريقة الروافض
الذين يغلون في بعض أهل البيت ويَدَّعون لهم العصمة، ومن طريقة النواصب الذين ينصبون العداوة لأهل البيت المستقيمين ويطعنون فيهم ومن طريقة المبتدعة والخرافيين الذين يتوسلون بأهل البيت ويتخذونهم أربابا من دون الله.
فأهل السنة في هذا الباب وغيره على النهج المعتدلة والصراط المستقيم الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا جفاء ولا غلو في حق أهل البيت وغيرهم، وأهل البيت المستقيموَن ينكرون الغلو فيهم ويتبرءون من الغلاة، فقد حرّق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t الغلاة الذين غلوا فيه بالنار. وأقره ابن عباس t على قتلهم، لكن يرى قتلهم بالسيف بدلا من التحريق، وطلب علي t عبد الله بن سبأ رأس الغلاة ليقتله لكنه هرب واختفى. _________________
أهل البيت هم آل النبي r الذين حرم عليهم الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وبنو الحارث بن عبد المطلب وأزواج النبي r وبناته، لقوله تعالى: [/b]
، أي واعلمن بما ينزل اللّه تبارك وتعالى على رسوله r في بيوتكن من الكتاب والسنة،
قال قتادة وغير واحد،
واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس، وأن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس، وعائشة الصديقة بنت الصديق رضي اللّه عنها أوْلاهنَّ بهذه النعمة وأخَضَهُن من هذه الرحمة العميمة، فإنه لم ينزل على رسول اللّه r الوحي في فراش امرأة سواها، كما نص على ذلك صلوات اللّه وسلامه عليه، وقال بعض العلماء: لأنه لم يتزوج بكرا سواها، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه r (يريد أنها لم تتزوج غيره) فناسب أن تخصص بهذه المزية، وأن تفرد بهذه المرتبة العلية، ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته فقرابته أحق بهذه التسمية - انتهى من تفسير ابن كثير.
فأهل السنة والجماعة يحبون أهل بيت رسول اللّه r ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول اللّه r حيث قال يوم غدير خم (اسم موضع): { أذكركم اللّه في أهل بيتي } رواه مسلم
فأهل السنة يحبونهم ويكرمونهم، لأن ذلك من محبة النبي r وإكرامه، وذلك شرط أن يكونوا متبعين للسنة مستقيمين على الملة. كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وبنيه، أما من خالف السنة ولم يستقم على الدين فإنه لا يجوز موالاته ولو كان من أهل البيت.
فموقف أهل السنة والجماعة من أهل البيت موقف الاعتدال والإنصاف،
يتولون أهل الدين والاستقامة منهم. ويتبرءون ممن خالف السنة وانحرف عن الدين ولو كان من أهل البيت، فإن كونه من أهل البيت ومن قرابة الرسول لا تنفعه شيئا حتى يستقيم على دين اللّه، فقد روى أبو هريرة t قال: { قام رسول اللّه r حين أنزل عليه:
{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (214) سورة الشعراء
فقال يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من اللّه شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من اللّه شيئا، يا صفية عمة رسول اللّه لا أغني عنك من اللّه شيئا، ويا فاطمة بنت محمد r سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من اللّه شيئا } رواه البخاري
والحديث: { من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه } رواه مسلم
ويتبرأ أهل السنة والجماعة من طريقة الروافض
الذين يغلون في بعض أهل البيت ويَدَّعون لهم العصمة، ومن طريقة النواصب الذين ينصبون العداوة لأهل البيت المستقيمين ويطعنون فيهم ومن طريقة المبتدعة والخرافيين الذين يتوسلون بأهل البيت ويتخذونهم أربابا من دون الله.
فأهل السنة في هذا الباب وغيره على النهج المعتدلة والصراط المستقيم الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا جفاء ولا غلو في حق أهل البيت وغيرهم، وأهل البيت المستقيموَن ينكرون الغلو فيهم ويتبرءون من الغلاة، فقد حرّق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t الغلاة الذين غلوا فيه بالنار. وأقره ابن عباس t على قتلهم، لكن يرى قتلهم بالسيف بدلا من التحريق، وطلب علي t عبد الله بن سبأ رأس الغلاة ليقتله لكنه هرب واختفى. _________________[/size][code]
فريدة اداره عامه
عدد الرسائل : 1895 العمل/الترفيه : بدون عمل المزاج : الحمد لله الاوسمه : تاريخ التسجيل : 23/09/2008
موضوع: رد: هذا هو الدرس السادس عشر من دروس سلسلة العقيدة – بعنوان وجوب الإقتداء بالنبي الكريم وطاعته السبت 11 أكتوبر - 0:15
الدرس الثامن عشر من سلسلة العقيدة فضل الصحابة وما يجب اعتقاده فيهم ومذهب أهل السنة والجماعة فيما حدث بينهم
ما المراد بالصحابة، وما الذي يجب اعتقاده فيهم؟
الصحابة جمع صحابي:
وهو من لقي النبي r مؤمنَاَ به ومات على ذلك، والذي يجب اعتقاده فيهم أنهم أفضل الأمة وخير القرون لسبقهم واختصاصهم بصحبة النبي r والجهاد معه وتحمل الشريعة عنه وتبليغها لمن بعدهم، وقد أثنى اللّه عليهم في محكم كتابه، قال تعالى:
أثنى على المهاجرين والأنصار، ووصفهم بالسبق إلى الخيرات، وأخبر أنه قد رضي عنهم، وأعد لهم الجنات، ووصفهم بالتراحم فيما بينهم والشدة على الكفار، ووصفهم بكثرة الركوع والسجود وصلاح القلوب، وأنهم يعرفون بسيما الطاعة والإيمان، وأن اللّه اختارهم لصحبة نبيه ليغيظ بهم أعداءه الكفار، كما وصف المهاجرين بترك أوطانهم وأموالهم من أجل اللّه ونصرة دينه وابتغاء فضله ورضوانه، وأنهم صادقون في ذلك. ووصف الأنصار بأنهم أهل دار الهجرة والنصرة والإيمان الصادق ووصفهم بمحبة إخوانهم المهاجرين وإيثارهم على أنفسهم ومواساتهم لهم وسلامتهم من الشح، وبذلك حازوا على الفلاح. هذه بعض فضائلهم العامة، وهناك فضائل خاصة ومراتب يفضل بها بعضهم بعضا. رضي اللّه عنهم وذلك بحسب سبقهم إلى الإسلام والجهاد والهجرة.
فأفضل الصحابة الخلفاء الأربعة:
أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة - وهم هؤلاء الأربعة وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد، ويَفْضُلُ المهاجرون على الأنصار، وأهل بدر وأهل الرضوان، ويَفضُل من أسلم قبل الفتح وقاتل على من أسلم بعد الفتح.
2 - مذهب أهل السنة والجماعة فيما حدث بين الصحابة من القتال والفتنة:
سبب الفتنة:تآمر اليهودُ على الإسلام وأهله فدسوا ماكرا خبيثا تظاهر بالإسلام كذبا وزورا هو عبد الله بن سبأ من يهود اليمن، فأخذ هذا اليهودي ينفث حقده وسمومه ضد الخليفة الثالث من الخلفاء الراشدين: عثمان بن عفان t وأرضاه، ويختلق التهُم ضده. فالتف حوله من انخدع به من قاصري النظر وضعاف الإيمان ومحبي الفتنة، وانتهت المؤامرة بقتل الخليفة الراشد عثمان t مظلوما، وعلى أثر مقتله حصل الاختلاف بين المسلمين وشبت الفتنة بتحريض من اليهودي وأتباعه وحصل القتال بين الصحابة عن اجتهاد منهم.
قال شارح الطحاوية:
إن أصل الرفض إنما يحدثه منافق زنديق، قصده إبطال دين الإسلام والقدح في الرسول r كما ذكر ذلك العلماء، فإن عبد اللّه بن سبأ لما أظهر الإسلام أراد أن يفسد دين الإسلام بمكره وخبثه، كما فعل بولس بدين النصرانية، فأظهر التنسك، ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى سعى في فتنة عثمان وقتله، ثم لما قدم على الكوفة أظهر الغلو في علي والنصر له ليتمكن بذلك من أغراضه، وبلغ ذلك عليّا فطلب قتله فهرب منه إلى قرقيس، وخبره معروف في التاريخ.
قال شيح الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه:
فلما قتل عثمان t تفرقت القلوب وعظمت الكروب، وظهرت الأشرار وذل الأخيار، وسعى في الفتنة من كان عاجزا عنها، وعجز عن الخير والصلاح من كان يحب إقامته، فبايعوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t وهو أحق الناس بالخلافة حينئذ وأفضل من بقي، لكن كانت القلوب متفرقة، ونار الفتنة متوقدة، فلم تتفق الكلمة، ولم تنتظم الجماعة، ولم يتمكن الخليفة وخيار الأمة من كل ما يريدونه من الخير ودخل في الفرقة والفتنة أقوام، وكان ما كان.
وقال أيضا مبينا عذر المتقاتلين من الصحابة في قتال علي ومعاوية: ومعاوية لم يدع الخلافة ولم يبايع له بها حين قاتل عليا ولم يقاتل على أنه خليفة ولا أنه يستحق الخلافة، ويقرون له بذلك، وقد كان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنه: ولا كان معاوية وأصحابه يرون أن يبتدئوا عليا وأصحابه بالقتال ولا يعلو. بل لما رأى علي t أصحابه أنه يجب عليهم طاعته ومبايعته إذ لا يكون للمسلمين إلا خليفة واحد. وأنهم خارجون عن طاعته يمتنعون عن هذا الواجب وهم أهل شوكة، رأى أن يقاتلهم حتى يؤدوا هذا الواجب فتحصل الطاعة والجماعة، وهم (أي معاوية ومن معه) قالوا: إن ذلك لا يجب عليهم، وأنهم إذا قوتلوا على ذلك كانوا مظلوميِن، قالوا: لأن عثمان قتل مظلوماَ باتفاق المسلمين، وقتلته في عسكر علي وهم غالبون لهم شوكة، فإذا بايعنا ظلمونا واعتدوا علينا. وعلي لا يمكنه دفعهم كما لم يمكنه الدفع عن عثمان، وإنما علينا أن نبايع خليفة يقدر على أن ينصفنا ويبذل لنا الإنصاف.
ومذهب أهل السنة والجماعة في الاختلاف الذي حصل والفتنة التي وقعت من جرائها الحروببين الصحابة يتلخص في أمرين:
الأمر الأول:أنهم يمسكون عن الكلام فيما حصل بين الصحابة، ويكفون عن البحث فيه، لأن طريق السلامة هو السكوت عن مثل هذا، ويقولون؛
الأمر الثاني:الإجابة عن الآثار المروية في مساوئهم وذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن هذه الآثار منها ما هو كذب قد افتراه أعداؤهم ليشوهوا سمعتهم.
الوجه الثاني: أن هذه الآثار منها ما قد زيد ونقص فيه وغُيّر عن وجهه الصحيح ودخله الكذب، فهو محرف لا يلتفت إليه.
الوجه الثالث: أن ما صح من هذه الآثار - وهو القليل، هم فيه معذورون، لأنهم إما مجتهدون مصيبون. وإما مجتهدون مخطئون - فهو من موارد الاجتهاد الذي إن أصاب المجتهد فيه فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد والخطأ مغفور. لما في الحديث: أن رسول اللّه r قال: { إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد } رواه البخاري
الوجه الرابع: أنهم بشر يجوز على أفرادهم الخطأ، فهم ليسوا معصومين من الذنوب بالنسبة للأفراد - لكن ما يقع منهم فله مكفرات عديدة منها:
1 - أن يكون قد تاب منه - والتوبة تمحو السيئة مهما كانت. كما جاءت به الأدلة.
2 - أن لهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم - إن صدر، قال تعالى:
{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } (114) سورة هود
3 - أنهم تضاعف لهم الحسنات أكثر من غيرهم ولا يساويهم أحد في الفضل، وقد ثبت بقول رسول اللّه r { أنهم خير القرون، وأن المد من أحدهم إذا تصدق به أفضل من جبل أحد ذهبا إذا تصدق به غيرهم } البخاري رضي اللّه عنهم وأرضاهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه:
وسائر أهل السنة والجماعة وأئمة الدين لا يعتقدون عصمة أحد من الصحابة ولا القرابة ولا السابقين ولا غيرهم، بل يجوز عندهم وقوع الذنوب منهم، واللّه تعالى يغفر لهم بالتوبة ويرفع لهم درجاتهم ويغفر لهم بحسنات ماحية أو بغير ذلك من الأسباب،
وقد اتخذ أعداء اللّه ما وقع بين الصحابة وقت الفتنة من الاختلاف والاقتتال سببا للوقيعة بهم والنيل من كرامتهم، وقد جرى على هذا المخطط الخبيث بعض الكتاب المعاصرين الذين يعرفون بما لا يعرفون فجعلوا أنفسهم حكما بين أصحاب رسول اللّه r يُصَوِّبون بعضهم ويخطئون بعضهم بلا دليل، بل بالجهل واتباع الهوى وترديد ما يقوله المغرضون والحاقدون من المستشرقين وأذنابهم - حتى شككوا بعض ناشئة المسلمين ممن ثقافتهم ضحلة بتاريخ أمتهم المجيدة، وسلفهم الصالح الذين هم خير القرون، لينفذوا بالتالي إلى الطعن في الإسلام وتفريق كلمة المسلمين، وإلقاء البغض في قلوب آخر هذه الأمة لأولها بدلاَ من الاقتداء بالسلف الصالح والعمل بقوله تعالى: