عائشة عبدالرحمن ولدت عام ١٩١٣ على بعد أمتار قليلة من شاطئ النيل «فرع دمياط» هى بنت شاطئ إذن وعلى الجسر ولدت، وهو عنوان واحد من كتبها الذى كتبته بلغة شاعرة لأنه قطعة من وجدانها يكاد يكون سيرة ذاتية لها، تبث فيه شجونها على فقدانها أحب الناس إليها زوجها الشيخ أمين الخولى،
أما والدها فهو العارف بالله الشيخ محمد بن على عبدالرحمن، من كبار علماء الأزهر بدمياط، شريف ابن شريف، ينتهى نسبه إلى الحسين بن على بن أبى طالب، والوالد «الشيخ» من قرية شبرابخوم مركز قويسنا محافظة المنوفية، واستقر به المقام فى سوق الحسبة بدمياط بعد أن تزوج من دمياطية، وكان لا يقر خروج البنات للتعليم، فتعلمت وهى صغيرة فى الكتاب، وأخذت بيدها والدتها الدمياطية وجدها لوالدتها، وهى أسرة دمياطية عرفت قيمة تعليم البنات واختزلت الفتاة بإرادة حديدية كل مراحل التعليم وحصلت على أول شهادة كفاءة المعلمات من المنزل، وكانت أولى الناجحات فى مصر عام ١٩٢٩،
تابعت تحصيلها ودراستها فى المنزل وحصلت على البكالوريا القسم الأدبى عام ١٩٣٤ والتحقت بقسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة فؤاد الأول بالقاهرة وحصلت على الماجستير عام ١٩٤١ والدكتوراه فى الآداب عام ١٩٥٠، وأصبحت «عائشة» معيدة بقسم اللغة العربية، فأستاذًا للتفسير والدراسات العليا.
بقى أن نتحدث عن رجل مهم فى حياتها وهو معلمها وزوجها الشيخ أمين الخولى، مؤسس جماعة الأمناء، التى خرج منها عز الدين إسماعيل وصلاح عبدالصبور وفاروق خورشيد وبنت الشاطئ وغيرهم، وقد قالت بنت الشاطئ عن الشيخ أمين الخولى، الذى كان عميدًا لكلية الآداب بالإنابة فى النصف الثانى من الأربعينيات، إنها تعتز بأنه حافظ على زيه الأزهرى طوال حياته،
وكان يتميز بالقدرة على البحث والمهارة فى الحوار، لقد بدأت بنت الشاطئ مشوارها الصحفى مع جريدة «الأهرام» منذ عام ١٩٣٦، وظلت تكتب فى «الأهرام» لأكثر من ستين عاماً، وبقيت صامدة فى مكانها مثل جبل أشم، وعندما دخلت «الأهرام» فى بداياتها الأولى كانت تؤدى أعمالها فى مكتب رئيس التحرير انطون الجميل، لأنها كانت الوحيدة من بنات حواء التى تعمل فى الجريدة،
وفى يوم السبت (٢٨ نوفمبر عام ١٩٩٨) دخلت العناية المركزة بمستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة متأثرة بجلطة فى الشريان التاجى وقصور فى الدورة الدموية للقلب، وتوفيت فى الثالثة من عصر الثلاثاء فى مثل هذا اليوم (أول ديسمبرعام ١٩٩٨)، لتلقى ربها ويؤم الصلاة فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الجامع الأزهر.