هو صاحب (فجر القصة المصرية) و(خليها على الله) و(صح النوم) و(ياليل ياعين) و(كناسة الدكان) و(تراب الميرى) وغيرها وهو صاحب العرق التركى الذى صار مصريا خالصا وهو أيضا صاحب (قنديل أم هاشم) حيث الصراع بين الحضارة والخرافة وهو صاحب (دماء وطين) التى قالت إن الأعراف فوق المشاعر والمعتقد وهو صاحب (عطر الأحباب) الذى يمثل محطة مهمة فى فن البورتريه القلمى إنه يحيى حقى المولود فى ٧ يناير عام ١٩٠٥ م بحارة المبيضة بالسيدة زينب ونشأ فى هذا الحى ووسط ذلك الزخم الشعبى استلهم رائعته «قنديل أم هاشم»
أما يحيى حقى فيقول لنا فى سيرته الذاتية: «أنه فى أوائل القرن ١٩ قدم لمصر من مسلمى المورة شاب اسمه إبراهيم حقى وكانت خالته حفيظة خازندارة قصور الخديو إسماعيل وبواسطتها عين قريبها الوافد فى خدمة الحكومة فعمل فى دمياط ثم أصبح مديرا فى إحدى مصالح مديرية البحيرة وقد رزق إبراهيم حقى بثلاثة أبناء هم محمد ومحمود وكامل أما محمد والد يحيى حقى فقد التحق بالأزهر ثم انتقل للدراسة بمدرسة فرنسية وعين موظفا فى وزارة الأوقاف وتزوج محمد هذا بابنة السيد حسين وكيل مكتب البريد وأثمر هذا الزواج أبناء هم (إبراهيم وإسماعيل ويحيى وزكريا وموسى وفاطمة وحمزة وصالح ومريم)
وكان ترتيب يحيى حقى هو الثالث بين أخوته وقد التحق حقى بكتاب السيدة ثم مدرسة أم عباس باشا وحصل على الابتدائية عام ١٩١٧م ثم الثانوية من المدرسة الخديوية عام ١٩٢١م ثم ليسانس الحقوق عام ١٩٢٥ وعمل محاميا بين دمنهور الإسكندرية ثم معاونا للإدارة بمنفلوط بأسيوط عام ١٩٢٧م وهناك عرف الصعيد عن قرب ثم نقل أمينا للمحفوظات بقنصلية مصر فى جدة عام ١٩٢٩م ثم فى استانبول من ١٩٣٠ إلى ١٩٣٤م ثم عمل بقنصلية مصر فى روما حتى ١٩٣٩م ثم نقل إلى ديوان وزارة الخارجية مديرا لمكتب الوزير وتزوج لأول مرة من ابنة عبداللطيف سعودى المحامى عضو البرلمان عن دائرة الفيوم وأنجبت له نها ورحلت
ثم عمل سكرتيرا فى سفارة مصر بباريس من ٤٩ إلى ١٩٥٠م وهناك تزوج فرنسية عام ١٩٥٤م ونقل مستشارا لسفارة مصر بأنقرة حتى ١٩٥٢م ثم وزيرا مفوضا لمصر فى ليبيا ثم نقل إلى وزارة التجارة وفى عام ١٩٥٥م عين مديرا لمصلحة الفنون عام ١٩٥٨م ثم مستشارا فنيا لدار الكتب ثم رئيسا لتحرير مجلة (المجلة) من ١٩٦٢ إلى ١٩٧٠م إلى أن توفى فى مثل هذا اليوم (٨ ديسمبر عام ١٩٩٢م)