تملك مصر فى العلامَّة «موسى بن ميمون» أكثر مما تملك إسرائيل، عاش الرجل فى ظل الحضارة الإسلامية، وكتب مؤلفاته باللغة العربية، وبحروف عبرية، واستعان بالشريعة الإسلامية لتنقية الديانة اليهودية من الأفكار الوثنية. وأحاط به تسامح الشعب المصرى، فأصبح طبيبا فى قصر السلطان صلاح الدين الأيوبى، وابنه الملك الأفضل.
تملك مصر فى الديانة اليهودية أكثر مما تملك إسرائيل، ففى مصر سطرت اليهودية أول فصولها على يدى نبى الله موسى الذى تربى فى قصر فرعون، وحمل اسما مصريا، وتأثر بالحضارة المصرية، فانعكست فى طريقة قيادته لبنى إسرائيل، وظهر تأثيرها فى هيكل سليمان المشيد على طراز المعابد المصرية، وفى التناسخ بين سفر المزامير و«كتاب الموتى» الفرعونى.
لهذه الأسباب أنفقت وزارة الثقافة أكثر من ٢ مليون دولار على ترميم معبد موسى بن ميمون، وحوالى ١٣ مليون جنيه لترميم الآثار اليهودية، واعتنت بها كما تعتنى بالآثار الإسلامية والقبطية. لكن إسرائيل التى اختلقت علاقة تاريخية ودينية مع الأراضى العربية المحتلة، تختلق اليوم «وصاية» على معبد ابن ميمون من بوابة الطائفة اليهودية فى مصر، وتستغل الكرم المصرى لتحقيق مكاسب معنوية!
تسامحت مصر، وفتحت أبواب المعبد للحاخامات، فدخلوه بخمورهم، دون مراعاة لمشاعر المصريين. تسامحت مصر، فسمحت كارمن وينشتين، رئيسة الطائفة اليهودية، لنفسها بأن توجه الدعوة للسفير الإسرائيلى الحالى والأسبق، وأن تقصى المواطن المصرى الذى احتضن المعبد، وحماه منذ القرن الـ١٢ الميلادى، وحتى ترميمه الأخير.
تجاهلت الطائفة أن معبد ابن ميمون أثر مصرى خالص، تم تشييده قبل أن توجد إسرائيل، وسمحت للإسرائيليين باغتصاب حفل الافتتاح، فوهبت ما لا تملك لمن لا يستحق!!
«المصرى اليوم» تنفرد فى هذا الملف بشريط فيديو، ومجموعة من الصور توثق احتفالات الإسرائيليين فى حارة اليهود. وتكشف عن احتساء الحاخامات للخمور داخل المعبد، والرقص الصاخب احتفالا بسيطرة وهمية على المعبد. وعلى الرغم من أن اليهودية لا تحرم شرب الخمر، لكنها لا تحرض على إيذاء مشاعر الآخرين.
خاصة لو أحسن الآخرون ضيافة اليهود، وحافظوا على دور عبادتهم على مر السنين، وأنفقوا على ترميمها من جيب دافع الضرائب المصرى. وكما لم يقبلوا دولارا واحدا من الخارج، فليس من المنطقى أن يقبلوا وصاية وهمية.
شاهد الفيديو على الرابط التالى: احتفال الإسرائيليين بافتتاح معبد «موسى بن ميمون»
https://www.youtube.com/watch?v=uIr٤fr٤ZPto