قبل ٤٦ عاماً، وبالتحديد فى ١٢ مارس ١٩٦٤، توفى عباس محمود العقاد عملاق الأدب العربي، تاركاً وراءه ميراثاً هائلاً من الكتابات التى شاركت فى صياغة وجدان المجتمع المصرى سياسياً وثقافياً طوال ما يزيد على نصف قرن، لذلك يصنف بأنه كان أحد البارزين فى حركة النهضة الأدبية الحديثة، فقد اجتمع له ما لم يجتمع لغيره من المواهب والملَكَات، فهو كاتب كبير، وشاعر لامع، وناقد بصير، ومؤرخ حصيف، ولغوى بصير، وسياسى محنك، وصحفى نشط.
حياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح المتصل والمعارك والعمل الدؤوب، صارع الحياة والأحداث وتسامى على الصعاب، وعرف حياة السجن وشظف العيش، واضطهاد الحكام، لكن ذلك كله لم يُوهِنْ عزمه أو يصرفه عما نذر نفسه له، عاش للأدب والفكر مخلصاً لهما، وترَّهب فى محراب العلم؛ فأعطاه ما يستحق من مكانة وتقدير.
وفى الذكرى السادسة والأربعين لرحيله، تصرخ أسرته غضباً من إهمال وزارة الثقافة متحفه ومقتنياته التى سلمتها الأسرة لوضعها فى قصر ثقافة أسوان، حتى تمثاله الشهير نزع من مكانه بحجة وضع تمثال آخر أكبر وأفخم يليق بالأديب الكبير لكن الوعد لم ينفذ مثل كثير من الوعود التى تلقوها بتحويل منزله لمتحف، لا التمثال الجديد ظهر ولا المنزل أصبح متحفاً، بل إن الإهمال كاد يدمر مقتنياته الشخصية.