تاريخها حافل بالأمجاد والبطولات؛ فعلى رمالها دارت أشهر المعارك، وعبر دروبها خمسة عشر جيشا من كل أمم الأرض. اسمها كناية عن القمر حين أطلق عليها القدماء اسم الإله "سين"، ومن الفيروز أخذت صفتها، وشُقت فيها قناة السويس أهم ممر مائي في العالم.
تاريخ حافل بالمجد
تاريخ سيناء حافل بالحروب والحملات منذ عهد الفراعنة إلى العصر الحديث؛ فهي البوابة الشرقية لمصر، وبها طريق حورس الذي يمتد من قناة السويس غربا حتى رفح على الحدود مع فلسطين شرقا، ومنه دخل الهكسوس إلى مصر، ومنه خرج أحمس ليطاردهم، وعبره خرج ملوك مصر القديمة للسيطرة على أرض كنعان وسوريا حتى بلاد ما بين النهرين، وجاء منه إلى مصر الأشوريون، والفرس، والإغريق، والرومان، والفتح الإسلامي، والتتار والصليبيون وغيرهم.
سيناء أرض الأنبياء والديانات السماوية، بدءا من الخليل إبراهيم -عليه السلام- الذي عبرها، وموسى -عليه السلام- الذي أقام بها مع شعب بني إسرائيل فترة من الزمن، و"العائلة المقدسة" التي عبرتها وهي في طريقها إلى مصر.
جولة داخل مدينة سيناء
شرم الشيخ
يقع منتجع شرم الشيخ على خليج العقبة على البحر الأحمر، وحصلت هذه المدينة على جائزة مدن السلام لعام 2000-2001 التي تمنحها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".
دهب:
تقع على بعد نحو 100 كيلومتر شمال غرب شرم الشيخ، وتعتبر واحدة من أجمل بقع سيناء، وقيل إنها سميت بهذا الاسم نظرا لأن البدو يشبهون رمالها المتلألئة تحت ضوء الشمس بالذهب، وتشتهر بشواطئها الذهبية ومواقعها الصالحة للغوص مثل "بلو هول Blue Hole"، و"كانيون "Canyon، و"لايت هاوس Lighthouse".
العريش:
تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد 214 ميلا شرق القاهرة، وبها متحف سيناء الذي يعرض أشياء عن حياة البدو. والعريش منذ أقدم العصور ميناء مصري مهم ومركز إستراتيجي للجيش المصري خلال عصر الدولة الفرعونية الحديث، ومن أهم معالمها قلعة العريش، التي بقي منها الآن سور مربع ارتفاعه نحو 8 أمتار.
جبل موسى:
توجد في أعلى قمته كنيسة صغيرة ومسجد، ويحرص السائحون على تسلق الجبل عقب منتصف الليل ليصلوا إلى قمته قبيل شروق الشمس. وعلى الرغم من مشقة الرحلة وصعوبة التسلق فإن منظر الشروق في تلك البقعة متعة كبيرة؛ حيث تبدو قمم الجبال المحيطة وكأنها قد اكتست بلون أحمر مع بزوغ الشمس، ويرتفع هذا الجبل 2.285 مترا، ويعتقد أن هذا الجبل هو الذي كلم الله -سبحانه وتعالى- عنده نبيه موسى عليه السلام.
سانت كاترين:
تعتبر منطقة جنوب سيناء منذ العصور المسيحية الأولى إحدى أهم مناطق الجذب للرهبان المسيحيين، وقد أقام هؤلاء الرهبان العديد من الأديرة والكنائس في أودية سيناء، وأشهر ما بقي منها دير طور سيناء المعروف باسم دير سانت كاترين.
يقع الدير أسفل جبل سيناء، ويحيط به سور عظيم بعدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل أحيانا إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز. ويشبه بناء الدير حصون القرون الوسطى، ويعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادي.
طابا:
مدينة حدودية، تغلف الجبال منتجعاتها السياحية. ويعد شريط طابا الساحلي من أكثر السواحل جمالا على مستوى شبة الجزيرة، ويتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة. ومن طابا يمكن أن تصل إلى جزيرة الفراعنة التي من أجمل مناظرها حصن صلاح الدين.
نويبع:
تقع على بعد 85 كيلومترا شمال دهب بين خليج العقبة والجبال العالية. وقد لعبت نويبع دورا مهما في رحلات الحج إلى مكة المكرمة، وتحتضن معظم البحر، وبها أماكن عديدة لممارسة رياضات الصحراء، وركوب الجمال ورحلات السفاري والغوص.
أهم المحميات الطبيعية
محمية نبق:
تقع على بعد 35 كيلومترا من شرم الشيخ، في المنطقة ما بين شرم الشيخ ودهب ووادي أم عدوي في جنوب سيناء، وتتميز بتنوع فريد يجمع بين البيئة الجبلية والبيئة الصحراوية بكثبانها الرملية عند وادي كيد، وبها أنواع مهمة من الحيوانات والطيور، كما تضم أرضها نحو 134 نوعا من النباتات منها نحو 86 نوعا على الأقل اندثرت تماما في الأماكن الأخرى.
محمية أبو جالوم:
وتقع على خليج العقبة بين شرم الشيخ وطابا بمنطقة تسمى وادي الرساسة. وتتميز هذه المنطقة بأنها عبارة عن نظام بيئي متكامل يجمع بين البيئة الصحراوية والجبلية، بالإضافة إلى وجود مجموعة من الوديان بجانب البيئة البحرية الغنية بنوعيات نادرة من الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، كما توجد بالمحمية حياة برية غنية تضم الغزلان والتياتل.
محمية رأس محمد:
تقع هذه المحمية عند التقاء خليج السويس بخليج العقبة، وتشكل الحافة الشرقية للمحمية حائطا صخريا مع مياه الخليج الذي توجد به الشعاب المرجانية. وتوجد بها قناة المانجروف التي تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة.
وتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كافة جوانبها البحرية وتشكل تكوينا فريدا، ويوجد عدد من الكهوف المائية أسفل الجزيرة، وتنتشر بالجزيرة الأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة.
والجزيرة بمثابة موطن للعديد من الطيور والحيوانات النادرة؛ كالوعل النوبي بالمناطق الجبلية، وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات. ويتبع المحمية جزيرتا تيران وصنافير.
محمية طابا:
تقع في جنوب سيناء، وتتميز بالتكوينات الجيولوجية المتميزة والمواقع الأثرية التي يصل عمرها إلى حوالي 5000 سنة. وتتميز أيضا بالحياة البرية النادرة والمناظر الطبيعية البديعة، وتتميز وديانها بالحياة البرية؛ فتوجد بها الغزلان والطيور الكبيرة كطائر الحبارى. وتحتوي الوديان على مجتمعات نباتية مهمة مثل أشجار الطلح، وتم تجميع 72 نوعا من النباتات في وادي وتير، منها البعيثران والرتم والرمث. وتوجد بطابا مجموعة من الهضاب يصل ارتفاعها إلى أكثر من 1000 متر، بالإضافة إلى وجود مجموعة عيون من المياه العذبة، مثل عين حضرة بوادي غزالة، وعين أم أحمد بوادي الصوانا، وعين فورتاجا بوادي وتير.
محمية الزرانيق وسبخة البردويل بمحافظة شمال سيناء:
تعتبر محمية الزرانيق الطبيعية وسبخة البردويل إحدى المحطات الرئيسية لهجرة الطيور في العالم؛ حيث تمثل المحطة الأولى لراحة الطيور والحصول على الغذاء بعد عناء رحلة الهجرة من أوربا وآسيا خلال الخريف في رحلتها إلى أفريقيا، وتقيم بعض الطيور في المنطقة بصفة دائمة وتتكاثر فيها، وتم تسجيل أكثر من 270 نوعا من الطيور في المحمية تمثل 14 فصيلة، أهمها: البجع