عدد الرسائل : 12126 العمل/الترفيه : موظف مسكين المزاج : الحمد لله على كل حال الاوسمه : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: مكانة المراه فى الاسلام الخميس 17 أبريل - 22:15
الإسلام:
دين الله تعالى الذي ارتضاه لعباده، ولم يرتض ديناً سواه، قال الله تعالى:- {إن الدين عند الله الإسلام} وقال تعالى:- {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.
وقد تكفل الله عز وجل لكل فرد من أفراد المجتمع المسلم بحقوق، وافترض عليه واجبات، وبذلك يحصل التوازن بين أفراد المجتمع، ويأمن كل فرد منهم على ما يحق له التمتع به من خصائص واستحقاقات، ويؤدي ما عليه من واجبات تجاه الآخرين كما يحب أن يقوم غيره بما يجب عليهم من واجبات تعني حقوقاً بالنسبة له.
ومن هؤلاء الأفراد (المرأة) التي ينظر الإسلام إليها نظرة خاصة، لكونها تمثل محور الأساس في الأسرة المسلمة، ومركز الثقل فيها، فهي أم تخرج الأجيال، وتصنع على عينها الأبطال، وتعد النشء ليقوم بدوره المنوط به، وهي بنت تحتاج إلى من يبذر بين جنبيها توحيد خالقها، وإفراده بالتوجه، مع حسن الخلق، وجمال السلوك، والاعتزاز بالدين، وتنكب صراط الغاوين، وفهم ما من أجله خلقت، وإعدادها لتقوم بدورها المرتقب منها، وهي زوجة تشاطر الرجل حياته، وتوطن نفسها لتكون له سكناً، ولخصوصياته موئلاً، ولهمومه مجلياً، وله فيما يشغله من النوازل مشيراً، وله فيما يعجزه أو يشق عليه سنداً.
والمرأة في ذلك كله، وقبله وبعده، أم الرجل التي تدخله الجنة من أعظم أبوابها إن رضيت عنه، ويحرم منها إن لقي ربه بسخطها، والمرأة بنت الرجل التي ألزمه الله تعالى بإعدادها لتمارس دورها، وجعله من أعظم الناس أجراً إن أعطاها حقوقها، ومن أشنعهم وزراً إن ضيعها، والمرأة زوج الرجل التي ألزمه الله تعالى بحفظها، ورعاية شؤونها، والإنفاق عليها، والوفاء بالشروط التي لها، فإن جار في شيء من حقوقها ومال إلى غيرها عنها لقي ربه بشق مائل.
أقول: إن هذه المكانة العالية، والمرتبة السامية لا يدور في خلد جمهور نساء غير المسلمين أن امرأة على ظهر الأرض تتمتع بها، ولو عرضت على نساء الغرب – اللاتي اتخذتهن بعض المغرورات قدوات لهن – عرضاً حقيقياً كما أنزله الله وشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم لما توقفن طرفة عين عن اللحاق بركاب المسلمات. ولكن: يا ليت نساء المسلمين يعلمن.
إن الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام من أهم ما ينبغي أن تنصرف الاهتمامات إليه، ومن أعظم ما ينبغي التركيز عليه، وذلك أن المجتمع الإسلامي يقوم على الأسر، ويتكون منها، والأسر تقوم على المرأة، ويتخرج أفرادها على يديها، ويتلقون مبادئهم عنها، فهي محور ارتكازه، وعمود بنائه، وأساس أركانه، وبدونها لا يكون أبداً، بل لا يتصور في ذهن أن يقوم مجتمع بدون المرأة، المرأة التي بنيت بناء صالحاً، وأعدت لتقوم بدور بناء المجتمع، وتخريج أفراده ليقوم كل منهم بما يجب عليه حتى يكون مجتمعاً صالحاً.
وإن الحديث في بيان مكانة المرأة في الإسلام ليس بدعاً من القول، بل هذا كتاب ربنا سبحانه وتعالى ليس فيه سورة، بل ولا آية، إلا وللمرأة فيها نصيب، إما بالاتعاظ وأخذ العبرة منها، أو بمشاطرة الرجل أحكامها وتوجيهاتها، بل قد تنفرد عنه في كثير منها، حتى جعل الله عز وجل للنساء سورة في كتابه، هي من أطول سور القرآن الكريم، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يمكن حصره من الأحاديث الخاصة بالمرأة، أمراً وتوجيهاً وإرشاداً وبياناً لمكانتها، وهكذا، وقد أحسن الملك صديق خان – رحمه الله – يوم أن ألف كتاب (حسن الأسوة بما ورد عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في النسوة) جمع فيه جمهور الآيات، وكثيراً من الأحاديث الخاصة بالمرأة، وهو مطبوع متداول.
وفي دواوين الإسلام العظيمة: وهي كتب الحديث، التي عليه معول المسلمين في معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواباً خاصة أفردت للنساء، ومن أشهرها (كتاب عشرة النساء) للنسائي، أورد فيه 403 أحاديث، مطبوعة في مجلد، بل تسابق الحفاظ لجمع أحاديث النساء التي روينها في مسانيد خاصة بهن، مثل: مسانيد أمهات المؤمنين، ومسند عائشة رضي الله عنهن.
وفي كل كتب الفقه الإسلامي: يجد المطلع عليها قسماً كاملاً فيها - من أقسام كتب الفقه الخمسة - تندرج تحته كتب وأبواب وفصول تحت عنوان (المناكحات) تذكر فيه جميع الأحكام والحقوق الخاصة بالمرأة، عدا ما يذكر في الأقسام الأخر - من هذه الكتب - من أحكام تخص النساء، أو يشاركن الرجال فيها، ولا تخرج من ذلك إلا أبواب تعد على أصابع اليد.
وأفرد كثير من العلماء – رحمهم الله – كتباً للنساء، ومن الكتب القديمة المطبوعة في ذلك (أدب النساء) للإمام عبد الملك بن حبيب (المتوفى سنة 238هـ) أما ما يوجد من الكتب المطبوعة الخاصة بالمرأة فهذا مما يصعب حصره. فالحمد لله على نعمة الإسلام.
بعث رسول الهدى صلوات ربي وسلامه عليه والمرأة تعاني هضماً لحقوقها، وإجحافاً في معاملتها، واستخفافاً بشأنها، بل وتشكيكاً في إنسانيتها، وإن كان ثم نوع مراعاة لها عند بعض الأمم، فلا تعدو أن تكون في أمور شكلية، ورثها أهلها من بقايا ملة نبي بعثه الله تعالى، أو خلق كريم، لم ينطمس مع ما انطمس من الفطر.
لقد كانت المرأة عند جميع الأمم تعاني من اضطهاد شنيع، حين انتكست الفطر، وابتعدت الأمم عن شريعة الله إلى ما زينته لهم شياطينهم من قوانين وضعية، فعند الرومان سلب قانونهم المرأة معظم حقوقها، فقبل الزواج تكون ملكاً لرب الأسرة، له الحق في قتلها، وبيعها، وبعد الزواج يحل زوجها مكان والدها في جميع حقوقه، وهي لا ترث عندهم، لأنها ليس لها حق في الحرية عندهم، ولا عقل لها، ويقولون: إنها صاحبة عته طبيعي.
ولم تكن في حضارة الفلاسفة اليونانية بأحسن حال من أختها الرومية، فقد كانت تعامل معاملتها، وينظر إليها كما ينظر إلى الرقيق، ويرون أنّ عقلها لا يعتد به، وفي ذلك يقول فيلسوفهم (أرسطو): " إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به ".
وفي حضارة الفرس المجوس كانت مسلوبة الحقوق كذلك، وكانت من ممتلكات الزوج، وله أن يقتلها، أو يتفضل عليها بالحياة، إن شاء، ويرون أنها نجسة، وأنها تنجس كل ما مسته يدها في حال حيضها ونفاسها، فيضعونها في خيمة صغيرة بعيدة عن بيوتهم، وعلى الخادم إذا أرسل ليعطيها طعامها أن يلف مقدم وجهه ويديه خشية أن يتنجس.
وفي حضارة الهند كانوا ينكرون إنسانية المرأة، لذلك حكموا عليها بأنها ليس لها حق إجراء أمر وفق رغبتها، وتكون ملكاً لأبيها ثم لزوجها، ويجب عليها أن تعامله كما تعامل إلهها، لأنّ الزوج عندهم ممثل الآلهة، وإذا مات زوجها أحرقوها مع جثته.
والمرأة الصينية ينظر الصينيون إليها على أنها معتوهة، لا يمكنها قضاء أي شأن من شؤونها إلا بتوجيه من الرجل، وهي محتقرة مهانة، لا حقوق لها، ولا يحق لها المطالبة بشيء منها، بل يسمون المرأة بعد الزواج (فو) أي (خضوع).
وسنواصل حديثنا – إن شاء الله تعالى – عن مكانة المرأة عند الأمم قبل لإسلام، والحمد لله على نعمة الإسلام.
فنجد أنَّ العربي مع نخوته وحميته، واعتزازه بوالدته، وبنساء قبيلته - أحياناً - إلا أنَّ بعده عن الحنيفية السمحة، وتقديمه عوائد القبائل جعله يتخبط في باب مكانة المرأة، كغيره من البشر، حينما ينحرفون عن دين الله تعالى.
فقد كانت المرأة عابدة للأوثان، لكونها جزءً من مجتمع هذا دينه، وكانت إذا حجت مع قومها حجت عارية، حتى قالت إحداهن، وهي تطوف:
اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحله
وكان كره العرب للمرأة معلوم، حتى أنَّ الله تعالى ذكر ذلك في كتابه فقال:- {ويجعلون لله ما يكرهون} أي: البنات، وكان الواحد منهم إذا رزق بالأنثى اسود وجهه كرهاً لما رزقه الله، قال تعالى:-{وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم. يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب} وكان منهم من يئد البنت، حتى جاء عن قيس بن عاصم أنه وأد ثلاث عشرة من بناته، حتى أنزل الله فيهم:- {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت}.
وكانت المرأة في الجاهلية تسير أمام الرجال مبدية مفاتنها، ومعلوم ما وراء التبرج من فتن وفساد وفجور، ولم تكن كثير من صور الزواج عندهم بمعزل عن هذا الفساد، فقد روى البخاري في صحيحه: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: إنَّ النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: فنكاح منها نكاح الناس اليوم، يخب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها، ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها، أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبداً حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع، ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها، فإذا حملت ووضعت ومر ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك، يا فلان، تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها، لا يستطيع أن يمتنع به الرجل، ونكاح رابع يجتمع الناس فيدخلون على المرأة، لا تمنع من جاءها، وهن البغايا، كن ينصبن رايات على أبوابهن تكون علماً فمن أرادهن دخل عليهن.
وكنا تحدثنا عن المرأة عند وضعها عند الرومان، واليونان، والفرس، والهنود، والصينيين، ثم شرعنا في الحديث عنها عند العرب، وذكرنا ما كانت تؤمن به من عقائد منحرفة، وكيف كان الرجل ينظر إليها نظرة كره، وما كان يفعله بعضهم من وأد لها، وتبرجها الذي جرَّ كثيراً من المفاسد الخلقية،وأنواع الأنكحة الفاسدة التي كانوا يمارسونها، وكنا ذكرنا منها: نكاح الاستبضاع، ونكاح الرهط، ونكاح المتعة.
ومن أنكحتهم الفاسدة:
نكاح المقت: وهو أن الرجل إذا توفي فإنَّ لولده الأكبر أن يتزوج امرأة أبيه، أو يمنعها الزواج من بعده، ومنها: إكراه المرأة على الزنا رغبة في المال أو الولد، كما كان يفعل عبد الله بن أبي بن سلول حيث كان يكره إماءه على البغاء، رغبة في أولادهن، وطلباً لخراجهن، وكان التعدد عندهم لا يحد بعدد،وكذا الطلاق، والرجعة، وكانت عدة وفاة زوجها: أن تدخل أسوأ مكان في بيتها، وتلبس شر ثيابها، ولا تمس ماء، ولا طيباً، ولا تمشط شعراً، حتى تمضي عليها سنة، ثم تؤتى بحمار، أو شاة، أو طير فتمسح جسدها به، رجاء التخلص من نتنها، فقلما تتمسح بشيء إلا هلك من نتنها، ثم تخرج فتعطى بعرة، فترمي بها، مشيرة إلى أنَّ ما فعلت بنفسها لا يساوي بعرة في حق زوجها.
وكانت المرأة لا ترث، لأنَّ الميراث عندهم لمن حمل السيف، وأقرى الضيف، والمرأة ليست كذلك، بل كانت لا تملك شيئاً.
وكانت لا نصيب لها فيما تنتج البهائم، ويشركونها إذا سقط جنين البهيمة ميتاً، قال الله سبحانه وتعالى:- {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء}.
وكان هذا الوضع المشين للمرأة منتشراً بين كثير منهم، فمن مستقل، ومن مستكثر، وهذا الوضع لا يشك عاقل أنَّه ظلم عظيم، وهضم لحقوق المرأة، وإجحاف بها.
وظلت المرأة كذلك حتى جاء الإسلام بنوره، وأخرج الله تعالى به الناس من الظلام إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، فسعد الناس به لما أخذوه بحقه، وجعلوه منظم شؤونهم كلها، وكانوا كما أرادهم خالقهم سبحانه، حيث يقول:- {إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له} فالحمد لله.
إن الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام يظهر بجلاء ما أحاط الإسلام به المرأة من عناية ورعاية، وما أعطاها من حقوق كانت قد سلبت منها في الجاهليات السابقة واللاحقة.
وإنّ الحديث عن واجبات المرأة في الإسلام يظهر لنا تكريم الإسلام لها، ووضعها في مكانها اللائق بها، والنظر إليها على أنها عضو فاعل في الجماعة المسلمة، حيث جعلها الله تعالى مربية الأجيال، وصانعة الرجال، ومخرجة الأبطال.
وإنّ الحديث عن وضع المرأة غير المسلمة في المدنيات السابقة، وما آلت إليه من انحطاط في تصورها، وسلوكها، وخلقها، وما سلبها الرجل الجاهلي من حقوق، عندما رضخت لقانون الأرض البشري، وتنكبت صراط ربها السوي، يظهر كذلك رفعة مكانة المرأة في الإسلام، وبضدها تتبين الأشياء.
وإنّ الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام يظهر بجلاء التوازن العجيب، الذي وضعه الله عز وجل ليسير المجتمع عليه، فلا الرجل يطغى فيسلب المرأة حقوقها، وينزلها عن مكانتها التي جعلها الله تعالى فيها، ليستمتع بأكبر قدر ممكن من السيطرة على غيره، وإن كان على حساب حقوقها، ولا المرأة تطغى فتنازع الرجل مكانته التي جعله الله تعالى فيها، وتنزله عن مكانته، لتستمتع بأكبر قدر ممكن من السيطرة على غيرها، وإن كان على حساب حقوق الرجل.
لأن المرأة لها حقوق، وعليها واجبات تليق بها، والرجل له حقوق، وعليه واجبات تليق به، وبدون ذلك تضطرب أمور الجماعة، ويصبح كل فرد يريد جر النفع إلى نفسه، ودفع القيام بالواجبات إلى غيره، فتسود الأنانية، ويصبح شعار كل فرد " نفسي، نفسي " وإن كان لسان المقال يقول خلاف ذلك، فإن لسان الحال يقرره ويثبته، ولا يحيد عنه إلا إلى مصلحة أخرى له، وهذا حال المجتمعات الجاهلية السابقة واللاحقة، عندما ابتعدت عن شرع الله عز وجل، وظنت أنه بقدرتها جلب السعادة إلى نفسها بوضع القوانين البشرية، والبعد عن الشريعة الإلهية، فضلت وأضلت، وصدق تعالى إذ يقول:- {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} ويقول سبحانه:- {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
إن الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام أمر بالغ الأهمية، لأنه أبرز جانب في جميع شؤونها، يبين لنا عظم المكانة التي تبوأتها المرأة في الإسلام، وهو حديث طويل ذو شجون، تهفوا النفوس إليه، وتشرأب الأعناق – عند ذكره – رغبة في معرفته ؛ خاصة في هذا الزمن الذي كثر الحديث فيه عن الحقوق، وعندما نقول: " حقوق المرأة " فإننا نعني: ما أعطاها الله عز وجل من أمور يجب على الجماعة المسلمة إعطاؤها إياها، وهي أمور لا يجوز لأحد أن يعتدي عليها، لكونها ثبتت ثبوتاً لا شك فيه،ووجبت وجوباً لا مريه فيه،فلا يسوغ إنكارها،ولا يقبل جحودها، وهي جدٌّ لا هزل فيها، وحزمٌ لا لعب يعتريها.
وكل من تعدى عليها فظالم، ومن استلبها شيئاً منها فهو آثم.
و " الحقوق " في هذا العصر مصطلح براق، وشعار يرفعه كلُّ من أراد بمصالح غيره الارتفاق، جاء – في هذا الزمن مرفوعاً – من الغرب، فظن من لا دراية عنده بحقائقِ الأمور أنهم - برفعهم هذا الشعار - حازوا قصبَ السبَق، وما درى أنَّ الإسلام سبقهم إلى كلِّ خير، وجانب انغماسهم في الشر:- {فأما الزبد فيذهب جُفَاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فَيَمْكُثُ في الأرض}.
لقد رزح العالم – كلُّه – تحت قبضة الشياطين، زمناً ليس بالقصير، بيّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، إني خلقت عبادي حنفاء كلَّهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب).
وظل الذين هربوا من نور الله تعالى، ضالين في ظلمات غواية الشياطين، وَحَكَّموا طواغيتهم في رقابهم، حتى أذاقوهم لباس الجوع والخوف، ثم انفجرت الثورات على ذلك الاستبداد الأعمى في أرجاء المعمورة، وكان من أشهر تلك الثورات: الثورات التي قامت في أوربا، كانت في بداياتها متعثرة، ولاقت بطشاً شديداً، جردت فيه سيوف، وعلقت حبال على أعواد المشانق، وراج سوق المقاصل، وأصبح للجلاوزة شأن وأي شأن.
حتى جاء عام 1776م. فأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية استقلالها، وكتبت في نظامها حقوق الإنسان في الحياة، والحرية، والمساواة. وللحديث بقية إن شاء الله.
إنَّ شعار الحقوق الأوربي البراق ينص على: أنَّ حقوق الفرد في مواجهة الدولة فقط، وهذا قصور واضح جلي، تبين لهم أخيراً عواره، فحوروه إلى أنَّ حقوق الفرد تثبت له بوصفه إنساناً، وترجع نشأتها إلى ضمير الجماعة، فوقعوا في بلاء أشد من سابقه، حين فتحوا أبواب الجاهلية على مصاريعها، وأعطوا البشر حق تشريع ما يشاءون من أنظمة، بعيداً عن شرع الله سبحانه وتعالى، حين قالوا: " إنَّ إعطاء الحقوق يرجع إلى ضمير الجماعة ".
أما الحقوق في شرع الله تعالى فهي أمور يتمتع بها الفرد في مواجهة نفسه، وفي مواجهة الجميع، وهذا رقي لا تعرفه دساتير اليوم البتة، مصدره مستقل عن إرادة البشر، لأنَّ البشر محدودين بالزمان، وبالمكان، وبالمفاهيم الموروثة، وبالمعايير المختلفة، فهم لا يدركون إلا ما عرفوا، ويجهلون ما غاب عنهم، هذا على افتراض كمال عقولهم، وسداد رأيهم، وتجردهم عن كل هوىً، ورغبةٍ خاصة، وهذا محال.
إنَّ الحقوق في شرع الله ليست سلاحاً في يد السلطة على رقاب البشر، وليست سلاحاً - في يد البشر - يخرجون به على حكامهم، باسم الثورات، والمناداة بالحقوق، التي أوردت الناس المهالك، وذاقوا بسببها لباس الخوف والجوع، والحقوق – كذلك - ليست سلاحاً في أيديهم ضد بعضهم، يحاول كلٌّ منهم بها جرَّ النار إلى قرصه، بل هي حقوق من لدن من قال عن نفسه:- {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
إنها حقوق جاءت من الذي خلق الإنسان، ويعلم ما في نفسه، وما يصلح حاله، ويصلحه مع غيره، فنظم علاقته بربه، وبملائكته، وبكتبه، وبرسله، وباليوم الآخر، وبالناس حوله، بل وبالحيوانات، والجمادات، وكلِّ شيء، حياً كان أو ميتاً.
لقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم فحرر الإنسان من كل عبودية لغير الله تعالى، وحمى هذا الجانب حماية أكيدة، لا تراجع فيها، بل جعل الإخلال بها باباً من أبواب الشرك الذي لا يغفره الله تعالى، قال الله سبحانه:- {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وجعل الله تعالى على نفسه حقاً لعباده، تكرماً منه سبحانه وتعالى: أن يدخل الجنة كلَّ من مات حراً من عبادة غير الله، مفرداً الله تعالى بالعبادة.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
عاشق الوطن
عدد الرسائل : 1 الاوسمه : تاريخ التسجيل : 17/04/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الخميس 17 أبريل - 22:36
جزاكم الله خيرا موضوع اكثر من رائع
القلب الطيب مديرة العلاقات العامه والمتابعه
عدد الرسائل : 18577 الاوسمه : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الجمعة 18 أبريل - 1:50
موضوع متميز
بارك الله فيك اخى
الجندى المصرى المدير العام
عدد الرسائل : 12126 العمل/الترفيه : موظف مسكين المزاج : الحمد لله على كل حال الاوسمه : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الجمعة 18 أبريل - 15:24
جزاكم الله خيرا اختنا الكريمه ننتظر المزيد من موضواعتك المتميزه والمفيده
حبيبه اداره عامه
عدد الرسائل : 2637 الاوسمه : تاريخ التسجيل : 30/07/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الإثنين 9 مارس - 22:52
جزاك الله خير
novo_121 المدير الإدارى
عدد الرسائل : 15950 العمر : 43 العمل/الترفيه : محامي المزاج : الحمد لله الاوسمه : تاريخ التسجيل : 18/04/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الثلاثاء 10 مارس - 16:07
جزاكم الله خيرا
محمد مردن مشرف
عدد الرسائل : 714 العمر : 35 العمل/الترفيه : طالب جامعى المزاج : رايق الاوسمه : تاريخ التسجيل : 24/02/2009
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الثلاثاء 10 مارس - 22:54
موضوع جميل بارك الله فيك وجعلة فى ميزان حسناتك
الجندى المصرى المدير العام
عدد الرسائل : 12126 العمل/الترفيه : موظف مسكين المزاج : الحمد لله على كل حال الاوسمه : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الأربعاء 11 مارس - 6:38
تقلو تحياتى وجزاكم الله خيرا لمروركم الكريم
الجندى المصرى المدير العام
عدد الرسائل : 12126 العمل/الترفيه : موظف مسكين المزاج : الحمد لله على كل حال الاوسمه : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الجمعة 20 مارس - 11:32
نرجو نشره تقبلوا تحياتى جميعا
الجندى المصرى المدير العام
عدد الرسائل : 12126 العمل/الترفيه : موظف مسكين المزاج : الحمد لله على كل حال الاوسمه : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الأحد 5 أبريل - 19:44
نورتم صفحاتى المتواضعه
الجندى المصرى المدير العام
عدد الرسائل : 12126 العمل/الترفيه : موظف مسكين المزاج : الحمد لله على كل حال الاوسمه : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الأحد 5 أبريل - 23:40
لقد اعزنا الله بالاسلام ومهما ابتغينا العز فى غيره ازلنا الله
يوسف سمير مشرف ادارى
عدد الرسائل : 116 العمل/الترفيه : محامى المزاج : الحمد لله على كل حال الاوسمه : تاريخ التسجيل : 26/11/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الأحد 5 أبريل - 23:42
مشكور اخى على الموضوع القيم
عاشقة الجنه مشرفه
عدد الرسائل : 214 العمل/الترفيه : كوافيره الاوسمه : تاريخ التسجيل : 13/03/2009
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الإثنين 6 أبريل - 1:09
فريدة اداره عامه
عدد الرسائل : 1895 العمل/الترفيه : بدون عمل المزاج : الحمد لله الاوسمه : تاريخ التسجيل : 23/09/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الإثنين 6 أبريل - 18:33
الجندى المصرى المدير العام
عدد الرسائل : 12126 العمل/الترفيه : موظف مسكين المزاج : الحمد لله على كل حال الاوسمه : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: رد: مكانة المراه فى الاسلام الجمعة 10 أبريل - 10:45