القلق الدينى لدى المراهقين

القلـق الـــديني مرحلــة يمـر بهــا الكثـير من المراهقيــن , تختلـف شدتهــا من مراهق لآخـر مع اختــلاف تداعيــاتها ومضــاعفاتها , ويتوقف ذلك على شخصيـة المراهـق وعلى البيئة المحيطـة به , فإذا كــانت الشخصية متزنة نسبيــاً , وكانت البيئـة متقبـلة ومتســامحة وراعيـة ومســـاندة , فإن هـذه المرحلـة تمر سريعــاً وبســلام وبـدون تداعيــات خطــيرة , ويصــل المراهق في نهــايتها إلى حــالة من الاستقــرار النسبي الــذي يترسـخ مع اكتمـال نموه من جميع الجــوانب , أما إذا كانت الشخصيـة مضطـربة أو البيئـة المحيطـة مضطـربة فإن هذه الأزمة الدينيـة تستمــر حتى مراحـل متــأخرة من العمــر ..

وهذا القـلق ليـس مؤشـراً لظــاهرة غير طبيعيـة لــدى المــراهق , بل على العكــس فهـو يرجع إلى أن ذاك الطفــل الهــادئ ذو النظــرة السطحيــة للأمــور فتي وأصبـح أكــثر وعيــاً وأكـثر تأمــلاً وزادت تســاؤلاته نحـو نفسـه والحيــاة من حولــه , واضعــاً بتســاؤلاته حـداً لشكــوكه وللسطحيــات التي لم يعـد يؤمـن بهـا ..

وكــثرت استفهاما ته نحو الغيب واليــوم الآخـر , وقد يســأل المراهق ماذا بعد الجنة أو ماذا بعد النــار .... إلى غير هـذه من الأسئلـة التي يصعب على النـــاضجين الإجــابة عليهـا بمـا يقنع تفكــير المــراهق ..

وليـست هذه هي المشكلــة .. وإنما المشكلــة إذا قوبـل هذا الوعي المتفتـح بالانزعــاج الواضـح من قِبـل الوالــدين الــذي يعكـس شعــور هذا الولــد (ابنبنت) تجــاه نفسه وتفكــيره ..

لمــاذا يحدث القلق الديني لـدى المراهق ؟؟

1- النمو السريع غير المتوازن :

في هذه المرحلة يحدث نمو جسدي وجنسي ونفسي واجتماعي وروحي , وهذه الجوانب لا تنمو كلها بشكل متوازن بالضرورة , فبعضها يكون أسرع أو أقوى من الآخر , وهنا يشعر المراهق بالارتبــاك والحيرة , حيث يجد نفسه قد نما جســدياً بشكل سريع فأصـبح مثل الكبـار شكلاً وحجماً , ولكنه نفسيــاً وروحيــاً ما زال طفــلاً وهذا يحدث له خللاً داخليــاً وخللاً اجتمــاعياً .

2- الانتقــال من التفكير العيــاني المرتبط بالمحسوســات إلى التفكــير التجــريدي القــادر على التعــامل مع الرموز والمعــاني المجردة :

وفي هذه الفتــرة الانتقــالية يتخلى المراهــق عن المسلمــات والمعتقــدات الدينيــة التي أخذهــا عن والــديه , ولكنـه في نفس الوقت لم يكـوّن بعد مفاهيم ومعتقدات خاصة به باستخــدام قدراتــه العقليــة التجــريدية , وهنا تحدث فجوة ربما تستمـر عدة شهـور أو عدة سنـوات ( خلال مرحلة المراهقة ) وخلال هذه الفترة يعاني المراهق من حالة من الانزعــاج وعدم الاتزان في الجانب الديني وربما تساوره بعض الشكوك أو حتى يصل - وهذا نــادر جـداً - إلى حـالة من إنكار الثوابت التي تلقــاها من والــديه ومن مجتمعه أثنــاء فترة طفــولته , ولكنه في الأحوال الطبيعية يعود إلى توازنه مرة أخرى مع نهاية فترة المراهقة .

3- الصراع بين القوى الغريزيــة والقوى الروحيـّــة :

في هذه المرحلة تتفجر هاتين القوتين بعنف , فالجسـد ينمو وتنمو معه الوظـائف الغــريزية , والقــدرات المعرفيـة تتطــور وتصبـح قــادرة على التعــامل مع الرمــوز والمعــاني المجــردة أي قــادرة على التــواصل مع عــالم الغيب ومع عــالم الروح , وهــاتين القوتين تتجـــاذبان المراهق بينهما فتجعــلانه في حــالة من التــوتر والتــردد بينهما , وربما يحــاول التخلـص من هذه الحــالة فيتنكـر لأحـد القــوانين على حســاب الأخــرى , فنجـده مثلاً ينكر الغيبيــات والروحــانيات تمــاماً وينغمـس في الملــذات الحسيـة , أو يتجه عكـس ذلك تمــاماً فيكبت غرائزه بشـدة ويعيـش حــالة من الزهـد والتبتـل والصفــاء الروحي , أو تتبـدل هذه الأحــوال من وقت لآخـر ويعيـش المراهــق في حــالة من التقلبــات الحــادة .

4- الصــراع بين المثـــالية والواقعيـــة :

فالمــراهق تتكــون لــديه نزعـــات مثــالية فيتعـلق تعلــقاً شــديداً بالقيم المطلقـة مثل الصدق والحق والعــدل والجمــال .. ويتخيــل أن العــالم محكــوم بهذه القيـم العليـــا , ولكـن حين يتعــامل مع الكبــار في واقـع الحيــاة تحدث له صدمـة أو صدمــات حيث يجد أن هذه القيم المطلقة غير موجــودة بالقــدر الـذي تخيلـه , وأن الكبــار يتعــاملون بقيم نسبية فيها استثنــاءات كثيرة وتجــاوزات لا يستطيــع ميزانه القيمي أن يتحملهــا , لــذلك يفقد الثقـة في الكبــار وربمـا اتهمهم بالنفــاق والخــداع والكـذب , وهكـذا تحدث فجـوة بينه وبينهم , فهو يرى في التعــامل اليومي الواقعي عكس ما يسمع من أهمية هذه القيم . وهذه الفجـوة ربما تصـل به إلى درجة العــزلة والحـــزن والإحبــاط والانسحـــــاب من المجتمـع .

وللمراهقــين في هذه الحـــالة ردود فعلية عدة , ولكــن ما يهمنـا هو المــراهق الأكثر نضجــاً وهو الـذي يصـل إلى قنـــاعة مفــادها أن الأمــور في الحيــاة اليومية تسيــر بقيم نسبيـة وأن البشــر مهما تســـامت أخـــلاقهم فهم معــرضون للخطـأ بحكم وضعهم البشـري .

وفي النهـــاية يكتشف المراهـق أن الصــراع بين الخـير والشـر الــذي ظل يؤرقـه لسنـــوات لم يكـن في المجتمـع الــذي يعيش فيه , وإنمــا هو بالأســـاس صــراع داخــل نفسـه وعليــه أن يديــر هذا الصـــراع بكفـــاءة وأمـــان حتى نهــاية حيـــاته ليصـــل إلى نفس مطمئنة .

دور الوالــــــدين تجــاه هذا القــلق :

* على الــوالدين والمــربين الصبـر على أسئلــة ولــدهم , والانتظـار والجـــاهزية للدعـم والمســـاعدة حين يطلبهــا المراهق .

* وأن يكــونا على يقيـن بأنهــا مرحلــة وتمر بســلام ويعــود الولــد إلى حــالة التـــوازن والطمــأنينة مـرة أخــرى , ويتذكــروا أنهم في يـوم وفي عمـــره قـد مـروا بنفس هـذا الفكـــر .

* على الــوالـدين أن يوضحــوا له بأن هذا القلق أمــر طبيعي , وعليهم أن يشيــدوا به لأنه أصبـح أكثر وعيـاً وتفتحـاً وأنه صــاحب عقليـة نـيّرة , ليصبـح أكثر اطمئنــاناً تجــاه ما يجـد .

* عليهـم أن يوفـروا له الكتب العقــائدية التي عند قراءته لهــا تستــقر لــديه ما يبحث عنهـا من مفــاهيم ومعتقــدات نحـو الله والغيبيــات ..

وفي حــالات نـــادرة وقليلـة جداً تحدث بعض المضــاعفات مثل القلق المرضي أو الاكتئــاب أو بعـض الأعـــراض الذهـــنية ذات الصيغـة الدينيــة وهنــا يلــزم الأمــر مراجعة مستـشــار نفسي أو أشخــاص أكثر وعيــاً لأنه قد يكـون ما وجد من ردة فعل هي السبب لوصـوله لهـذه الحـــالة .

وأخــيراً عزيزي الــوالد

طـالمـــا كنت أكثر وعيـاً ..

كانت مراهقة ولــدك أكـثر استقــراراً ..

وهذا يمهده إلى رشـد مستقــر ..

اننى فعلا اول مرة انتبه الى هذا الموضوع الذى هو جد خطير وفعلا الجو المحيط بالمراهق هو العامل الاول فى ان تمر هذه المرحلة بسلام
مشكورة اختى القلب الطيب على هذا الموضوع الرائع الهام

موضوع رائع أختي و فعلا الجو المحيط بالمراهق لة دور كبير في تكوين شخصيتة المستقبلية أتمنى لك المذيد من التوفيق .

مشكورين اخوانى المحترمين
نوفو و الشهاب

على مروركم الطيب وردكم المشجع المحترم

وفقنا اللهم واياكم لما يحبه ويرضاه

القلق الدينى لدى المراهقين 165

الموضوع اكتر من رائع

AYA FLOWRS

» تخلص من القلق.....
» أجعلي نفسك زهرة كل يوم لتتخلصي من القلق
» القلق النفسى انواعه اسبابه وعلاجه
» كيف نساعد المراهق لمواجهة القلق والتوتر
» عزيزتى حواء دعى القلق وعيش حياتك