فهذه أبيات جادت بها قريحة الشاعر عبدالرحمن العشماوي نشرت في جريدة الوطن :
تهميش شعري على بوابة رحيل قاتمة
«بين البداية والنهاية»
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي
عدل الاله يقوّم الميزانا
وعلى اليقين يُثبّت الاركانا
وينبّه الانسان من غفلاته
ويريه عقبى ما جناه عيانا
عدل الاله، يريك ابعد ماترى
ادنى، واشجع من رأيت جبانا
ويريك غطرسة الطغاة تذلُّلاً
ورجالهم من حولهم قطعانا
عدل الاله، ومن يحارب قادراً
خلق الوجود وسيَّر الاكوانا؟
يامن جلبت الى العراق دماره
وظننت انك ترفع البنيانا
اشعلت اعواماً بنيران الاسى
حتى غدا استحسانها استهجانا
ما انت اوّل ظالمي في ارضنا
لقي النهاية ذلّةً وهوانا
سبقتك آلاف الرؤوس تساقطت
وكأنها ما قارفت عدوانا
اسأل بها النّمرود حين استوثقت
منه البعوض ودوَّخته زمانا
واسأل بها فرعون ظلّ مكابراً
واسأل بها قارون او هامانا
ما كنت الا عبرةً مشهودةً
للعالمين تنبّه الأذهانا
وثناً جثمت على العراق، وهكذا
عدل الإله يحطًّم الاوثانا
مهلاً، ابا الجرحً العراقيّ الذي
ما زال ينزفُ، قد خسرت رهانا
علّقت مشنقة لنفسك منذ ان
صيّرت ارضك للهوى ميدانا
وقتلت نفسك منذ ان صيّرتها
فوق الجميع مكانة ومكانا
وحفرت قبرك منذ ان اطلقتها
حرباً تصيب الاهل والجيرانا
انت الذي مزّقت شملك حينما
نحّيت عن احكامك القرآنا
منذ ابتدأت رسمت درب نهايةي
سوداء، لو فكّرت فيه لبانا
مكّنت جيش الاحتلال وذيله
في الرّافدين، فحرّك الطوفانا
اسلمت جوقته الزًّمام وإنما
هو ظالمي بك قرَّب القربانا
وغداً ستدركه العدالة، إنَّها
كالشمس يفضح نورها الفئرانا
إنّي اقول، وانت موعظةي لنا
ليت الطغاة يفكّرون الآنا
ليت الذين يحطّمون عراقنا
ويؤججون لأهله النّيرانا
ويوطّئون لمن يمزق أرضه
كنفاً، ويعطون العدوَّ أمانا
ياليت من قطعوا حبال أخوّةي
في الرافدين، واعلنوا النكرانا
ياليتهم يستيقظون وقد رأوا
بك عبرةً كبرى تفيض بيانا
ياليت من نظروا اليك مسوَّداً
ورأوك في سجن الطّغاة مهانا
ربطوا البداية بالنهاية فاتقوا
ربّ العبادً وجددوا الايمانا
ياموقد النار التي ما خلفت
الاّ ردماداً كالحاً ودخانا
لمّا سمعتك بالشهادة ناطقاً
احسست أن الصخر عندك لانا
اوكلت امرك للمهيمن إنّه
من يعلم الإسرار والإعلانا
قد نلت في الدنيا جزاءك قاتلاً
والحكم في الآخرة إلى مولانا
مهلاً ابا الجرح العراقيًّ الذي
جرف الطريق، وغيّر العنوانا
من ظنَّ ان الارض ملك يمينه
فقد استطال وطاوع الشّيطانا
ما قيمة الوطن الكبير اذا غدا
سجناً، وصار رئيسه السَّجانا؟!
يامن تزكّون المقارف ذنبه
انّى يزكي التَّائه الحيرانا؟!
هو فارسي بطلي، وكم من فارسي
بطلي، يقبًّحُ ظلمه الاحسانا
اني ارى في الشنق اسوأ صورةي
تدمي القلوب، تؤرّق الأجفانا
هي صورةي نكراء توحي بالذي
تخفي القلوبُ، وتشعل الأضغانا
لكن ذلك لا يقرّب ظالما
منا، ولا يستحسن الطغّيانا
اسفي لامتنا العزيزة اصبحت
تنسى، وينسى ذهنها النّسيانا
نسيت حلبجة والكويت وماطوت
عنا السجون، ولو بدا الكفانا
ياقومُ، آثارُ الجريمة لم تزل
في الارض يكشف سمَّها الثُّعبانا
توقيت آجالً العبادً مؤقتي
ممَّن يصرًّف حكمه الازمانا
«كُنْ»، ما جرى حكم القضاء بأمرها
في الكون، الا في الحقيقةً كانا
بشرى لاهل الظلم، بشراهم، فهم
سيواجهون من الاسى الوانا
ما ظالمي الا سيلقى ظالماً
اقوى، ويلقى الظالمُ الخسرانا
تاريخ النشر: الجمعة 5/1/2007
منقووووووووووول