بوح وشكوى
للشاعر عبدالرحمن العشماوي
إلهى من سناك قبستُ نوري ***** وأنبت المحبة في ضميري
أعوذ بنور وجهك يا إلهـي ***** من البلوى ومن سوء المصير
أفرُ إليك من نكدي ويأســي ***** ومن عفن الضلالة في شعوري
فقيراً جئت بابك يا إلهي ***** ولستُ إلى عبـــادك بالفقيـــر
غنى عنهمو بيقين قلبي ***** وأطمع منك في الفضل الكبـــير
إلهي ما سألت سواك عونـاً ***** فحسبي العون من رب قــدير
إلهي ما سألت سواك عفــواً ***** فحسبي العفو من رب غفور
إلهي ما سألت سواك هديا ***** فحسبي الهدي من رب بصير
إذا لم أستعن بك يا إلهي ***** فمن عوني سواك ومن مجيري
إليك رفعتُ يا ربي دعائي ***** أجـود عليه بالدمع الغزير
لأشكو غربتي في ظــل عصر ***** ينكـس رأسه بين العصور
أرى فيه العداوة بين قومي ***** وأسمـع فيه أبواق الشرور
وألمح عزة الأعداء حولي ***** وقومي ، ذلهم يُدمي شعوري
أرى في كل ناحية سؤالاً ***** ملحاً ، والحقيقة في نفوري
وأسمع في فـم الأقصى نداءً ***** ولكن العزائم في فتور
إلهي ما يئسنا إذ شكـونا ***** فإن اليأس يفتكُ بالضمير
لنا يا رب إيمان يرينا ***** جـلال السير في الدرب العسير
تضيق بنا الحياة وحين نهفو ***** إلى نجـواك نحظى بالسرور