أنواع
"الديجافو"
للديجافو ثلاثة أنواع رئيسية تم تقسيمها تبعاً للشعور
نفسه أو للموقف الحاصل..والأنواع هي كالتالي ::
1- Déjà vécu =
already lived
وهو النوع الأكثر انتشاراً وهو ما يحس به معظم
الأفراد, وهو يكثر بين الفئات العمرية بين 15-25 سنة, وهو عبارة عن الاحساس بأنك قد
عشت موقفا ما قبل حدوثه, وهو يتضمن تفاصيل دقيقة جداً, واحساس بامكانية التنبؤ
بأحداث اللحظات اللاحقة..
وفي الغالب يكون الموقف غير ذي أهمية, ولا
يستحق التذكر, ولكن حدوث "الديجافو" يكون مفاجئاً ومباغتاً لدرجة أنك قد تتذكر
الموقف ذاتة لعدة سنوات لاحقة.
أمثلة توضيحية للشعور ^^"
::
مثلاً...كل يوم تقوم بالذهاب مشياً على قدميك الى المدرسة...اذاً
الذهاب الى المدرسة حدث متكرر يحصل يومياً..ولكن في أحد الأيام وبينما انت تسير الى
مدرستك شعرت بأن الحدث هذا او الموقف هذا ينطبق انطباقاً كاملاُ على ذكرى مشيك الى
المدرسة في احدى المرات السابقة..لنقل أن سيارة مكشوفة حمراء قد مرت في الشارع على
جانبك...وفيها طفل يبكي بين يدي أمه, وشاب جالس في المقعد الخلفي يرتدي ملابس سوداء
ويقوم بقراءة مجلة ما..وعلى الرصيف المقابل شاهدت رجلاً يركض مسرعا الى عمله...كل
هذه المناظر تبدو مألوفة بالنسبة لك, وكأنك قد كنت في الموقف ذاته من قبل...ولكن في
الحقيقة هل يمكن للسيارة نفسها, بالركاب نفسهم, والرجل نفسه على الرصيف أن يتواجدوا
معاً وبجميع تفاصيلهم في يومين مختلفين وأن تراهم وانت في طريقك
للمدرسة؟؟
مثال أبسط...من أشكال "الديجافو" الاحساس بسماع كلمات
معينة مسبقا..مثلا :: بينما انت تتكلم مع صديقك شعرت بأنك قد سمعت جملة من جمله من
قبل..نفس الجملة بنفس الكلمات ونفس الفراغات بين
الكلمات...
والآن ننتقل للنوع الثاني
^_^...
2- Déjà senti = already felt
هذا
النوع لا يتضمن موقفا تراه امامك...بل هو مختص بالمشاعر والأفكار الداخلية لك...وهو
منتشر كعارض اولي لأمراض الصرع "بعيد عنكم"..وذكرى هذا النوع لا تظل في بالنا, بل
تزول فورياً تقريباً..
مثلا..أنت تقوم بقراءة كتاب ما...ووقفت
عند جملة ما..مثلا جملة (الجقيقة تنتصر دائماً)..وفي هذه اللحظة تذكرت المحقق كونان
وفكّرت بمشاهدته في موعده الساعة الرابعة مساءً...الشعور بالنوع الثاني من
"الديجافو" هنا يكون عندما تحس بأنك قد فكّرت بالمحقق كونان وبمشاهدته عند قراءة
نفس الجملة في وقت سابق..
وهذا النوع من "الديجافو" غير منتشر
كالنوع الأول, وقد يعود ذلك الى عدم قدرة الأفراد على تذكر الشعور
به..
وأخيراً..النوع الثالث..
3- Déjà
visité = already visited
وهو أندر الأنواع وأقلها
انتشاراً..وهو يتعلق بالأماكن حيث تشعر بأنك قد كنت في مكان ما قبل أن تزوره
فعلياً, ولكنك تستطيع التعرف عليه بجميع تفاصيله..
فمثلا..أن
تزور مدينة جديدة لأول مرة ولكن تحس بأنك تعرفها لدرجة تمكنك من الانتقال والتجوال
بين شوارعها وكأنك قد زرتها بل وعشت بها من قبل..
وللتمييز بين
النوع الاول والنوع الثالث من "الديجافو"..يجب ادراك ماهية الموقف المتكرر..فالنوع
الاول مختص بالمواقف والاشياء والاشخاص والاصوات المحيطة بالفرد, بينما يختص النوع
الثالث بالبيئة الجغرافية للمنطقة وليس بما يحدث
حولك..
الأبحاث العلمية المتعلقة
بالموضوع
على مدى السنوات السابقة, عام العلماء والباحثون
باجراء العديد نت الدراسات حول "الديجافو"، حيث قام العديد من الأشخاص ذوي التفكير
الروحي "Spiritual thinking" بالقول أن "الديجافو" نوع من التنبؤ أو استباق
الأحداث، مما أضطر العلماء لإبداء الرأي العلمي في الموضوع.
وقد
لوحظ أنه بشكل عام الأشخاص غير قادرين على تذكر متى وأين وكيف قد مر عليهم الموقف
المعين مسبقاً، أما بالنسبة للتفسيرات فهي تقسم الى تفسيرات علمية، وتفسيرات
"روحية" أو فلسفية...
أولا:: التفسيرات العلمية
لظاهرة الديجافو، وهي كالتالي::.
1) تأخر وصول الدم من الفصل
الأيمن للمخ إلى الفص الأيسر بعد أن يصبح الحدث ذكرى للفص الأيسر.
أي
أنك عندما تمر بالحدث يقوم عقلك بتخزين جميع ما يمر حولك، وقد يحدث خطأ أو اضطراب
ما أثناء عملية التخزين فيتأخر وصول الدم من جزء الدماغ الأيمن الى الأيسر، ويؤدي
هذا التأخر الى لخبطة عملية التخزين فيقوم الدماغ بمعاملة الموقف الحي وكأنه ذكرى،
ففعلياً الموقف لم يتكرر ولم يحدث معك مسبقاً ولكن عقلك قد أوهمك بأنه حصل مسبقاً
نتيجةً للخطأ الذي حصل في عملة نقل الدم.
2) إضطرابات كهربية
بالمخ
وقد تم طرح هذا التفسير لأن الظاهرة تتكرر بشكل أكثر مع المصابين
بحالات الصرع و الإنفصام و القلق.
3) كما يقال أن بعض أنواع
الأدوية والعقاقير تعمل على تحفيز الدماغ على الشعور بالديجافو، وقد قام عالم ما
بملاحظة حالة شاب ذكر قام بتناول عقارين اسمهما "amantadine and
phenylpropanolamine" معاً, وذلك لعلاج أعراض الزكام، وخلال فترة أخذة لهذه
العقاقير قام الشاب بالشعور بالديجافو بشكل كبير ومتكرر، ولأن الشاب وجد هذا الشعور
مثيراً للاهتمام فقد قام بالاستمرار بتناول هذه العقاقير حتى بعد شفائه، وقام بعرض
حالته لطبيب نفسي.
ثانيا::التفسيرات
الروحية
1) تفسير ما وراء علم النفس
حيث يقال أن
الديجافو هي من قدرات الانسان الخارقة والتي تنبع من عقله الباطن "العقل اللاواعي"
حيث تمكّن الشخص من التنبؤ بالمستقبل عن طريق استقبال النبوءات والرؤيا عبر الأحلام
أو الذكريات عن الحياة السابقة.
2) العالم
الموازي
يقوم بعض الأفراد بالايمان بوجود عوالم موازية لعالمنا هذا، و
يظن هؤلاء الأفراد أن شعور المرء بالديجافو سببه مرور الموقف نفسه على النظير
الروحي له في عوالم موازية أخرى.
3) الأحلام
يؤمن
البعض أن الديجافو هي ذاكرتنا عن الأحلام، حيث أن الموقف لم يمر عليك في حياتك من
قبل، بل أنك قد رأيته في حلم! رغم أن أغلب الأحلام لا يتم تذكرها، ولكن عندما يمر
عليك الموقف نفسه في حياتك تتذكر ذلك الحلم فجأة مما يجعلك تشعر بالصعقة والتفاجؤ،
ولا تتذكر تحديداً أين ومتى رأيت هذا الحدث مسبقاً..وهذا أيضاً متعلق بشعور آخر
مشابه للديجافو ويدعى déjà rêvé, or "already dreamed." أو "حُلم مسبقا"...حيث يتم
تكرار الحلم نفسه وبتفاصيله في ليلتين مختلفتين.
4) اعادة إحياء
الروح
يؤمن البعض أن الديجافو هو شعور سببه تذكر بعض الأحداث والذكريات
من حياتنا السابقة، يتم تذكرها بسبب الأشخاص أو المحيط والبيئة المألوفة، ويقوم
آخرون بربط الديجافو بظاهرة مغادرة الروح للجسد والمعروفة ب OBE or OOBE التي تعني
بالانجليزية "out of body experience"حيث تغادر روح الانسان جسده في عدة مواضع،
كأوسط مراحل النوم، فالديجافو سببها المرور بمواقف مشابهة لما مرّت بها روحك عندما
غادرت جسدك وأنت نائم.
5) ويزعم بعض علماء الدين أن حياة المرء
تمر أمام عينيه قبل ولادته عندما يكون في رحم أمه، ويشعر بالديجافو عندما يتذكر أحد
المواقف من تلك الرؤيا.
الشعور
المعاكس للديجافو
بتلخيص ما قلت سابقاً، الديجافو هو
الشعور بتكرار موقف معين وكأنه قد حصل بكامل تفاصيله مسبقاً في حياتك، ولكنك لا
تستطيع تذكر متى وأين حصل هذا الموقف..
والديجافو له نقيض أو
شعور معاكس يسمى بJamais vu or "never seen" أي "لم يُرى أبداً"، وماهية هذا الشعور
هي بأنك تمر بموقف يتكرر معك دوماً ويثبت أنك قد رأيته ومررت به مسبقاً ومع ذلك
فانك تشعر بعدم أُلفة هذا الحدث وكأنه لم يحدث معك قبل هذه
المرة.
أمثلة توضيحية على هذا النوع::.
لنقل
أنك تذهب مشيا الى المدرسة كل يوم، تسلك الطريق نفسه في الوقت نفسه الى الوجهة
نفسها كل يوم وفي نفس الوقت، ولكن في احدى المرات وفي أثناء مرورك في الطريق شعرت
بأن هذه آول مرة تسلك فيها هذا الطريق وكأنك لم تذهب الى المدرسة مشياً من قبل
أبداً.
ومن الأمثلة الأخرى على هذا النوع نسيانك معنى كلمة ما
عند سماعها رغم أنك تعرف معناها تماماً وقد مرت عليك من
قبل.
ويقال أن سبب هذه الظاهر هو فقدان لحظي للذاكرة، وقد يكون
هذا أحد مقدمات الشعور
بالصرع.
تحياتي...