قبل زيارته المرتقبة يوم الثلاثاء المقبل إلى الولايات المتحدة، تثار الشكوك حول إمكانية لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى محاولة جديدة لرأب الصدع الناتج عن تزامن إعلان بناء ١٦٠٠ وحدة سكنية جديدة فى القدس الشرقية، بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكى جوزيف بايدن لتل أبيب، بينما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن سياسة الحزم التى اتبعتها واشنطن تجاه الدولة العبرية تؤتى ثمارها.
وتلقى نتنياهو رسائل من العديد من الشخصيات والمسؤولين الإسرائيليين تدعم موقفه بشأن مواصلة البناء فى القدس الشرقية والحفاظ على السيادة الإسرائيلية ودعت الرسالة التى وقعها ٧٤ من كبار الشخصيات السياسية نتنياهو إلى التمسك بموقف قوى فيما يتعلق بالسيادة الإسرائيلية على الأحياء اليهودية فى القدس الشرقية ومواصلة التوسع الاستيطانى فيها دون أى قيود أو تأخير وعدم الرضوخ للمطالب الأمريكية لوقف الأنشطة الاستيطانية بهدف تحريك محادثات السلام المتعثرة.
وفى هذا الإطار قال مسؤول كبير بمكتب نتنياهو إن الأخير سيتخذ خطوات مرنة تجاه الفلسطينيين، لكن تلك الخطوات لن تشمل القدس المحتلة وذلك كبادرة لإنهاء التوتر الذى شاب العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة.
بدورها، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن تل أبيب لم تتلق تأكيدات أمريكية حتى الآن بشأن ما أعلنته شبكة «فوكس نيوز» التليفزيونية الأمريكية حول لقاء نتنياهو مع أوباما فى واشنطن، حيث سيشارك نتنياهو فى المؤتمر السنوى للجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية العامة «إيباك».
بدورها، أعلنت كلينتون أن رد الفعل الأمريكى الحازم تجاه مشاريع البناء الإسرائيلية فى القدس المحتلة يؤتى ثماره وقالت إنها تعتقد أنه سيتم الرجوع إلى مسار المفاوضات وأن هذا هو هدفنا وهو من الأسباب التى جعلت المبعوث الأمريكى جورج ميتشل يعود للمنطقة خلال أيام.
وفى رام الله، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، أحقية الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة «القابلة للحياة» على حدود ١٩٦٧، مشيرا إلى ضرورة الوقف التام والكامل لجميع أشكال الاستيطان، وأضاف خلال لقائه رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض «لقد شاهدت بأم عينى الصعوبات التى يعانيها الفلسطينيون جراء الممارسات الإسرائيلية بحقهم نتيجة الاستيطان ومصادرة الأراضى، حيث يصعب العيش فى ظل هذه الظروف». وشدد على ضرورة اتخاذ الجانب الإسرائيلى خطوات لتحسين حياة الفلسطينيين، خاصة فى قطاع غزة المحاصر.
وفى غضون ذلك، أضرم متطرفون يهود فجر أمس النار فى عدد من سيارات الفلسطينيين بأحياء مختلفة فى القدس. وكانت جماعات يهودية متطرفة هددت فى بيانات وزعتها الأسبوع الماضى بشن أعمال انتقامية ضد المقدسيين فى حال واصلوا احتجاجاتهم على بناء «كنيس الخراب» قرب المسجد الأقصى، ومن المقرر أن ينظم نشطاء اليمين المتطرف مسيرة استفزازية اليوم «الأحد» فى حى سلوان المستهدف بالتهويد فى القدس بعد أن حصلوا على قرار قضائى للمطالبة بهدم مزيد من المبانى العربية فى الحى بزعم أنها غير شرعية.
وبدورهم، أغلق جنود الاحتلال الحاجز العسكرى المقام على مدخل مخيم شعفاط شمال القدس ومنعوا حركة المركبات العامة والخاصة عبر الحاجز مما يهدد بتوتر الأوضاع فى المخيم، بعد يوم هو الأعنف من المواجهات فى المخيم، احتجاجا على افتتاح كنيس الخراب وحصار الأقصى، حيث اعتقل الاحتلال ١٥ فلسطينيا بعد محاصرتهم عند الحاجز، بينما ذكر المركز الفلسطينى للإعلام أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من٢٥٠ فلسطينيا بينهم ٣٠ طفلا وعدد من الصحفيين خلال احتجاجات هبة الأقصى خلال الأيام القليلة الماضية.
وفى المقابل، دعا خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، فى دمشق، الدول العربية لإعادة النظر فى خيار المفاوضات مع إسرائيل، وحث القمة العربية المقبلة فى ليبيا على اتخاذ قرار عربى حر يضع الأمور فى نصابها الصحيح.