منتديات رحيل
منتديات رحيل
منتديات رحيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى الخيرات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» وحشتونى جدااااااااااااااااااااااااااااااا
موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالأربعاء 13 ديسمبر - 8:41 من طرف الجندى المصرى

» دفتر الحضور و الغياب لكافة الأعضاء
موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالأربعاء 17 مايو - 11:47 من طرف الجندى المصرى

» صديق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالثلاثاء 23 ديسمبر - 1:55 من طرف syrian girl

» برنامج القرص الوهمي الرائع Farstone VirtualDrive Pro 115.
موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالجمعة 22 أغسطس - 22:30 من طرف frahat

» أكاديمية الجزيرة
موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالخميس 30 يناير - 9:37 من طرف elsweedy6

» ملف كامل عن فلول الوطنى وتامرهم على مصر وعلى الثوره انشروا وافضحوهم فى كل مكان
موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالإثنين 13 يناير - 1:00 من طرف الجندى المصرى

» الدعاء اهلنا فى سوريا
موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالجمعة 13 ديسمبر - 17:31 من طرف عبيرالفل

» رسالة الى كل احرار وصحفيين العالم الأحرار A message to all the world are free and journalists Liberals
موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالجمعة 23 أغسطس - 14:49 من طرف الجندى المصرى

» عروض الجزيره
موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالإثنين 10 يونيو - 18:27 من طرف aljazeera_sweedy


 

 موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أحمد10
عضو سابق
عضو سابق



ذكر عدد الرسائل : 3503
العمر : 35
العمل/الترفيه : طالب - تربية لغة عربية
المزاج : الحمد لله
الاوسمه : موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) Empty
تاريخ التسجيل : 02/09/2008

موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) Empty
مُساهمةموضوع: موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله)   موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالخميس 11 سبتمبر - 3:51

موقفنا من اليهود

1 ـ ما هو موقفكم من اليهود بالعموم ؟

ج : أما عن موقفي من اليهود، فهو معلوم لكل من طالع كتبي ، أو استمع إلى محاضراتي وخطبي ، وهو موقف الإسلام الذي أدين الله تعالى به ، وأعني به الإسلام الوسط ، الذي يمثل المنهج الوسط للأمة الوسط ، الذي يقف وسطاً بين المتحللين والمتزمتين ، و بين التفريط والإفراط . وهو منهجي الذي آمنت به ، ونذرت نفسي للدعوة إليه، وهو الإحسان إلى الجميع، والدعوة إلى التعارف والتعايش السلمي بين الناس كافة، دون عدوان على حق احد، أو انتهاك لحرمته؛ مع الإيمان بحق كل إنسان في المحافظة على دينه وعقيدته، قال تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي البقرة: 255.

ولا شك أن اليهود هم أتباع موسى بن عمران عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، وقد تحدث القرآن عن موسى عليه السلام وعن قومه في سور كثيرة، حتى قال بعض علمائنا: كاد القرآن يكون لموسى وقومه! وحسبنا أن موسى ذكر في القرآن (136) مائة وستا وثلاثين مرة ، وموسى يعتبر من أولي العزم من الرسل ، وهم خمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وهم المذكورون في قوله تعالى: وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم، ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا الأحزاب : 7 . وفي قوله تعالى : شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى: أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه الشورى : 13.

وموسى هو الذي خصه الله تعالى بكلامه المباشر دون رسل الله جميعا. يقول تعالى: قال: يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين الأعراف: 144 . وقال تعالى : وكلم الله موسى تكليما النساء : 164 .

ويتحدث القرآن عن كتاب اليهود – وهو التوراة- حديثا ينم عن الاحترام والتبجيل، فيقول: إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء المائدة : 44 .

واعتبر الإسلام اليهودية ديانة سماوية ، وسمى أهلها (أهل الكتاب) وهو اسم يشملهم ويشمل النصارى معهم. ويناديهم بهذا اللقب المعبر: ( يا أهل الكتاب).

وجعل لهم من الأحكام ما يميزهم عن غيرهم، مثل أكل ذبائحهم، وتزوج نسائهم، كما قال تعالى في سورة المائدة: وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم، وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان المائدة:5 .

وهذه قمة في التسامح : أن يجيز الإسلام للمسلم أن يتزوج يهودية ، فتصبح ربة بيته، وشريكة حياته ، وموضع سره، وأم أولاده، مع ما في الزواج من المودة والرحمة كما قال الله تعالى : وجعل بينكم مودة ورحمة الروم: 21 .

وهذا الزواج ينشئ رابطة المصاهرة التي هي قرينة رابطة النسب ، كما قال تعالى: وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا الفرقان: 54 . وبذلك يصبح أهل الزوجة أجداد الأولاد وجداتهم، وأخوالهم وخالاتهم، ويقر لهم حقوق ذوي القربى ، وأولي الأرحام ، وقد قال تعالى : وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض الأنفال : 75 .

ومعنى هذا كله: أن أهل الكتاب أقرب إلينا من غيرهم من سائر الملل، ولهذا نهانا القرآن أن نجادلهم إلا بالتي هي أحسن، وذلك في قوله سبحانه: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وقولوا: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم، وإلهنا إلهكم واحد، ونحن له مسلمون العنكبوت:46.

فهذا هو موقفي وموقف كل المسلمين عموما من اليهود بوصفهم يهودا. وهذا ما لم يقاتلونا في الدين ، أو يخرجونا من ديارنا، أو يظاهروا على إخراجنا ؛ فإن فعلوا ذلك ؛ فلا ولاء ولا مسالمة بيننا وبينهم حتى يعودوا عن عدوانهم ويجنحوا إلى السلم، وهو الذي نؤمن به ونسعى إليه. وهذا ما وضحته آيتان محكمتان في كتاب الله : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون الممتحنة: 8.

فقسم الله تعالى غير المسلمين ـ ومنهم اليهود ـ إلى مسالمين للمسلمين، وغير مسالمين لهم، وجعل للأولين البر والقسط ، وحرم الولاء للآخرين .

2 ـ هل أنتم ضد اليهود لكونهم يهودا ؟

ج : الحق الذي يجب أن يعلمه الناس ، كل الناس : أنني - وغيري من المسلمين - لا نكره اليهود لكونهم يهودا ، ولهذا قلت مرارا : إن (اليهودية) باعتبارها ديانة ليست هي السبب في المعركة بيننا وبين دولة إسرائيل .

والقرآن اختار لليهود - و كذلك النصارى - (لقبًا) يوحي بالقرب والإيناس منهم، وهو (أهل الكتاب) ويناديهم بذلك (يا أهل الكتاب) ويعنى به: التوراة والإنجيل، إشعارًا بأنهم - في الأصل - أهل دين سماوي، وإن حرفوا فيه وبدلـوا .

اليهود أقرب إلى ملة إبراهيم من النصارى:

بل أزيد على ذلك فأقول: إن اليهود - من الناحية الدينية - أقرب إلى المسلمين في كثير من الأمور، من النصارى المسيحيين،لأنهم أقرب منهم إلى ملة إبراهيم عليه السلام، سواء في العقيدة أم في الشريعة.

على أن كل ما يؤمن به اليهود فيما يتعلق بالألوهية والنبوة، يؤمن به المسيحيون، لأن التوراة وملحقاتها من (الكتاب المقدس) عندهم . ويزيدون على اليهود ما انفردوا به من تأليه المسيح أو القول بالتثليث.

فلو كنا نحارب اليهود من أجل العقيدة، لحاربنا النصارى المسيحيين أيضًا.

ومن أجل هذا يتبين لنا خطأ بعض عوام المتدينين الذين يتوهمون أن الحرب القائمة بيننا وبين اليهود حرب من أجل العقيدة.

وهذه النظرة التي قد تخطر في بال بعض الناس : خاطئة تمامًا، فاليهود ـ كما رأينا ـ يعتبرهم الإسلام أهل كتاب، يبيح مؤاكلتهم، ويبيح مصاهرتهم،وقد كانوا على معتقداتهم هذه ، وقد عاشوا قرونًا بين ظهراني المسلمين، لهم ذمة الله تعالى، وذمة رسوله، وذمة جماعة المسلمين، وقد طردهم العالم، ولفظهم لفظ النواة، من أسبانيا وغيرها، ولم يجدوا صدرًا حنونًا، إلا في دار الإسلام، وأوطان المسلمين، ولم يفكر المسلمون يومًا أن يحاربوا اليهود ، أو يمسوهم بأذى . مع أنهم كانوا في تلك الأزمنة كلها متمسكين بعقيدتهم اليهودية ، لأن دين المسلمين يحرم عليهم ذلك .

لا نعادي إسرائيل لأنها سامّية:

وأحب أن أنبه هنا إلى نقطة تتعلق بالنقطة السابقة ، وهي :هل سبب العداوة والحرب المستعرة بيننا ـ نحن العرب والمسلمين ـ وبين إسرائيل: أنها دولة سامية؟

والجواب: أن هذا أبعد ما يكون عن تفكير المسلمين، ولا يتصور أن يرد هذا بخواطرهم؛ لسببين أساسيين:

الأول: أننا ـ نحن العرب ـ ساميون، ونحن مع بني إسرائيل في هذه القضية أبناء عمومة، فإذا كانوا هم أبناء إسرائيل ـ وهو يعقوب ـ بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، فنحن أبناء إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.

ولا تستطيع إسرائيل أن تزايد علينا في ذلك، ولا أن تتهمنا بأننا أعداء (السامية) التي تتاجر بها في الغرب، وتشهرها سيفًا في وجه كل من يعارض سياستها، أو ينـتقد سلوكياتها العدوانية واللاأخلاقية ، بل اعتبر القرآن المسلمين كافة أبناء إبراهيم هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم الحج:78 .

والثاني: أن المسلمين عالميون إنسانيون بحكم تكوينهم العقدي والفكري، وليسوا ضد أي عرق من العروق أو نسب من الأنساب، وقد علمهم دينهم أن البشرية كلها أسرة واحدة، تجمعهم العبودية لله، والبنوة لآدم، كما قال تعالى: ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير الحجرات:13 . وقال رسولهم الكريم : " أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب " . [1]

على أن اليهود اليوم لم يعودوا كلهم ساميين، كما يزعمون، فقد دخل فيهم عناصر شتى من سائر أمم الأرض، كما هو معروف عن يهود (مملكة الخزر) ويهود الفلاشا، وغيرهم. وهذا طبيعي، فاليهودية ديانة، وليست جنسية .

3 ـ هل تحثون سماحتكم على قتال اليهود وقتلهم لكونهم يهودا؟

ج ـ كلا ، أنا لا أفتي بهذا ولا أحث عليه بالمرة. وذلك لعدة أسباب:

أولا: إن اليهود ـ باعتبارهم يهودا ـ هم عندنا أهل كتاب، كما بينت ذلك بالأدلة، ونعتبر ديانتهم ديانة سماوية، وتوراتهم كتابا سماويا، وإن كنا نعتقد أنهم حرفوا فيه وبدلوا. ولكنه يبقى في أصله سماويا، كما نعتقد أن نبيهم موسى من أنبياء الله ورسله، وقد كلمه الله تكليما. وله منزلة عظيمة في الإسلام، ولقصته مع فرعون، ومع قومه: مساحة واسعة في القرآن.

وقد أجاز الإسلام أن نأكل من ذبائح اليهود، وأن نصاهرهم، ونتزوج من نسائهم، مع ما يفرضه الإسلام في العلاقات الزوجية من سكون ومودة ورحمة، وما توجبه روابط المصاهرة من ترابط وتقارب، وحقوق للأمومة والخؤلة وغيرها.

ثانيا: إن الإسلام يكره الظلم، والظالمين، ويوجب العدل لكل الناس، من أي دين كانوا، ومن أي عرق كانوا، ومن أي إقليم كانوا، ولا يتحيز لأحد ضد أحد، ولا لطائفة ضد طائفة، وإنما يتحيز للحق وحده. فعدل الله لخلق الله جميعا.

وقد نزلت تسع آيات من القرآن الكريم في سورة النساء ، تدافع عن يهودي اتهم ظلما بالسرقة، وكان السارق مسلما من المنافقين أو ضعاف الإيمان، أراد قومه أن يبرئوه ويلصقوا التهمة باليهودي البريء، وكاد الرسول يصدقهم، ويدافع عنهم، لولا أن نزل الوحي القرآني يحامي عن اليهودي المتهم ظلما، ويلحق التهمة بأهلها، ويعاتب الرسول صلى الله عليه وسلم على تصديقه لهؤلاء.

يقول تعالى في سورة: إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما. واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما . ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما [النساء: 104-113].

ثالثا: يجب أن نبين هنا: أننا في واقع الأمر لم نقاتل اليهود، أعني: لم نبدأهم بحرب أو قتال، أو نُسلّ في وجوههم السيوف، ونرفع عليهم البنادق والرشاشات، حتى يقال لنا: لماذا تقاتلون اليهود؟ أو تحثون على قتلهم؟

والواقع أن اليهود هم الذين بدأونا بالقتال، بعد أن كانوا يعيشون بين ظهرانيا آمنين مطمئنين، متمتعين برغد العيش، وسعة الرزق، ورفاهية الحياة، ولهم جاههم ومنزلتهم في المجتمع، نتيجة حصولهم على الثروات، وتمكنهم من التجارات، وإتقانهم لكثير من الصناعات، فلم يبخل المجتمع الإسلامي عليهم بالثروة المالية، والمنزلة الاجتماعية، بل المكانة السياسية. حتى حسدهم كثير من المسلمين على ما وصلوا إليه من غنى وجاه ومنصب، وحتى قال الشاعر المصري الساخر الحسن بن خاقان، يصف يهود زمانه:

يهود هـذا الزمان قد بلـغوا غاية آمالهم وقد ملـكوا

المجد فيهم، والمـال عندهمو ومنهم المستشار والملك!

يا أهل مصر، إني نصحت لكم تهوّدوا، قد تهودّ الفـلك!

أنا في الحقيقة لا أحث على قتل اليهود، ولكني أتمنى أن يكف اليهود ـ أعني الصهاينة ـ عن قتلنا وتدمير ديارنا صباح مساء !

4- هل ترون سماحتكم قتل يهودي بريء : حراما وجرما؟ ولماذا؟

ج- نعم أرى قتل أي إنسان بريء حراما وجرما وظلما. سواء كان يهوديا أم غير يهودي، فالأصل في الإسلام : أنه يحّرم الدماء، ويحمي حق الحياة لكل إنسان ولو كان جنينا في بطن أمه، ولا يجيز لأمه التي حملته أن تجهضه. ويجرم الإسلام قتل النفس البشرية، حتى إن القرآن ليقرر مع الكتب السماوية: أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا المائدة: 32 .

فمن لم يقتل نفسا متعمدا، أو يفسد في الأرض كقطاع الطريق وأمثالهم، فلا يحل قتله ، ومن اعتدى عليه فقتله بغير حق ، فكأنما قتل الناس جميعا، لأن الاعتداء على نفس معصومة بمثابة الاعتداء على جنس البشر جميعا.

بل الإسلام يُحرِِّم قتل الحيوانات والطيور عبثا، أي لغير منفعة ينشدها الإنسان من وراء القتل. ولذا جاء في الحديث : "من قتل عصفورا عبثا جاء إلى الله يوم القيامة ، يقول: يا رب : إن فلانا قتلني عبثا، ولم يقتلني لمنفعة" . [2]

5 ـ هل سبق أن دعوتم إلى قتل اليهود أينما كانوا وحيثما كانوا ؟

ج : لا . لم يحدث هذا من قبل ، ومن قرأ لي ، أو استمع إليّ: يعلم ذلك جيدا .

وأؤكد هنا : أنه لا يتصور من مثلي أن يدعو إلى قتل اليهود – باعتبارهم يهودا- حيثما كانوا.

وذلك لأمرين:

الأول: أن من اليهود من يعارض قيام إسرائيل، ويتعاطف مع العرب، وينكر قيام الحركة الصهيونية وأهدافها. وقد رأيت عددا من هؤلاء في لندن، في الصيف الماضي (2004 م ) ومنهم : من حضر معنا جلسة افتتاح المجلس الأوروبي للإفتاء في قاعة بلدية لندن، وعلق على كلامي مؤيدا ومرحبا.

وقد ودعني منهم ثمانية من الحاخامات والأحبار إلى مطار لندن، وظلوا واقفين معي ، وأبوا أن ينصرفوا حتى دخلت إلى الطائرة . فكيف أفتي بقتل هؤلاء الأصدقاء ؟

الثاني: أنني لا أفتي الا بقتال من يقاتلنا، فأما من لا يقاتلنا، ولا يعين على قتالنا، فليس لنا عليه سبيل: كما قال تعالى: فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً [النساء: من الآية90].مع التركيز في كل الاحوال على تجنب الابرياء والمسالمين من المدنيين وغيرهم.

6 ـ هل تدينون قتل المدنيين الأبرياء من اليهود ؟ وهل تعتبرون ذلك من الإثم والعدوان ؟

ج : هذا السؤال مكرر ، والإجابة عنه ستكون مكررة أيضا ، نعم أنا أدين وبلا تردد قتل الأبرياء من اليهود، أو غيرهم من الابرياء والمسالمين، فقتل البريء محرم تحريما شديدا في الإسلام ، سواء كان مسلما أم غير مسلم ، والقرآن يقرر مع الكتب السماوية قبله : أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا المائدة: 32 .

واليهود شأنهم شأن غيرهم من الأبرياء المسالمين، لا يحل سفك دمائهم بغير حق، بل إن اليهود بوصفهم ( أهل كتاب) في نظر المسلمين ، لهم حرمة أعظم من حرمة غيرهم ممن لا كتاب لهم ولايعني هذا بحال التهوين من جريمة قتل غيرهم، فكل عدوان على نفس آدمية يعد من المحرمات؛ بل يُحرم الإسلام العدوان على الحيوانات نفسها ، ويجعله سببا لدخول النار.

7 ـ هل تدعون سماحتكم وتفتون بقتل المدنيين الأبرياء وحتى لو كانوا من الإسرائيليين المسالمين ؟

ج ـ أؤكد ما قلته من قبل: أن من ثبتت مسالمته من الإسرائيليين، فلا يجيز شرعنا لنا ـ نحن المسلمين ـ أن نقتله، لأنّا لا نقتل إلا من يقاتلنا، أو يشارك في العدوان علينا، أما المسالم حقا، فلا أفتي بقتله، بل أحرم قتله، وأجرّم فعله، وأؤثم من فعل ذلك.

المهم أن يثبت لنا مسالمته؛ وإذا ثبت لنا ذلك، فلا يجوز أن نقصده بقتل ولا قتال، ما دام يمكن فصله عن غيره ، كما قال تعالى في شأن قوم من المشركين:فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم. فما جعل الله لكم عليهم سبيلا النساء: 90.

وقد ذكرنا قبل ذلك قوله تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين الممتحنة: 8.

8 ـ عندما تفتون سماحتكم بجواز العمليات الانتحارية للفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي ؟ على ماذا تستندون ؟ وكيف تبررون ذلك ؟ وهل ذلك دعوة لقتل الأبرياء المسالمين ؟

ج : لا بد أن أوضح بداية أن هذه العمليات ليست عمليات ( انتحارية ) كما يحلو للبعض أن يسميها ، ولكنها عمليات للدفاع عن النفس والوطن ضد الاحتلال الإسرائيلي المتجبر الظالم.

وتسمية هذه العمليات (انتحارية) تسمية خاطئة ومضللة، فهي عمليات فدائية. وهي أبعد ما تكون عن الانتحار، ومن يقوم بها أبعد ما يكون عن نفسية المنتحر.

إن المنتحر يقتل نفسه من أجل نفسه، وهذا يقدم نفسه ضحية من أجل دينه ووطنه وأمته. والمنتحر إنسان بائس من نفسه ومن رَوْح الله. وهذا المجاهد إنسان كله أمل في رَوْح الله تعالى ورحمته. المنتحر يتخلص من نفسه ومن همومه بقتل نفسه، والمجاهد يقاتل عدو الله وعدوه بهذا السلاح الجديد، الذي وضعه القدر في يد المستضعفين ليقاوموا به جبروت الأقوياء المستكبرين.

فهؤلاء الشباب الذين يدافعون عن أرضهم هم ليسوا بمنتحرين، وليسوا بإرهابيين، فهم يقاومون ـ مقاومة شرعية ـ من احتل أرضهم ، وشردهم وشرد أهلهم، واغتصب حقهم، وصادر مستقبلهم، ولا زال يمارس عدوانه عليهم كل يوم: يدمر منازلهم، ويحرق مزارعهم، ويقلع أشجارهم، ويجرف أرضهم ، ويهدم مساجدهم ، ويمزق شملهم بجداره العازل، ودينهم يفرض عليهم الدفاع عن أنفسهم، ولا يجيز لهم التنازل باختيارهم عن ديارهم، التي هي جزء من دار الإسلام وهو عمل من أعمال المخاطرة المشروعة والمحمودة في الجهاد، يقصد به النكاية في العدو المقاتل، وقتل بعض أفراده، وقذف الرعب في قلوب الآخرين طالما أن هذا العمل لايقصد به بحال الابرياء والمسالمين سواء كانوا مدنيين أو غير ذلك.

و ليس في هذا أي دعوة لقتل المسالمين الأبرياء، وإذا قتل طفل أو شيخ في هذه العمليات، فهو لم يقصد بالقتل، بل عن طريق الخطأ، وبحكم الضرورات الحربية، التي قد يصاب فيها الأبناء بسبب الآباء ، ومن القواعد الفقهية: الضرورات تبيح المحظورات. ولكن هذه القاعدة تكملها وتضبطها قاعدة أخرى، هي: أن ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها . وذلك حتى لا يتوسع الناس في الضرورة، وتظل استثناء.

وإذا وجدوا الخير في الكف والإحجام: أحجموا، لأنه لا مصلحة خاصة للفدائيين إلا رضوان الله تعالى وابتغاء مثوبته، ونصرة قضيتهم العادلة، فإذا لم تخدم القضية بهذا الأسلوب ،وكان ضرره أكبر من نفعه ترك، وبحث عن أسلوب آخر ، وآلية أخرى. (وإنما لكل امرئ ما نوى) .

وقد وجد الإخوة في حماس والجهاد الإسلامي ومن وافقهم من فصائل المقاومة : أن يوقفوا العمليات الاستشهادية في الوقت الحاضر ، وأن يستبدلوا بها ضرب المستوطنات ونحوها من الأهداف العسكرية ، ما داموا قادرين على ذلك ، ولذلك مرت شهور ، ولم نقرأ ولم نسمع عن عملية من هذه العمليات . فهم لا يلجأون إليها إلا للضرورة كما قلت ، فإذا زالت الضرورة ، توقفت هذه العمليات .

وهناك سعي من رئيس السلطة الفلسطينية الجديد محمود عباس (أبي مازن) للسير فيما سموه ( الحل السلمي) والاتفاق على وقف إطلاق النار من الجانبين ، بحثا عن الوصول إلى حلول عملية لإنهاء الصراع بطريق المفاوضات ، وقد وافقت فصائل المقاومة الفلسطينية ـ إسلامية ووطنية ـ أبا مازن على (هدنة مشروطة) على أن تُوقَف الاعتداءات من قبل الإسرائيليين ، مساهمة في إنجاح المسعى الذي اختارته السلطة. والتزمت الفصائل الإسلامية بهذه الهدنة ، وبخاصة حركة المقاومة الإسلامية حماس ) . ونأمل ألا تستفزهم إسرائيل ومستوطنوها بالغدر والعدوان .


عدل سابقا من قبل أحمد فيرس في الخميس 11 سبتمبر - 4:04 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد10
عضو سابق
عضو سابق



ذكر عدد الرسائل : 3503
العمر : 35
العمل/الترفيه : طالب - تربية لغة عربية
المزاج : الحمد لله
الاوسمه : موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) Empty
تاريخ التسجيل : 02/09/2008

موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله)   موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالخميس 11 سبتمبر - 3:53

9 ـ هل تدعون سماحتكم وتحثون على القيام بعمليات انتحارية ضد الإسرائيليين ؟ أم أنكم تقولون بأن ذلك من الناحية الشرعية والدينية مبرر ضد الظلم والاحتلال إذا لم يتوفر وسيلة أخرى لمقاومة الاحتلال ؟

ج : أود أن أؤكد هنا: أن هذه العمليات الفدائية ليست هي الأصل في مقاومة الاحتلال، وإنما لجأ إليها شباب الانتفاضة والمقاومة لأنهم مضطرون إليها، وما داموا مضطرين لهذا الطريق للدفاع عن أنفسهم، وتحرير وطنهم، وإرعاب أعدائهم، المصرين على عدوانهم، المغرورين بقوتهم، وبمساندة القوى الكبرى لهم ، فليس لهم خيار، والأمر كما قال الشاعر العربي قديما:

إذا لم يكن إلا الأسنةَ مركبٌ فما حيلة المضطر إلا ركوبها!

ولا بد أن ننوه هنا إلى أن الأحكام نوعان :

الأول : أحكام في حالة السعة والاختيار .

الثاني : أحكام في حالة الضيق والاضطرار .

والمسلم يجوز له في حالة الاضطرار ما لا يجوز له في حالة الاختيار ، ولهذا حرم الله تعالى في كتابه في أربع آيات : الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله ، ثم قال : فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم البقرة: 173.

ومن هنا أخذ الفقهاء قاعدة : الضرورات تبيح المحظورات ، وإخوتنا في فلسطين في حالة ضرورة لا شك فيها ، بل هي ضرورة ماسة وقاهرة ، للقيام بهذه العمليات الاستشهادية ، لإقلاق أعدائهم ومحتلّي أرضهم ، وبث الرعب في قلوبهم ، حتى لا يهنأ لهم عيش ، ولا يقر لهم قرار ، فيعزموا على الرحيل ، ويعودوا من حيث جاءوا. ولولا ذلك لكان عليهم أن يستسلموا لما تفرضه عليهم الدولة الصهيونية من مذلة وهوان ، يفقدهم كل شيء، ولا تكاد تعطيهم شيئا!

أعطوهم عشر معشار ما لدى إسرائيل من دبابات ومجنزرات ، وصواريخ وطائرات ، وسفن وآليات ، ليقاتلوا بها . وسيدعون حينئذ هذه العمليات الاستشهادية . وإلا فليس لهم من سلاح يؤذي خصمهم ، ويقض مضجعهم ، ويحرمهم لذة الأمن وشعور الاستقرار ، إلا هذه (القنابل البشرية) : أن (يقَنْبل ) الفتى أو الفتاة نفسه ، ويفجرها في الغازي المحتل لأرضه مضحيا بروحه في سبيل الله، مؤثرا حياة وطنه على حياته الشخصية. فهذا هو السلاح الذي لا يستطيع عدوه - وان أمدته أمريكا بالمليارات وبأقوى الأسلحة- أن يملكه ، فهو سلاح متفرد ، ملكه الله تعالى لأهل الإيمان وحدهم ، وهو لون من العدل الإلهي في الأرض لا يدركه إلا أولو الأبصار . فهو سلاح الضعيف المغلوب في مواجهة القوي المتجبر، وما يعلم جنود ربك إلا هو المدثر: 31.

10 ـ هل ترون سماحتكم أنه إذا ما وقع يهود تحت الاحتلال: هل يكون من حقهم القيام بعمليات انتحارية للدفاع عن أنفسهم ضد المحتل ، كما ترون أنه من حق الفلسطنيين ؟

ج : كل من كان له وطن شرعي غير مغتصب ولا منتزع من أرض الآخرين بالحديد والنار: جاز دفاعه عنه من غير شك، فإن هذا حق كفلته كل الشرائع السماوية وأقرته القيم الأخلاقية ، كما كفلته كذلك كل القوانيين والمواثيق الدولية ، وأعني به حق الدفاع عن النفس والوطن. إذا غزاه غاز أجنبي .

بل هذا ما تقضي به قوانين الفطرة، فإننا نجد في داخل الجسم البشري: جندا مجندا يقاوم كل جسم غريب ، حفاظا على الحياة من تلك الجراثيم والأجسام الغازية من خارج الجسم.

وإذا كنا أجزنا للفلسطينيين أن يدافعوا عن وطنهم – الذي احتل- بهذه العمليات الفدائية، فيلزمنا أن نجيز لليهود وغيرهم أن يقوموا بمثلها إذا غزي وطنهم الشرعي واحتلت أرضهم. ولسنا من أصحاب ازدواج المعايير، ولا ممن يكيل بكيلين : كيل للأصدقاء ، وكيل للخصوم. بل نحن مأمورون بالعدل مع من نحب ومن نكره . قال تعالى: ولا يجرمنكم شنآن قوم – أي شدة بغضهم لكم أو بغضكم لهم- على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى المائدة: 8 .

وجوابنا هنا مؤسس على افتراض أن لليهود وطنا خاصا لهم الحق في استيطانه وامتلاكه ، لا وطن انتزعوه من أرض غيرهم بالعنف والإرهاب .

11 ـ هل تفتون سماحتكم أنه من حق جميع من وقع تحت الاحتلال استخدام العمليات الانتحارية ضد المحتل ، سواء كان ذلك مسلماً أو غير مسلم , طالما هذه العمليات لا تقع بحق أبرياء مسالمين ؟

ج : نعم . كل من يحتل الأرض ظالما بغير حق ، سواء كان عربيا أو عجميا، مسلما أو غير مسلم : تجب مقاومته وتحرير الأرض من شره بشتى الطرق المتاحة .

ولهذا وقفت ضد غزو (صدام) للكويت بقوة، وكانت خطبتي بعد الغزو من جامع عمر بن الخطاب في قطر ضد هذا الغزو الظالم هي: المادة الأولى لإذاعة الكويت الحرة، التي ظلت عدة أيام تكررها كل يوم عدة مرات. وإذا ضاقت لمن يقاومون الاحتلال السبل، ولم يجدوا غير العمليات الفدائية سبيلا للتخلص من الاحتلال الغاشم وجبروته، فمن حقهم أن يستخدموها دفاعا عن وطنهم، ووصولا إلى حقهم، ما دامت هذه العمليات لا تقع في حق أبرياء مسالمين، كما في السؤال.

12 ـ هل تفتون بجواز القيام بعمليات انتحارية ضد الأبرياء والمسالمين والذين لا علاقة لهم بالجيش سواء كانوا يهوداً أو إسرائيليين أو غير ذلك ؟ ولماذا ؟

ج : أنا أفتي بمشروعية العمليات الفدائية ضد الغزاة المحتلين ومن يعاونهم، ومن حق المغزوين أن يقاوموا غزاتهم ويطاردوهم بكل ما يستطيعون من قوة، سواء كان هؤلاء المغزوون فلسطينيين أم لبنانين أم مصرين أم عراقيين أم هنودا، أم يهودا، أم أي شعب كان.

وهذا في نظر الإسلام ليس أمرا مشروعا فقط، بل هو واجب وفريضة، وتركه يوقع في الإثم والمخالفة الشرعية. لأنه تفريط في أرض الإسلام، التي يجب على المسلمين أن يدافعوا عنها بالأنفس والأموال. وهو كذلك تجريء للطغاة والمتجبرين على افتراس الضعفاء إذا لم يجدوا من يقاومهم ويصد عدوانهم .

أما الأبرياء والمسالمون حقا، الذين اثبتوا لنا مسالمتهم بالبينة، وأنهم ينكرون على قومهم ما يقترفون كل صباح ومساء من مظالم ومذابح ومآسٍ، فهؤلاء لا نقاتلهم ولا نقتلهم، ولا نأخذهم بذنب حكومتهم، وهم يبرأون من فعلها، إذ لا تـزر ( وازرة وزر أخرى ) ، و ( كل امرئ بما كسب رهين ) .

على أن هناك من الفقهاء من يقول : إن على هؤلاء أن يتحملوا نتيجة وجودهم في وطن مغتصب من أهله ، وإلا كان عليهم أن يخرجوا من هذا الوطن، ويعودوا من حيث جاءوا أو جاء آباؤهم .

13ـ هل تعادون السلام ولا تؤمنون به ؟

ج : كثيرا ما يقع عند البعض خلط في بعض المبادئ والمفاهيم ، ومن هذا تصور البعض أنني حين أؤيد العمليات الاستشهادية ضد المحتل، فمعنى ذلك عندهم أنني ضد السلام . وهذا هو الخطأ والخلط بعينه .

والحق أنني أرى أن الإسلام ـ الذي أدين الله به ، والذي أدعو إليه ـ لا يتشوف إلى القتال، ولا يتطلع إلى سفك الدماء، بل إذا انتهت الأزمة بين المسلمين وخصومهم بغير دماء ولا قتال، عقب القرآن بمثل هذه الكلمة المعبرة: ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا، وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قويا عزيزا الأحزاب: 35 . فما أبلغ هذه الكلمة وما أصدقها تعبيرا عن روح الإسلام السلمية وكفى الله المؤمنين القتال.

وحين انتهت غزوة الحديبية بالصلح مع قريش، وإقامة الهدنة بين الفريقين، نزلت في ذلك سورة الفتح: إنا فتحنا لك فتحا مبينا الفتح: 1، وقال بعض الصحابة: أفتح هو يا رسول الله؟ قال: " نعم هو فتح " فلم يتصوروا فتحا بغير حرب.

وفي هذه السورة امتن الله على المؤمنين فقال: وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم الفتح: 24 . فانظر: كيف امتن بكف أيدي المؤمنين عن أعدائهم!

وكان الرسول الكريم ـ وهو أشجع الناس ـ لا يحب الحرب، ويقول لأصحابه: "لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموه فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف". [3]

وكان يقول: "أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن… وأقبح الأسماء: حرب ومرة". [4]

حتى لفظة (حرب) يكرهها، ولا يحب التسمية بها ، كما كان يفعل العرب في الجاهلية، مثل حرب بن أمية.

إلا أن الإسلام يحرض على القتال، وبذل النفس والنفيس، إذا فرض القتال على المسلمين على كره منهم، إذا انتهكت حرمات الإسلام، أو غزيت أرضه، أو دنس عرضه، بمثل هذه الآيات: ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول، وهم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين. قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين [التوبة: 13] ، وقوله : كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون [البقرة: 216].

ومع هذا لا يغلق الأبواب في وجه المسالمة والمصالحة، إذا تهيأت أسبابها، فقال تعالى: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله [الأنفال: 61] .

والجهاد في الإسلام تحكمه (أخلاقيات) صارمة ملزمة، فلا يجيز إلا قتل من يقاتل، ولا تُُقتَل النساء ولا الولدان ولا الشيوخ الكبار، ولا الرهبان ولا الفلاحون أو التجار، ولا يجيز الغدر ولا التمثيل بالجثث، ولا قطع الأشجار، ولا هدم الأبنية، ولا تسميم الآبار، ولا يتبع ما يسمونه: سياسة الأرض المحروقة، أي التي تدع كل ما وراءها خرابا يبابا.

وهذا ما شهد به المؤرخون للمسلمين في فتوحهم ـ التي كانت في حقيقتها تحريرا للشعوب من طغيان الإمبراطوريات القديمة (الفرس والروم) ـ وقالوا: ما عرف التاريخ فاتحا أعدل ولا أرحم من العرب، أي المسلمين .

14- هل تدعون سماحتكم إلى كراهية اليهود، وبث مشاعر البغض ضدهم وضد كل من ليس بمسلم من أصحاب الديانات الأخرى كالمسيحية؟

ج – يشهد الله جل جلاله، كما يشهد كل من سمع خطبي ، وقرأ كتبي: أني من دعاة الأخوة الإنسانية، وأؤمن أن البشر جميعا عائلة واحدة، تنتمي من ناحية الخلق إلى رب واحد هو خالق الجميع، ومن ناحية النسب إلى أب واحد، هو أو أبو الجميع آدم. وأدعو الناس جميعا إلى الحب لا البغض، والتسامح لا التعصب، والرفق لا العنف، والرحمة لا القسوة، والسلام لا الحرب.

الأدعية الاستفزازية

ومن أكبر الدلائل على أن منهجي الذي أدعو إليه منهج يدعو إلى إشاعة السلام والحب ، ويدعو إلى التسامح مع المخالفين: أنني ناديت بالابتعاد عن ما أسميته: الأدعية الاستفزازية ، وقلت : ليس من الموعظة الحسنة: اتخاذ الأدعية الاستفزازية في صلوات الجمع ، وفي قنوت النوازل وغيرها.

ومما أنكرته في هذا المجال : أن بعض الوعاظ والخطباء يدعون الله تعالى: أن يهلك اليهود والنصارى جميعا، وأن ييتم أطفالهم، ويرمل نساءهم، ويجعلهم وأموالهم وأولادهم غنيمة للمسلمين.

ومن المعلوم: أن في كثير من بلاد المسلمين توجد أقليات من النصارى ـ وربما من اليهود ـ وهم مواطنون يشاركون المسلمين في المواطنة، وليس من اللائق أن ندعو بدعوة تشمل هؤلاء بالهلاك والدمار. إنما اللائق والمناسب: أن ندعو على اليهود الغاصبين المعتدين، وأن ندعو على الصليبيين الحاقدين الظالمين، لا على كل اليهود والنصارى. كما ندعو على الظالمين والطغاة من المسلمين أنفسهم. نسأل الله تعالى أن يريح البشرية من الظالمين من كل الديانات .

على أني لم أجد في أدعية القرآن، ولا في أدعية الرسول، ولا في أدعية الصحابة: مثل هذه الدعوات المثيرة: يتم أطفالهم، ورمل نساءهم، وأمثالها. بل أدعية القرآن في المعركة مثل: ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين البقرة: 250 .

ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين. ونجنا برحمتك من القوم الكافرين [يونس: 85 ، 86 ].

ومن أدعية الرسول في وقت الحرب والقتال : "اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب: اهزمهم وانصرنا عليهم" .[5]

"اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم". [6]

وقد قال تعالى: ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين الأعراف: 55. أي لا يحب الذين يعتدون ويتجاوزون في دعائهم.

غير المسلمين بدل الكفار

ومن أكبر الدلائل أيضا على أن منهجي الذي أدعو إليه ـ منهج الإسلام الوسط ـ منهج يدعو إلى إشاعة السلام والحب : ألا نخاطب المخالفين لنا باسم الكفار، ولا سيما مخالفونا من أهل الكتاب.

وذلك لأمرين:

أولهما: إن كلمة (كفار) لها عدة معان، بعضها غير مراد لنا يقينا من هذه المعاني: الجحود بالله تعالى وبرسله وبالدار الآخرة، كما هو شأن الماديين الذين لا يؤمنون بأي شيء وراء الحس، فلا يؤمنون بإله، ولا بنبوة، ولا بآخرة.

ونحن إذا تحدثنا عن أهل الكتاب لا نريد وصفهم بالكفر بهذا المعنى، إنما نقصد أنهم كفار برسالة محمد وبدينه. وهذا حق، كما أنهم يعتقدون أننا كفار بدينهم الذي هم عليه الآن وهذا حق أيضا.

والثاني: أن القرآن علمنا ألا نخاطب الناس ـ وإن كانوا كفارا ـ باسم الكفر، فخطاب الناس ـ غير المؤمنين ـ في القرآن، إما أن يكون بهذا النداء يا أيها الناس أو يا بني آدم أو يا عبادي أو يا أهل الكتاب.

ولم يجئ في القرآن خطاب بعنوان الكفر إلا في آيتين: إحداهما خطاب لهم يوم القيامة: يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون [لتحريم: 7].

والأخرى قوله تعالى: قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولا أنا عابد ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد. لكم دينكم ولي دين الكافرون : 1 – 6 . فكان هذا خطابا للمشركين الوثنيين الذين كانوا يساومون الرسول الكريم على أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدوا إلهه سنة، فأرادت قطع هذه المحاولات بأسلوب صارم، وبخطاب حاسم، لا يبقي مجالا لهذه المماحكات.

ولهذا آثرت من قديم أن أعبر عن مخالفينا من أهل الأديان الأخرى بعبارة (غير المسلمين). وأصدرت من قديم كتابي (غير المسلمين في المجتمع الإسلامي). وقد طبع مرات ومرات، وترجم إلى عدة لغات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد10
عضو سابق
عضو سابق



ذكر عدد الرسائل : 3503
العمر : 35
العمل/الترفيه : طالب - تربية لغة عربية
المزاج : الحمد لله
الاوسمه : موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) Empty
تاريخ التسجيل : 02/09/2008

موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله)   موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالخميس 11 سبتمبر - 3:54

مواطنون بدل أهل الذمة:

ومن أكبر الدلائل كذلك على أن منهجي الذي أدعو إليه ـ منهج الإسلام الوسط ـ منهج يدعو إلى إشاعة السلام والحب : أنني أتوقف إزاء بعض الكلمات التي لم تعد مقبولة لدى إخواننا من الأقليات غير المسلمة داخل المجتمع المسلم، مثل الأقباط في مصر، وأمثالهم في البلاد العربية والإسلامية الأخرى، وهي مصطلح (أهل الذمة) مع أن مدلول هذا المصطلح مدلول إيجابي، لأنه يعني: أن لهم ذمة الله ورسوله وجماعة المسلمين. وهذا مدلول له وقعه وتأثيره في نفس المسلم، فإنه لا يقبل أن تخفر ذمة الله ورسوله بحال، ومن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

ولكن إذا كان مواطنونا من غير المسلمين يتأذون من هذا الاصطلاح، فلا أجد مانعا من استخدام كلمة (المواطنة) و(المواطن) فإن الفقهاء متفقون على أن أهل الذمة من (أهل دار الإسلام) فهم من أهل الدار، وإن لم يكونوا من أهل الملة. و(أهل الدار) تعني بالتعبير العصري: مواطنين.

وأسوتنا هنا ما صنعه الفاروق عمر ـ ووافقه الصحابة رضي الله عنهم ـ مع عرب بني تغلب، وكانوا نصارى منذ عهد الجاهلية. وقد طلبوا إلى عمر أن يأخذ ما يأخذه منهم باسم الزكاة أو الصدقة، ولو كان مضاعفا، ولا يأخذه باسم الجزية، وقالوا: إننا قوم عرب، ونأنف من كلمة جزية.

تردد عمر في أول الأمر أن يجيبهم إلى طلبهم، ثم نصحه بعض مشيريه أن يستجيب لهم، قائلا: إنهم قوم لهم بأس وقوة، ونخشى أن يلحقوا بالروم، ففكر عمر في الأمر، ورأى أن ينفذ لهم ما أرادوا، وقال: سمّوها ما شئتم، وقال لمن حوله: هؤلاء القوم حمقى، رضوا المعنى وأبَوْا الاسم!

التعبير بالأخوة عن العلاقات الإنسانية:

ومن أكبر الدلائل أيضا على أن منهجي الذي أدعو إليه ـ منهج الإسلام الوسط ـ منهج يدعو إلى إشاعة السلام والحب :أنني دعوت إلى التعبير بالإخوة عن العلاقة بين البشر كافة، والمراد بها (الإخوة الإنسانية) العامة، على اعتبار أن البشرية كلها أسرة واحدة، تشترك في العبودية لله، والبنوة لآدم، وهذا ما قرره حديث نبوي شريف، خاطب به رسول الإسلام الجموع الحاشدة في حجة الوداع، فكان مما قاله في هذا المقام:

"أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأبيض على أسود إلى بالتقوى" . [7]

وهذا الحديث يؤكد قول الله تعالى في مطلع سورة النساء: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان بكم رحيما. والأرحام هنا: تشمل الأرحام الخاصة ، والأرحام العامة ، كما يدل سياق الخطاب القرآني وفي ذلك يقول شاعر مسلم:

إذا كان أصلي من تراب فكلها بلادي، وكل العالمين أقاربي!

وفي حديث رواه أحمد وأبو داود عن زيد بن أرقم مرفوعا: "اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه: أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة".

ومن هنا لم أر حرجا في التعبير عن العلاقة بين المسلمين ومواطنيهم من غير المسلمين بـ (الأخوّة).

والمراد بها: الأخوة الوطنية أو القومية. فليست (الأخوة الدينية) هي الأخوة الوحيدة التي تصل بين البشر. إنها لا شك أعمق ألوان الأخوة وأوثقها رباطا، ولكنها لا تنفي أن هناك أنواعا أخرى من الأخوات .

ودليلنا على ذلك: ما جاء في القرآن الكريم من حديث عن الأنبياء وصلتهم بأقوامهم المكذبين لهم، واعتبار القرآن كل نبي هؤلاء (أخا) لقومه، وإن عصوه وكذبوه وكفروا برسالته.

اقرأ معي قول الله تعالى في سورة الشعراء: كذبت قوم نوح المرسلين. إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون. إني لكم رسول أمين… الشعراء : 104 – 107 .

فانظر كيف أثبت أخوة نوح لهم، مع أنهم كذبوه، لأنهم قومه، وهو منهم، فهي أخوة قومية لا شك فيها.

ومثل ذلك قوله تعالى: كذبت عاد المرسلين. إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون [الشعراء : 123 ، 124] . وقال مثل ذلك عن : صالح ولوط ، ولكنه حين تحدث عن شعيب قال : كذب أصحاب الأيكة المرسلين . إذ قال لهم شعيب : ألا تتقون [الشعراء 176 ، 177] . ولم يقل: أخوهم شعيب ، لأنه لم يكن منهم ، وإنما كان من مدين ، ولذا قال في سورة أخرى : وإلى مدين أخاهم شعيب .. [هود : 84] .

ومثل هذه التعبيرات تقرب الآخرين منا، وتزيل الفجوة بيننا وبينهم، وهذا ما يبطل كيد الأعداء المتربصين بنا، والذين يريدون أن يشعلوا فتيل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، ليصطادوا في الماء العكر، ويتخذوا من ذلك ذريعة للتدخل في شؤوننا، والتسلط علينا، والتحكم في رقابنا، وأولى بنا أن نرد كيدهم في نحورهم ، بمثل هذه المواقف التي تجعل قوى الأمة كلها جبهة متراصة في مواجهة مكرهم وعدوانهم.

15 ـ هل ترون في السلام العادل حلا وضرورة ؟

ج: إذا كان السلام عادلا وشاملا، فأنا أول من يرحب به، فديننا دين السلام، وربنا من أسمائه (السلام) ومن أسمائنا المشهورة (عبد السلام) وتحيتنا في الدنيا والآخرة : السلام.

ولكن المشكلة هنا : أن إسرائيل تريد أن تفسر السلام على هواها، وتريد أن تملي شروطها ، وتفرض على الفلسطينيين والعرب ما تريد.

إن السلام العادل ـ في حده الأدنى الآن ـ هو الذي يقيم للفلسطينيين دولة مستقلة استقلالا حقيقيا لا صوريا، يملكون أرضها وسماءها ومياهها، ويعرفون حدودها، وعاصمتها القدس.

ويضمن حق العودة للاجئين الذين شردتهم إسرائيل في الأرض.

ويضمن تعويضا عادلا للفلسطينيين عما لحق بهم من أضرار ، ممن هدمت بيوتهم ، وأحرقت مزارعهم، وأتلفت أشجارهم.

إذا طرح هذا السلام بحق، ولم يكن مجرد مناورة وكسب للوقت، على حين تعمل الآلة العسكرية عملها في قتل الفلسطينيين وتدمير بنيتهم التحتية، فأهلا وسهلا به، وقد قال تعالى في شأن المحاربين للمسلمين: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم. وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله الأنفال: 61،62 .

فهنا يغلب حسن النية على سوء الظن، ترغيبا في السلام، وحرصا عليه، واستمساكا به.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] رواه أحمد. . وقال محققو المسند : إسناده صحيح .، ورواه الطبراني في الأوسط والبزار . وقال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه إلا أنه قال:"إن أباكم واحد وإن دينكم واحد، أبوكم آدم، وآدم خلق من تراب". ورجال البزار رجال الصحيح، وذكره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2964).

[2] رواه النسائي ( 7/ 237 ) ط المطبعة المصرية بالأزهر ، وفي موارد الظمآن ( 1017 ) باب النهي عن الذبح لغير منفعة . انظر تخريج الشيخ شعيب ، ابن حبان ( 5894 ) ورواه أيضا أحمد ( 4 389 ) . وقد صححه ابن حبان ، وأقره المنذري . انظر : كتابنا المنتقى من الترغيب والترهيب ( 1/ 363 ) .

[3] متفق عليه من حديث عبد الله بن أبي أوفى. رواه البخاري ( 2687) ومسلم ( 1742 ) .

[4] رواه أحمد في المسند ( 19114 ) وقال محققو المسند : حديث صحيح ، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5/195) ، وسعيد بن منصور في سننه (2518) .

[5] رواه مسلم باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو رقم (1742 ) .

[6] رواه أحمد في مسنده عن أبي موسى (19720) وقال محققو المسند : حديث حسن ، وأخرجه أبو داود (1537 ) والنسائي في الكبرى (8631) وابن حبان في صحيحه( 4765 ) .

[7] رواه أحمد في المسند (43289) عن رجل من أصحاب النبي ، وقال محققو المسند: إسناده صحيح، وذكره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 2964) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
novo_121
المدير الإدارى
المدير الإدارى
novo_121


ذكر عدد الرسائل : 15950
العمر : 42
العمل/الترفيه : محامي
المزاج : الحمد لله
الاوسمه : موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) 15751610
تاريخ التسجيل : 18/04/2008

موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله)   موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالجمعة 12 سبتمبر - 18:09

موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) 15881612

مشكور أخي أحمد على هذه المشاركة الرائعة

موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) 785245058
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد10
عضو سابق
عضو سابق



ذكر عدد الرسائل : 3503
العمر : 35
العمل/الترفيه : طالب - تربية لغة عربية
المزاج : الحمد لله
الاوسمه : موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) Empty
تاريخ التسجيل : 02/09/2008

موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله)   موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله) I_icon_minitimeالجمعة 12 سبتمبر - 18:57

جزاك الله خيرا اخي نوفو لمرورك الذي زاد موضوعاتى شرفا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موقفنا من اليهود0000س و ج (حوار إعلامي مع الشيخ القرضاوي)0حوار ممتع جدا يدل على عبقرية الشيخ (حفظه الله)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بكاء الشيخ محمد حسان حفظه الله بسبب إتصال من إحدي الأخوات حفظه الله مقطع جميل ادخل ما يفوتك
» الدروس العلمية الصيفية الثامنة لسماحة الشيخ الدكتور ابن جبرين (حفظه الله)
» أكذوبة انتشار الإسلام بالسيف000من كتاب (نحن و الغرب)د0يوسف القرضاوي(حفظه الله)0
» أهداف القتال في الإسلام00من كتاب (نحن و الغرب)للشيخ يوسف القرضاوي (حفظه الله)0
» عرض مقدمة كتاب (نحن و الغرب)للشيخ يوسف القرضاوي(حفظه الله)00كتاب رائع جدا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات رحيل :: قسم العلوم الاسلامية :: قسم الموضوعات الاسلاميه-
انتقل الى: