أنا أرفضُ الإحتلال..
وأرفضُ أن تستبيحَ البلادَ رعاةُ البقر
وابكي تراثَ الرشيدِ السليبَ
وأرضاً تبارك منها الترابُ
بسيرِ الخليلِ عليها زماناً
وجيشِ عُمَرْ
وأخجلُ من عارِ صمتي المشينِ..
ولا أعتذِرْ
لأني هنا في روابي فلسطينَ ..
نزفٌ لجرحٍ الشهيدِ على بابِ كركوكَ..
أو أمِّ قَصرْ
وأقسِمُ باللهِ اني فَرِحتُ
لزأرةِ عِزٍّ من (المنتظرْ)
وساءلتُ نفسي
لماذا تضنُّ القوافي عليَّ
كما لم تضنُّ على الشعراءِ..
الذين تباروا لمدحِ الحذاءِ
وتبجيلِ قاذِفِهِ المعتَبَر
ولم يطلِ الصمتُ...
إذ جاءَ ردُّ القوافي بليغاً
وحاورني الشعرُ..
حاورتُ ذاتي
وذاتي تولت حوارَ الحقائقِ...
لم تحتَكِرها
كذلكَ للرأيِ من عُمقِ لُبِيَّ..
لم تنتصرْ
وجلجلَ في النفسِ صوتُ الحِوارِ
على وقعِهِ في مرايا الضميرِ..
تجَلَّت صِوَر:
هنا في فلسطينَ شَعبٌ عَلتهُ
نِعالُ احتلالِ بُغاثِ البَشَرْ
وتحتَ النعالِ تُسَلُّ السيوفُ
سيوفُ الأشقاءِ..
من أجلِ تدشينِ عرشٍ
على جُرُفٍ من هَذَرْ
هنالِك بين الفراتِ ودجلةَ
نهرٌ جديدٌ
من الدمِ يهدرُ بينَ الرِّمالِ
على ضفتيهِ جماجِمُ قتلى
وأشلاءُ موتى
عليها نِصالُ ..
علتها عباراتُ زيفٍ
تُمَجِّدُ قَتلَ الشقيقِ..
إذا لم يَخُض في شروطِ الإمامة
ولم يتَدَنٍّْسْ
بِرِجسِ المراءِ
بما فعَلَ السابِقونَ
قُبَيلَ تعاليمِ سفرِ الدخولِ الجديدِ
وقبلَ العبورِ الجديدِ
وقبلَ انحباسِ المَطَر
وآخرُ صورة
لجيشِ جياعٍ
يمدونَ كفَّ التوسُّلِ للقمحِ يهطِلُ
من سُحبِ المانِحينَ التي
تتشكلُ تحتَ نِعالٍِ
(لِرَبِّ المُؤَن)
أتدرونَ من هُوَ (رَبُّ المُؤن)؟
سَلوا مُنتَظَر!