عدد الرسائل : 41 العمل/الترفيه : ooo الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/01/2009
موضوع: صبح مظلم من عام الحزن....!! الإثنين 16 فبراير - 18:10
يا أيُّها العزيزُ ... مسَّني وقلبي الضُرُّ بفراقك ، وإنَّا على قتلكَ لمحزونون ..! يا أيُّهَا المتسربلُ عزةً ، المتشبعُ أنَفَةً ، المتفضلُ رفعةً وشموخًا ..وضاء الوجه ، مشرق الجبين .. يا من غصتَ في غيابات القلب ، فاستويتَ على العرش في بضعةِ أشهرٍ !:
صديقكَ اليوم لا عزٌّ ولا فرحٌ ،،، ولا رفيقٌ من الأحزانِ يؤويهِ ! قعيدَ هـمٍّ عن العليـاءِ ، همتُهُ في ذَرْفِ دمعٍ عن الأبصارِ يخفيهِ .. تركتَهُ فجأةً من دونِ تسليةٍ ،،، ولا عهودٍ على الآمالِ تحييهِ ..! قد كنتَ ملجأهُ في كُلِّ نائبةٍ ،،، وكنتَ نوراً على الظلماءِ يهديهِ.. فاليومَ صارَ وحيدًا ، قلبُهُ كِسَرٌ من الهمومِ ،ودمع العينِ يرويهِ ..
يوسف أيُّها الصدِّيق .. أفتني في نارٍ أحرُّ من الجحيم ، وأخفى من دبيب النملة السوداء على صخرة ملساء في ليلٍ بهيم ، يشتعل بين جنبيَّ تنورُها ، وتتقدُّ نيرانها ، ولا من آسٍ ولا دواء ..لا تجعلني أطمئن على أرض ، ولا أثق بسماء ..َ
أفتني في شكٍ يبزغ من بين ظلمات اليقين ، أأنتَ متَ ؟ لا ..لا ..أنتَ لم تمت ! ولم يأكلك الذئبُ ...! بل أكلك الغدرُ ...و نحن عصبةٌ خاسرون ! أيُّها الطهور .. جاءوا على سيرتك بكلام كذبٍ ، وسولت لهم أنفسهم زورا وبهتانا عظيمين ، فصبرا طويلا ، والله المستعان على ما يفعلون !
يوسف .. هل جنى عليكَ اسمك ؟ ماله ( يوسف ) وحده يُفترى عليه منذ القدم ؟ هو وحده من يؤذيه بني قومه الأقربون ! قديما إخوانه من أبيه ، وحديثا إخوانه في الإسلام ، والعصبة والوطن !؟
تالله لقد آثرك الله علينا- يا يوسف – واختارك من بيننا شهيدا في سبيله ، ونحن ما زلنا ننتظر ! أيُّها العزيزُ ..! هلا أرسلتَ إليَّ بقميصكَ ؛ فلربما ارتددتُ بصيرا عليما ! ولربما عرفتُ كيف يواري المحزونون الموتورون – بمثلك - سوأة قلوبهم ، وعار دموعهم ، ولطخة عجزهم عن الثأر ! حاشا لله ما علمتُ عليكَ من سوء ..!غير أنك أطهر من الديمة البيضاء في كبد السماء الصافية !
قتلووووووكَ ..! قتلوكَ يا يوسف .. وما نقموا منكَ إلا أنكَ تركتَ سنةَ قومٍ لا يؤمنون بالجهادِ حلا ولا منهجا ، ولا يرون سوى الانبطاح للعدو مخرجا !
قتلوك ؛ لأنك قلتَ : " رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليهِ " من السكوت عن الحق ، والقعود عن الجهاد ، وعبادة أمريكا وأذنابها ، ومنافقة الحكّام الخائنين ! قتلوك يا يوسف ..
فدعني أسرد عليهم تفاصيل عزمك المنسّية ..! دعني أعلّمهم أي شمسٍ كسفت يوم مقتلك ، وأي قمر خسف ! هل أنا وحدي من صار يرى الدنيا – بعدكَ- بلونين : أسود وأبيض ؟ هل كنتَ – يا يوسف – قوس المطر الذي يلوّن الدنيا بأجمل الألوان ، فلمّا قتلوك انطفأت الألوان ، وعادت الدنيا بلونين فحسب !؟
" من الأمور الطريفة في الحياة أنك إذا لم ترض سوى بالأفضل فسوف تحصل عليه " ..مالي أقرأ هذه العبارة بشكلٍ آخر يختلف تماما عما كنتُ أقرأها به وأنا معك !؟ كنتُ اعرفُ أنك لن ترضى سوى بالأفضل ، وكنتُ اعرف أنك ستحصل عليه ، لكن ما يدريني أن قتلك في سبيل الله كان هو الأفضل الذي كنتَ تبحث عنه !؟
وما يدريني أن موتك بهذه الطريقة كان هو الأفضل الذي لم نعمل له حسبانا ، ولا خطر في بالنا ذات يوم ! ها أنت أسطورة يتحدث عنك كلُّ من حولي .. ترى لو مت بغير هذه الطريقة ، هل كان سيفكر بالثأر لكَ أحد ؟ مشكلٌ أنتَ يا يوسف حتى وأنتَ غائب !
مثيرٌ للجدل ، لا تمر بمكانٍ إلا وتترك فيه أثرا ، وقودٌ أنت للهمم ، حتى بعد مقتلكَ ! كنتَ خفيّا ، ومت مشهورا !
لم تتعمد نشر صورك في حياتك ، وها أنا أراها بعدك في كل موقعٍ ، وفي كل نشرةٍ ، وفي كل صحيفةٍ ، وفي كل توقيعٍ ، وفي كل عينٍ وفي كل قلبٍ ! علوٌّ في الحياة وفي الممات
بحقٍّ أنت إحدى المعجزاتِ !
يوسف ..! وحدهم الأبطال يُقتلون ..! وحدهم – صدقني – من يُطاردون ، وتُعلن أسماءهم ، وتُنشر صورهم ، وتُلفق لهم التهم والأكاذيب .. وحدهم الأبطال الخالدون هم من يُطلبون ( أحياء ) أو ( مقتولين ) ! يوسف أيُّها العظيم ..! صديقَ الروح ، ورفيقَ الدرب .. قلِّي - بربك – من يُتمم كتابكَ المهم الذي بدأته !؟ مَنْ يا يوسف ؟ أم أنه سيبقى ثمانون عاماً دون خاتمة ولا مخرج !؟
يوسف أيُّها الملأ .. كان عاتباً عليَّ .. هل سبق أن قُتل لأحدٍ منكم صاحبٌ وهو عاتبٌ عليه ؟ أنا أعيش هذا الجحيم منذ قُتل يوسف ... وأنتَ .. أنتَ يا يوسف .. هل تعي معنى رحيلك مقتولا ، وأنت عاتبٌ عليَّ ؟ هل تعرف أنني أبغض نفسي ، وأزدريها ، وأحقد عليَّ ، بشكلٍ لم يحدث معي من قبل !؟ كيف خاصمت بيني وبين نفسي يا أيُّها الشاعر !؟ ما أتفه الدنيا ! ما أتفه عقولنا ! ما أتفه نفوسنا ! بسبب كبرياء ، أتخاصم معك ..وأتركك عاتباً مدةً من الزمن ، لا تسمح لي نفسي بالرد عليك ، أو سماع ما لديك ؟
كنتَ أنتَ – كذلك – مكابرا ..دعوتكَ قبل مقتلك بأشهرٍ ؛ لنتفاهم على ما حدث ؛ لأوضح لك أسباب رفضي دعوتك ، لأبين لك ما الذي أغضبني في أسلوبك ؛ لأشرح لك موقفي ؛ وأبين لك ملابسات غضبي ،لكنك – كعادتك وكعادتي – كابرتَ ؛ حتى أسقيتَ كبرياءك الثمالة ، ورفضتَ النقاش !
هي كبرياء لا تكبر إلا بين الأصدقاء ..قاتلها الله من كبرياء ومن نفس ! لم يكن من عادتي أن أسترضيك ولو أطلتَ الغضب ..لكن هذه المرة ، لا ادري ما الذي دفعني لفعلي هذا ! وما الذي جعلني أمسك زمام المبادرة ، وأمد يد المصافحة ، وأنا الغاضب ، وأنت المخطئ ! هل كان قلبي يشعر بقرب فراقك ، ولا يريدك أن ترحل بعتب !؟ أََمَا لو عدتَ الآن .. أمَا لو كنتُ أعلمُ الغيب .. إذن والله لكنتُ أتيكَ وأعتذر ، حتى وإن كنتَ أنت المخطئ ..
يوسف .. هل تعي أي نزفٍ يعيث فسادا في قلب صاحبك وهو يراك مقتولا ، وعلى وجهك مسحةُ عتبٍ !؟ عفا الله عنكَ يا يوسف رحلتَ وأبدلتني بصحبتك وأنسك حزنا سرمديا ، لا ينفك عن رفقتي أبدا ، أو تُنزع روحي .. واحر قلبي على يوسف ! واطول حزني ونكدي !واغربة دربي بدونه ! واظلمة ليلي !
يوسف أيُّها العزيز .. هل يمكن للدنيا – كلها – أن تمنح مشاعري صك غفرانٍ نيابة عنك !؟ سامحني .. والله لا أرد لك دعوةً بعدها .. والله لا أخالفك على أمرٍ بعده .. والله لا أرفض منك شيئا أبدا .. إنْ أنتَ عدتَ يا يوسف ...
ربي .. ربِّ آتيتَه العلمَ ، وعلمتَهُ من كل فنٍّ ، فاطر السموات والأرض ، أنت وليه في الدنيا والآخرة ، ارحمه ، واغفر له ما تقدم من ذنبه ، واجمعني به في جنات النعيم .
غرة صبح مظلم من عام الحزن
القلب الطيب مديرة العلاقات العامه والمتابعه
عدد الرسائل : 18577 الاوسمه : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: رد: صبح مظلم من عام الحزن....!! الإثنين 16 فبراير - 18:26
ربي .. ربِّ آتيتَه العلمَ ، وعلمتَهُ من كل فنٍّ ، فاطر السموات والأرض ، أنت وليه في الدنيا والآخرة ، ارحمه ، واغفر له ما تقدم من ذنبه ، واجمعني به في جنات النعيم .
موضوع قيم جدااااا
سلمت يداكى اختى الايمان على طرحك المتميز
novo_121 المدير الإدارى
عدد الرسائل : 15950 العمر : 43 العمل/الترفيه : محامي المزاج : الحمد لله الاوسمه : تاريخ التسجيل : 18/04/2008
موضوع: رد: صبح مظلم من عام الحزن....!! الثلاثاء 17 فبراير - 17:29