من آداب قراءة القرآن أن يقول القارئ بعد الانتهاء من القراءة " صدق الله العظيم " فهو إقرار بصدق كل ما قرأه، وليس في ذلك شبهة أن يظن أن هذه الكلمة جزء من القرآن ، وفي استخدام هذه العبارة إشعار للسامع بانتهاء القراءة، فلو أن السامع قال أيضا: صدق الله العظيم، وبلغ رسوله الكريم أو نحو ذلك فهذا حسن أيضاً، ويؤيد صحة هذه العبارة، قول الله تعالى لرسوله في القرآن العظيم: " قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً، وما كان من المشركين " (آل عمران) أي قل يا محمد صدق الله فيما أخبر به، وفيما شرعه في القرآن (مختصر تفسير ابن كثير 1/300) قال الإمام القرطبي في بيان آداب قراءة القرآن: ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم، ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت ربنا، وبلغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين: اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط، ثم يدعو بدعوات (تفسير القرطبي 1/27 ) ومن هذا يتبين جواز قول صدق الله العظيم، بعد الانتهاء من تلاوة القرآن الكريم، وإن هذا أمر حسن وليس هو من البدعة في شيء .
واليكم ايضا:
وجاء في الفتوى رقم 3198 من فتاوى قطاع الإفتاء بوزارة الأوقاف الكويتية ما يلي:
عرض على اللجنة الاستفتاء المقدم من السيد رخيص، ونصه:
ما حكم قول القارئ للقرآن عند انتهائه من القراءة "صدق الله العظيم" هل هو بدعة محرمة؟ أم أنه جائز لا بأس فيه؟ علماً أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-لمّا طلب القراءة من ابن مسعود عليه وختم قراءته لم يقل له قل: صدق الله العظيم، ولا قالها هو، وجزاكم الله خير.
أجابت اللجنة بما يلي:
قول القارئ عند انتهائه من القراءة "صدق الله العظيم" هو أمر تواتر المسلمون والقرّاء عليه من غير نكير، وعلى ذلك يجوز الإتيان به أو تركه على ألاّ يعتقد فرضيته أو سنيته، والله أعلم.