فجأةً تحوَّلت لافتة- مجرد لافتة- إلى هدفٍ للصراع.. هذا ما حدث خلال المسيرة التي نظَّمها الإخوان المسلمون اليوم من ميدان غمرة إلى المستشفى القبطي في شارع امتداد رمسيس؛ فاللافتة كانت الوحيدة التي استطاعت أن تهرب من كمائن الأجهزة الأمنية في محطات مترو الأنفاق ومداخل ومخارج القاهرة، كما كانت اللافتة الوحيدة التي وجد فيها المتظاهرون عنوانًا لمسيرتهم.
كُتب عليها "غزة محاصرة.. فمَن لها؟!"، ورفعها المتظاهرون في مقدمة صفوفهم ليقولوا للناس: "هذا هو عنوان مسيرتنا، وهذا هو المراد من تظاهرنا"، وهو ما رأته قوات الأمن يُمثِّل خطورةً، فوجَّهت فرقةً متخصصةً لاعتقال اللافتة من المتظاهرين؛ حتى لا يعرف المواطنون لماذا هذه الحشود تتظاهر، وما هو هدفهم من المسيرة التي تحدث لأول مرةٍ في أكبر شوارع القاهرة.
وأمام هدف المتظاهرين ونية الأمن تحوَّلت اللافتة إلى هدفٍ للصراع بين الطرفين؛ حيث قام أحد أفراد الأمن بجذب اللافتة ممن كانوا يحملونها، إلا إن أحد المتظاهرين طارده وأصرَّ على استعادتها، وبعد شدٍّ وجذبٍ تم إعادة اللافتة مرةً أخرى وفاز المتظاهر بإنقاذ اللافتة من الاعتقال.
لم تَمْضِ دقائق معدودة حتى صدرت أوامر جديدة من القيادات الأمنية التي كانت تحاصر المظاهرة إلى فرقةٍ أخرى من الأمن المركزي المدعومة بفرق الكاراتيه بخطف اللافتة مرةً أخرى، وفوجئ المتظاهرون بأحد أفراد الأمن يرتدي ملابس مدنية ويمسك في يده عصا قصيرة من المطاط ويخترق صفوف المتظاهرين من الخلف ويضرب كل مَن يقف في طريقه، إلى أن وصل إلى مكان اللافتة؛ حيث سدد بعض الضربات إلى الذين يحملونها، ثم التقطها وفرَّ هاربًا في اتجاه قوات الأمن؛ حيث كان يقف بعض الضباط الذين انتشَوا فرحًا بهذا النصر العظيم من قِبل رجلهم "المغوار" صاحب هجوم "اللافتة".