لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله".. تلك كانت آخر كلمات المواطن المغربي عبد الله خبير، عضو اللجنة المحلية للتضامن مع الشعبين الفلسطيني والعراقي بالدار البيضاء، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة خلال مشاركته في وقفة تضامنية مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ ثمانية عشر يوما.
خبير (52 عاما)، ليس أول عربي عجز قلبه عن تحمل مشاهد العدوان الذي خلف نحو 935 شهيدا وأكثر من 4280 جريحا؛ فقد سبقه للدار الآخرة مواطنان عربيان: أحدهما مصري، والآخر جزائري، لم يتحمل قلباهما مشاهد جثث الأطفال والشيوخ والنساء التي تحولت إلى أشلاء بفعل القصف الإسرائيلي الوحشي ضد سكان غزة.
ويروي بيان اللجنة المحلية الذي وصلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه تفاصيل آخر اللحظات من حياة خبير الذي توفي الخميس الماضي، موضحا أنه "خلال مظاهرة منددة بالعدوان على غزة الخميس 8 – 1- 2009 بمدينة الدار البيضاء سلم عبد الله خبير مكبر الصوت إلى أحد زملائه، وتمدد على طاولة كان يقف عليها لترديد شعارات منددة بالعدوان".
وذكر البيان أن خبير ظل على هذا الحال حتى استدعى زملاؤه سيارة الإسعاف لنقله، لكنها لم تصل إلى باب المستشفى حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
من جانبهم، أعرب زملاء خبير، الذي شيع جثمانه الجمعة 9-1-2008 وسط حضور حاشد عن صدمتهم جراء الواقعة، مؤكدين أن مكانه في اللجنة سيظل شاغرا.
وكان خبير الذي اشتهر بارتدائه للكوفية الفلسطينية من الرافعين لشعار: "فلسطين أولا"؛ حيث ظل ملتزما بالتنظيم والمشاركة في كل مسيرة أو وقفة دعما لأي قضية تخص الأمة الإسلامية، خاصة فلسطين التي كان يعتبرها القضية المركزية للأمة.
مصري وجزائري
وفي مصر، ذكرت وسائل إعلام يوم الخميس 8- 1 -2009 أن "مواطنا مصريا يعمل مدرسا مات وحيدا في شقته".
وأوضحت المصادر -التي لم تكشف عن هوية المتوفى- أنه "تبين من التحريات والكشف الطبي أن المدرس أصيب بأزمة قلبية أثناء مشاهدته المجازر الإسرائيلية على القنوات الفضائية، وأنه تقابل مع أحد أصدقائه قبل الوفاة بأيام، وظل يبكي حزنا على الشهداء من الأطفال والنساء".وتابعت: "في يوم الحادث عاد لمنزله، وشاهد الفضائيات فأصيب بأزمة قلبية أدت إلى وفاته".
وفي شرقي الجزائر سقط أحد المواطنين مغشيا عليه الأحد 4- 1- 2009 في مدينة قالمة أثناء متابعته لأخبار غزة، فلم يستطع قلبه الصمود أمام هول مشاهد غزة، ومات على الفور.
ونقلت صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية في عددها الصادر الخميس الماضي عن عائلة المتوفى الذي يدعى جغوط ناصر (49 عاما) قولهم: إن مزاجه تغير منذ اليوم الأول للعدوان على غزة في 27-12-2008، وأصبح يتابع أخبار الوضع في الأراضي المحتلة باستمرار وشغف كبيرين من خلال مختلف الفضائيات".
وأشارت إلى أن "المتوفى كثيرا ما عبر عن سخطه وتذمره من موقف الحكام العرب، الذين كثيرا ما وصفهم بالجبناء.. كذلك رفض الاحتفال برأس السنة الهجرية والميلادية، ومنع بناته الأربعة من اقتناء السلع والبضائع الأجنبية؛ تضامنا مع الشعب الفلسطيني".
وكان طالب مغربي يدعى عبد الرزاق الكادري (21 سنة) توفي في الثاني من يناير الجاري متأثرا بإصابته في رأسه على يد أجهزة الأمن بمدينة مراكش، خلال مسيرة شعبية لدعم ضحايا العدوان على غزة.
وما تزل المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية مستمرة في كل المدن المغربية؛ حيث من المنتظر أن تشهد ساحة البريد وسط العاصمة الرباط السبت القادم 17- 1- 2009 وقفة احتجاجية.
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر
" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!