إن من أمتع أيام الإنسان في حياته الدنيا هو ما يسمى بشهر العسل وهو الشهر الأول من حياة الزوجين هذا مع ما يكدر صفو هذا الشهر من مصائب الدنيا ووجل الخوف من طارق الموت وانفصام الألفة والقرب في أي وقت لأن صاحب الدنيا على غرر من الموت وزوال البقاء في أي لحظة ومع هذا يعتبر هذا الظرف الزماني من أحلى الظروف وأمتعها في حياة الزوجين .
فكيف إذا كان هذا الشهر بل اليوم في بدايته في الدنيا ونهايته في الجنة وقد لا تصدقون كيف يكون يوم الزواج أوله في الدنيا وآخره في الجنة ؟؟؟؟؟
اسمعوا معي قصة هذين الزوجين :
إنها قصة صحابي جليل وصحابية جليلة هما خالد بن سعيد وزوجه أم حكيم بنت الحارث بن هشام
وقد تزوج خالد أم حكيم وهو على وشك خوض معركة من أقسى المعارك مع الروم في الشام ألا وهي معركة مرج الصفّر ولما تزوج خالد أم حكيم أراد أن يدخل بها قبل المعركة فقالت انتظر حتى يحكم الله بيننا وبينهم قال خالد إن نفسي تحدثني أني أقتل ؟ قالت فدونك فأعرس بها عند القنطرة التي عرفت بعد بقنطرة أم حكيم ثم أولم عليها فما فرغوا من الطعام حتى وافتهم الروم ووقع القتال فاستشهد خالد رضي الله عنه وشدت أم حكيم عليها ثيابها وأخذت عمود الفسطاط الذي بنى بها خالد فيه فقتلت به سبعة من الروم وإن عليها لأثر الخلوق أي الطيب واستشهدت رضي الله عنها ليكمل الإثنان شهر العسل في الفردوس فسبحان الله كيف كانا عروسين في الدنيا أول النهار وهما عروسين في الجنة آخر النهار !!! ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .