* بعض المشاكل التى تفرزها مرحلة الطفولة
ينتج عادة من أتباع أسلوب خطأفى تربية الطفل بعض المشاكل التى تصاحب أعراضها الطفل
فى سائر حياته أذ تؤثر فى شخصية الطفل وأكتسابه لبعض الصفات غير المرغوب فيها وأشهر هذه
الأساليب التربوية الخاطئة :التسلط،الحماية الزائدة ،الأهمال ،القسوة ،التفرقة فى المعاملة ،التدليل * أسلوب التسلط
والمقصود منه أن الطفل يعامل من والديه بصرامة وقسوة بأن يمنع الطفل من تحقيق رغباته ويقابل
بالرفض الدائم لمتطلباته والمنع الدائم من تنفيذ رغباته وأتخاذ أسلوب اللوم والعقاب معه فى كل
شئونه مع تحديد طريقة لأكل الطفل ونومه ومذاكرته وتعيين من يصادقهم ويلعب معهم ونوعيات
الملابس التى يرتديها الطفل دون مراعاة لرغبات الطفل وبالأجمال يكون الوالدان هما كل السلطة
فى أدارة أمور الطفل بزعم أن ذلك يعوده على النظام والطاعة ويطلبون ذلك بالأمر والتهى وليس
بأسلوب الأقناع والرفق .
يترتب على أسلوب التسلط أيصبح الطفل ضعيف الشخصية سلبيا دائم الخوف مترددا غير واثق من
نفسه .
والاسلوب المطلوب أتباعه الرفق فى معاملة الطفل وتقبل سلوك الطفل وتشجيعه وأن نعوده
المناقشة وأبداء الراى وننمى فيه الثقة بالنفس مع روح من الصداقة مع الوالدين ومع مساعدته
على الأنجاز وتقديره والأهتمام بأعماله ولا نكلفه ما لا يطيق من الواجبات. * أسلوب الحماية الزائدة
عادة ما يتم مع الأبن الوحيد فى الأسرة أو الذى جاء بعد تأخر فى الأنجاب أو الطفل الأول فى الأسرة
فيظهر على الوالدين القلق على سلامته والخوف عليه من المرض فيتم متابعة الطفل فى جميع
تصرفاته ومراقبة سلوكه تجاه اى موضوع يواجههمع الحرص الشديد والتدخل فى شئون الطفل الى
درجة القيام بها نيابة عنه .
هذا السلوك من الوالدين يؤدى الى أضعاف شخصية الطفل ويصبح دائم الأعتماد على الأخرين وغير
مستقل برأى وعدم النضج وأنخفاض مستوى الطموح وينسحب فى أكثر المواقف ويرفض تحمل
المسؤلية ويضعف عند أتخاذ القرار .
وبالطبع يجب تجنب هذه العيوب فى السلوك معه مع تبنى تنمية قدرات الطفل وتشجيعه على
ا الأستقلال وأن ندعه يتعلم من أخطائه وأن يحل هو بعض المشكلات مع توجيهه فى ذلك فقط
وأن نتركه يخوض المواقف بنفسه مع المراقبة والمساعدة عند عجزه. *أسلوب التفرقة فى المعاملة
يكون ذلك بين الأولاد بسبب الأنوثة والذكورة أو بسبب السن أو بسبب الترتيب الميلادى للأولاد
أو لأى سبب أخر يدعو الوالدين أو أحدهما لتميز أحد الأولاد على الأخرين .
تنتج هذه التفرقة فى المعاملة شخصيات لديها قدر كبير من الحقد والغيرة والأنانية المفرطة بين
الأخوة ،والذى تميز من بينهم يرغب دائما فى أن يحظى بالأهتمام من كل الناس ويصبح شخصا
لا يكترث بالأخرين ولا يراعى المشاعر فى تعامله مع الأخرين .
ولتفادى هذه المشاكل على الوالدين ان يتعاملو ا مع كل الأولادبالعدل والحب والمساواة بينهم
ولا يمنع ذلك أن يكون أحدهم أحب الى والديه أو أحدهما أكثر من الأخرين لأن المساواة فى الحب
تخرج عن قدرة الأنسان ولكن يجب على الوالدين ألا يظهر فى سلوكه مع المحبوب ما يثير أخوته
لأن ذلك يترتب عليه محاولة الأخرين أيذاء الحبوب من بينهم كما فى قصة يوسف عليه السلام *أسلوب الأهمال
قد يهمل الوالدان رعاية الطفل للأنشغال عنه خارج البيت أو عدم الأكتراث بشئون الطفل
وصور ذلك أن يترك الطفل بلا أشباع لحاجاته من الحنان والعطف والرعاية أو بلا أشباع لحاجاته من
النظافة والخدمة وقد يكون الأهمال بعدم المحاسبة للطفل على سلوكه الخاطىء أو بعدم تشجيعه
ماديا ومعنويا كلما أنجز عملا .
يخلق هذا الأهمال وينمى فى الطفل دوافع العدوان والرغبة فى الأنتقام ومشاعر الكراهية نحو
الأخرين ويفرط فى شعوره بالذنب مع زيادة حساسيته تجاه سلوك الأخرين معه ويكون دائم القلق
والأنطواء ولا يبالى بمجريات الأمور من حوله ولا يشعر بالأنتماء لأسرته وعموما يصبح عديم الرضا
متسخطا لكل شىء .
فواجب الوالدين دائما الأهتمام بالطفل ورعايته وأظهار الحب والعطف نحوه والقيام بقضاء أحتياجاته
المادية والمعنوية بلا تقصير واعتبار هذا واجب مقدما على غيره من الواجبات الأخرى .ويجب على
الام التى تضطر للخروج للعمل أ ن تضاعف من مشاعر العطف والحنان للطفل كما يجب على الأب أن
يعطى من الوقت الكافى كل يوم للطفل من الملاطفة لأن الطفل يحتاج الى ان يكون له أب كما
يحتاج أن يكون له أم لكى ينشأ سويا فى الشخصية .*أسلوب التدليل
يتمثل هذا الأسلوب فى التراخى والتهاون فى المعاملة مع الطفل بحيث يتم أشباع حاجات الطفل
فى الوقت الذى يريده وبالكيفية التى يرغب فيها والمسارعة فى قضاء كل ما يطلبه مهما كان غير
معقول كما يكون التليل بعدم توجيهه الى تحمل المسؤليات التى تتناسب مع المرحلة العمرية
التى يمر بها الطفل .
يترتب على التدليل تأخر النضج الأنفعالى والأجتماعى عند الطفل ولا يستطيع الشعور بالمسؤلية
ولا يقاوم مشكلات الحياة وهو دائم العرضة للأضطرابات النفسية عندما تواجهه مشكلة ويغلب
عليه الأعتماد على الغير .
واجب الوالدين الأعتدال مع الطفل فى تلبية مطالبه فلا يكون الحرمان أو الأهمال ولا يصل الى حد
التدليل له ومن الأساليب النافعة أن يمنع الطفل عن تنفيذ بعض رغباته رغم أمكان تلبيتها لتعويده
على أن الرغبات فى الحياة لا تلبى كلها حتى يتحمل الحرمان ويتعود الجلد والصبر *أسلوب القسوة
ويتمثل هذا الأسلوب فى شتى أنواع العقاب البدنى بأعتباره أسلوبا أساسيا فى التربية
كالضرب بشدة كلما أرتكب خطأأو التعنيف والقسوة والحرمان عند الرسوب أو اذا لم يذعن للأوامر
وأشد القسوة ما كان فيه أيلام للنفس كالتحقير للطفل أو أظهار الكراهية له أو توعده وتخويفه
بأمور مخيفة مثل الحرق والحبس فى الطلام ويترتب على القسوة أن يكون ضمير الطفل شديد
الحساسية يجعله يحاسب نفسه وغيره على كل صغيرة وكبيرة بتشدد وأنفعال كما يترتب عليه
الخوف من المحاسبة مما يجعله يمتنع عن القيام بأى نشاط خوفا من العقوبة ولا يستطيع المطالبة
بحقوقه كما يخشى أشباع رغباته خوفا من العواقب المترتبة وتكون شخصيته قلقة مترددة يشعر
بالعجز عند مواجهة المواقف
يجب على الوالدين نبذ القسوة بكل أساليبها مع الطفل وأشعاره بالطمأنينه والتعامل معه بالتسامح
خاصة اذا لم يتعمد الخطأواذا عوقب لا يكون بالضرب المبرح ولا بدوام التأنيب له ويكون بالقدر الذى
يشعره بالحزم فى أخذ الأمور .ويجب أن يكافأعلى اعماله ويشجع عليها
قد يكون أحد الوالدين قاسيا ويكون الأخر متسامحا مع الطفل او يمنع احدهما الطفل عن سلوك
معين بينما يتسامح الأخر فى نفس السلوك وهذا الأسلوب المزدوج يخلق عند الطفل أزدواجية
فى تقييم الأمور ويصبح الطفل دائم القلق لعجزه عن أرضاء كلا الوالدين متذبذبا فى سلوكه
وبذلك يصبح صاحب شخصية متقلبة بسبب عدم أتفاق الوالدين على طريقة واحدة فى تربية الطفل.