أنا لم آت من المريخ ... ولا من القمر
جئت الى هنا من اللامكان ..
وخرجت من العدم ..
وأتيت لاقول كلمة حق
ان الانسان في هذا العصر قد مات ..
لم يمت في معركة شريفة ..
مات منتحرا بجريمة الخيانة ..
نازفا دمه الملون بالكذب والخداع
مغمضا عينيه عن الحقيقة..
الانسان في هذا العصر المزهو بالقوة والعنجهية..
يزيف المفاهيم لمنفعته الخاصة
ومن المؤكد لن يرضى عنه الله ..
فقد خلقه الله بأجمل صورة ..
يشوه نفسه بنفسه !! يدعي ما ليس فيه !!
فحلت عليه لعنة السماء !!
الانسان الذي يقول :"اناااااااااا" ملايين المرات قبل ذكر الاخرين
حتما هو الانسان المطرود من جنة الفردوس..
والانسان الذي يرى الجرائم تقترف نصب عينيه ولا يقول للمجرم "قف"!!
هو أكثر اجراما من المجرم نفسه، فالمجرم قد يكون فقد وعيه لدى اقترافه لجريمته..
أما المتفرج فحتما يدركتماما ما يحصل أمام ناظريه لكن لم يكترث فالامر لا يعنيه..
أما ذاك الانسان الذي يدعي الكرم ويقدم للاخرين الهدايا والهبات من ممتلكات الغير ما هو الا لص يحق للعدالة ان تقطع يديه معا ..
والانسان اللص في هذا العصر .. يتشكل كما يتشكل الجن ..
فمن الممكن ان يكون صعلوكا .. أو مثقفا .. أو عالما .. وربما يكون رئيس دولة ؟؟
فهذا اللص (المحترم) هو أخطر انواع اللصوص .. لماذا؟؟
لانه يسرق بأسلوب شرعي يحميه القانون والمنصب وجميع الاعراف الدولية ..
أما انسان هذا العصر فأضحى يدعي الالوهية ..
فهو يحيي ويميت .. يعز ويذل .. يحرم ويحلل .. والقوة (في عرفه) هي مفتاح كل القيم والقدرات ..
أنا قوي .. اذا أنا الحاكم وأنا الآمر وأنا الناهي والباقي ما هم سوى أتباع يأتمرون بأمري ..
القوة هي لعنة العصر ..
ولو أدرك هؤلاء المتلفعون أمام نظراتها القاتلة فالقوة لو يعلمون ما هي الا أفعى تلتف حول عنق ضحيتها لا تتركه الا بعد تفريغ سمها القاتل في أ,صاله ..
هكذا شاءت مشيئة الله سبحانه وتعالى .. ولو تأملنا ما حصل لأقوى الدول في الماضي .. لكانت لنا عبرة ..
ولكن !! أهم ميزات القوة ..
انها تسلب من صاحبها نعمة البصر ..
فالبعض يرى القوة في الاسلحة المدمرة والجيوش التي لا تقهر ..
وأنا أراها في ابتسامة طفل .. في كف أم .. في عيني محب .. هذه هي القوة المبدعة ..
القوة الخلاقه (التي غرسها الله سبحانه في قلوبنا .. قبل ان يقبض قبضة من التراب ويقول لها كوني آدم ..
القوة الحقيقية في ان نحب الغير ونعطف على الغير ..
وأن نتمنى الفرح والسعادة والخير لكل انسان حينئذ فقط يحق لنا ان نفخر بأ،نا أقوياء ..
ويحق لنا أن نحصل على شهادة انسانيتنا ..
فالحب وحده هو القوة ..
ليس القوة فحسب .. وانما الجمال والوداعة والخير .. وسر الوجود .. في هذا الكون..
تقبلوا شخبطاتى على صفحات بيتنا رحيل
محبتكم القلب الطيب