بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
في الحديث:
«مثلي كمثل رجل استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذا الدواب التي في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيتقحمن فيها، قال: فذلكم مثلي ومثلكم، أنا آخذ بحجزكم عن النار، هلم عن النار، هلم عن النار، فتغلبوني تقحمون فيها».
هلم عن النار:
نار الله الموقدة نار أوقد عليها ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة.
هلم عن النار:
نار حامية، نار الدنيا جزء من سبعين جزءًا من حر جهنم، قالوا: والله إن كان كانت لكافية يا رسول الله، قال: «فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءًا كلها مثل حرها».
هلم عن النار:
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النار فتعوذ منها، وأشاح بوجهه، ثم ذكر النار فتعوذ منها، وأشاح بوجهه، ثم قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة».
هلم عن النار:
نار أهون أهلها من له نعلان وشراكان من نار يغلي منها دماغه، كما يغلي المرجل ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابًا وإنه لأهونهم عذابًا.
نار يؤتى بها يوم القيامة لها «سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها».
هلم عن النار:
قال الحسن: "أذكرك الله، إلا ما رحمت نفسك، فإنك قد حذرت نارًا لا تطفأ، يهوي فيها من صار إليها، ويتردد بين أطباقها، قرين شيطان ولزيق حجر، يتلهب في جهنم شعلها {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا} [فاطر: 36].
هلم عن النار:
{نَاراً تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى} [الليل: 14-15]
نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وشرابها الصديد، ومقامها حديد، نار لو أن حجرًا قذف به فيها لهوى سبعين خريفًا قبل أن يبلغ قعرها
تقر من الهجيـــــر وتتقيــــه *** فهلا عن جهنم قد فررتا
ولست تطيق أهونها عذابًا *** ولو كنت الحديد بها لذبتا
هلم عن النار:
«من حافظ على الصلوات الخمس، على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها، يراها حقًا لله عليه، حرم على النار».
«من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار».
«من استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجره من النار».
هلم عن النار:
«ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه دموع وإن كان مثل رأس الذباب من خشية الله، ثم تصيب شيئًا من حر وجهه، إلا حرمه الله على النار».
«حرمت النار على عين غضت عن محارم الله، أو عين فقئت في سبيل الله عز وجل».
«من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار».
قال عبدالواحد بن زيد: "يا إخوتاه، ألا تبكون خوفًا من النار؟ ألا إنه من بكى خوفًا من النار أعاذه الله منها".
هلم عن النار:
«ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له:
ألم أوتك مالاً؟
فليقولن: بلى
ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولاً؟
فليقولن: بلى
فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار وينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة».
هلم عن النار:
نار طعام أهلها الزقوم، وما أدراك ما الزقوم؟
{إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ{43} طَعَامُ الْأَثِيمِ{44} كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ{45} كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [الدخان: 43-46]
{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ{64} طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ{65} فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ{66} ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ{67} ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ} [الصافات: 64-68]
هلم عن النار:
عن عائشة قالت: جاءتني امرأة معها ابنتان تسأل فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته فقال: «من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترًا من النار».
«حرم على النار كل هين، لين، سهل، قريب من الناس».
«ثلاث من كن فيه حرم على النار، وحرمت النار عليه: إيمان بالله، وحب الله، وأن يلقى في النار فيحرق أحب إليه من أن يرجع في الكفر».
عن النعمان بن بشير قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: «أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار».
فمازال يقولها حتى لو كان في مقامي هذا لسمعه أهل السوق، حتى سقطت خميصة كانت عليه عند رجليه".
قال ابن مهدي: "كنت أرمق سفيان في الليلة بعد الليلة، ينهض مرعوبًا ينادي، النار، النار شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات".
قال وهب بن منبه: "أما أهل النار الذين هم أهلها، فهم في النار لا يهدؤون ولا ينامون، ولا يموتون، ويمشون على النار، ويجلسون على النار، ويشربون من صديد أهل النار، ويأكلون من زقوم النار في سلاسل بأيدي الخزنة أطرافها، يجذبونهم مقبلين ومدبرين، فيسيل صديدهم إلى حفر في النار فذلك شرابهم".
هلم عن النار:
لن تنجو من النار يا عبدالله إلا بتوحيد الله عز وجل في علاه {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة: 72]
{وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً} [الإسراء: 39]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار».
هلم عن النار:
يا أيها الناس خذوا حذركم*** وحصنــــــوا الجنة للنــــــار
فإنهـــا من شـر أعدائكــم *** ما في العدا أعدى من النار
وأكثروا من ذكـر مولاكـــم *** فذكره ينجــــــي من النـــار
واعجبًا من مــــرحٍ لاعـب *** يلهوا ولا يحفــــل بالنــــار
يوقن بالنــــار ولا يرعــوي*** كأنـه يرتــــــاب في النــــار
ففكروا في هولها واحذروا*** ما حــــذر الله من النـــــار
{رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} [الفرقان: 65]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.