أهمية التوبة وفضلها:
-----------
إن التوبة إلى الله عز وجل هي وظيفة العمر التي لا يستغني عنها المسلم أبدًا، فهو يحتاج إلى التوبة كل يوم ، كيف لا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مئة مرة؟
* معنى التوبة :
التوبة لغة : من تاب يتوب ، إذا رجع .. وهي تدل على الرجوع .
أما شرعا : فمعناها الرجوع من معصية الله - تعالى- إلى طاعته .
وأعظمها وأجلها التوبة من الكفر إلى الإيمان : قال تعالى :
( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) ( الأنفال : 38) ، ثم يليها التوبة من كبائر الذنوب
، ويأتي في المرتبة الثالثة التوبة من صغائر الذنوب .
* وللتوبة شروط خمسة وهي :
أولا : الإخلاص لله تعالى : بأن يكون قصد الإنسان بتوبته وجه الله عز وجل وأن يتوب الله عليه ، ولا يتجاوز عما فعل من المعصية ، لا يقصد بذلك مراءاة الناس والتقرب إليهم ، ولا يقصد بذلك دفع الأذية من السلطان وولي الأمر .
ثانيا : الندم على ما فعل من المعصية لأن شعور الإنسان بالندم هو الذي يدل على أنه صادق في التوبة ، بمعنى أن يتحسر على ما سبق منه ، وينكسر من أجله ولا يرى أنه في حل منه حتى يتوب منه إلى الله .
ثالثا : أن يقلع عن الذنب الذي هو فيه وهذا من أهم شروط التوبة ، والإقلاع عن الذنب إن كان الذنب ترك واجب فالإقلاع عنه بفعله مثل أن يكون شخص لا يزكي فأراد أن يتوب إلى الله فلابد من أن يخرج الزكاة التي مضت ولم يؤدها .
رابعا : العزم على أن لا يعود في المستقبل إلى هذا العمل، فإن كان التائب ينوي العودة إلى معصيته عندما تسمح له الفرصة فإن التوبة لا تصح .
خامسا : أن تكون في زمن تقبل فيه التوبة .. وذلك على نوعين :
أ / أن تكون التوبة قبل حلول الأجل يعني الموت ، قال تعالى :
( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ) ( النساء : 18) ، وهؤلاء ليس لهم توبة .
ب / العموم فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم – أخبر بأن " الهجرة لا تنقطع حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها " فإذا طلعت الشمس من مغربها لم تنفع أحدا توبته ، قال تعالى :
( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانا لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) ( الأنعام : 158 )
والبعض هو طلوع الشمس من مغربها كما فسر ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم-
*وقفة مع كلام خير الأنام :
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : سمعت الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " رواه البخاري .
وعن الأغر بن يسار المزني – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:" يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروا فإني أتوب في اليوم مائة مرة " رواه مسلم .
وفي هذين الحديثين : دليل على أن نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – أشد الناس عبادة لله وهو كذلك ، فإنه أخشانا لله وأتقانا لله وأعلمنا بالله صلوات الله وسلامه عليه ..
وفيه دليل على أنه عليه الصلاة والسلام معلم للخير بلسانه وأفعاله فكان يستغفر الله ويأمر الناس بالاستغفار حتى يتأسوا امتثالا للأمر وإتباعا للفعل
ويأمرنا بالتوبة وهو عليه الصلاة والسلام يتوب أكثر منا ..
نسأل الله العلي العظيم أن يتوب علينا وعليكم وأن يهدينا وإياكم صراطا مستقيما إنه سميع مجيب ..
(منقول )