الشرك: تعريفه وانواعه
أ- تعريفه
الشرك :
هو جعل شريك لله تعالي فى ربوبيته والهيته
والغالب أن الإشراك فى الألوهية بأن يدعوا مع الله غيره أو يصرف شيئا ً من أنواع العبادة كالذبح والنذر والخوف والرجاء والمحبة
الشرك أعظم الذنوب ( خطورة الشرك )
وذلك لعدة أمور
1- لأنه تشبيه للمخلوق بالخالق فى خصاص الإلهية ، فمن أشرك مع الله أحدا ً فقد شبهه به وهذا أعظم الظلم قال تعالى {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (13) سورة لقمان ،والظلمهو وضع الشىء فى غير موضعه فمن عبد غير الله فقد وضع العبادة فى غير موضعها وصرفها لغير مستحقها وذلك أعظم الظلم
2- أن الله سبحانه وتعالى أخبر أنه لايغفر الشرك لمن لم يتب منه ، قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (48) سورة النساء
3- أن الله أخبر أنه حرم الجنة على المشرك وأنه خالد مخلد فى نار جهنم قال تعالى { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة
4- أن الشرك يحبط جميع الأعمال ، قال تعالى {ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (88) سورة الأنعام
5- أن المشرك حلال الدم والمال, قال تعالى{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (5) سورة التوبة
6- أن الشرك أكبر الكبائر ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم "أ لا أنبئكم بأكبر الكبائر ، قلنا بلى يارسول الله، قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين " رواه البخارى ومسلم
7- أن الشرك تنقص وعيب نزه الله سبحانه وتعالى نفسه عنهما ، فمن أشرك بالله فقد أثبت لله مانزه نفسه عنها ، وهذه غاية المحادة لله تعالى وغاية المعاندة والمشاقة لله
أنــــــــــــــواع الشــــــــــــرك
الشرك نوعان :
النوع الأول-
شرك أكبر يُخرج من الملة ويخلد صاحبه فى النار إذا مات ولم يتب – وهو صرف شىء من أنواع العبادة لغير الله – كدعاء غير الله والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين ، والخوف من الموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروه أو يمرضوه ، ورجاء غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجات وتفريج الكربات مما يمارس الآن حول الأضرحة المبنية على قبور الأولياء والصالحين ، قال تعالى {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (18) سورة يونس
والنوع الثانى من الشرك :
شرك أصغر لايخرج من الملة لكنه ينقص التوحيد وهو وسيلة الى الشرك الأكبر
وهو قسمان :
القسم الأول من الشرك الأصغر :
شرك ظاهر (وهو ألفاظ وأفعال )
أ- فالألفاظ : كالحلف بغير الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" رواه الترمذى وحسنه وصححه الحاكم
ب- وأما الأفعال : فمثل لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه ، ومثل تعليق التمائم خوفا ً من العين وغيرها، إن اعتقد الشخص أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه فهذا شرك اصغر لأن الله لم يجعل هذه أسبابا ، أما إن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاء بفسها فهذا شرك أكبر لإنه تعلق بغير الله
القسم الثانى من الشرك الأصغر:
أ- هو شرك خفى وهو الشرك فى الإرادات والنيات – كالرياء والسمعة – كأن يعمل عملا ً مما يتقرب به إلى الله يريد به ثناء الناس عليه ، وارياء إذا خالط العمل أبطله ، قال تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (110) سورة الكهف
ب- ومنه العمل لأجل الطمع الدنيوى ، أو يتعلم العلم الشرعى أو يجاهد لأجل المال، قال النبى صلى الله عليه وسلم " تعس عبد الدينار ، وتعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، أن أعطى منها رضى وإن لم يعط سخط " رواه البخارى
الفروق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر:
1- الشرك الأكبر يخرج من الملة ، والشرك الأصغر لايخرج من الملة
2- الشرك الأكبر يخلد صاحبه فى النار ، والشرك الأصغر لايخلد صاحبه فى النار
3- الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال، والشرك الأصغر لايحبط جميع الأعمال
4- الشرك الأكبر يبيح الدم والمال ، والشرك الأصغر لايبيحهما