عندما حل الغروب وبدأت الشمس في الاختباء
لكي يأتي لنا الليل بأسراره وبأشخاصه وأصدقائه
فكنت أشعر بالملل ..
فوجدت قدمي تقودني في أتجاه شرفة منزلي
فوقفت أستنشق الهواء النقي والتمتع بملامسة النسيم لوجهي
فأشعر به كما هو يشعر بي
أحسست بالراحة وأحسست بجمال مداعبات النسيم لي
وفي أثناء هذا الشعور الطيب تفتحت عيناي علي شيء يأتي من بعيد
فظللت أحدق النظر حتي ظهر لي.... (مجموعة)
مجرد مجموعة أشخاص لم أستطع معرفة عددهم من كثرتهم
لم أهتم بهم بل وتمنيت ان أعود مرة أخري إلي الأحساس السابق
ولكن جذبني شيء من تلك المجموعة
لاحظت فيهم شيئاّ غريباّ
لاحظت فيهم الروعة في الأداء
والثقة في النفوس
والتقرب الشديد بين بعضهم البعض
أعجبت بهم كثيراّ يوم وراء يوم أخر وأنا استمتع بالنظر اليهم
حتي أني نسيت مداعبة النسيم لي,,
إلي أن جاء اليوم المنتظر
فقررت التعرف بهم لكي استفيد منهم ولكي ابقي مثلهم رائع الاداء وواثق النفس .
وبسرعة البرق أغلقت الشرفة وكنت علي لقاء بهم
فطرحت عليهم سؤال بشغف لم اكون اتصور أن أطرحه بهذا الشغف... هل تقبلوني بينكم؟
بنفس شغفي وسعادتي عند السؤال وافقوا علي دخولي بينهم
فأشرقت علي بدأ صداقة جديدة من نوع أخر
فتقبلوني بينهم بكل حب
لامست فيهم حبهم الشديد لبعضهم
أصرارهم الشديد علي عدم تدخل الاخرين في شؤونهم
أحببت تلك الطريقة
حاولت أن أكون مثلهم وأن أكون جزء قيم بينهم
حتي أصبح عضو مؤثر من أعضاء تلك المجموعة
فرحت كثيراّ وكنت اتشرف بتلك الصداقة
واستمرت الأيام والليالي وأستمر الحب واللحظات السعيدة
حتي ,,
موعد غروب جديد ويوم جديد ظهر لي في الأفق أشياء لم أكن أعرف أو أتصور انها سوف تحدث
فبدأت المجموعة في الأنقسام
وبدأ ظهور الأحزاب ,,
عدة أفراد يستقلون بذاتهم بعيداّ عن أفراد أخرين
بعدما كنا جميعاّ يداّ واحدة يغار مننا هذا وذاك
ليس لأننا مجموعة ويد واحدة
بل يغار منا بسبب الحب الذي يجمعنا
والصدق الذي بيننا
فحدث ما كنت لا اتمناه وهو غروب تلك الصداقة
ذهب كل هذا الي الجحيم وبدأت ظهور أشياء جديدة مثل الصراعات والمشاحنات بين مجموعة الأفراد
الافراد الذين كانوا في يوم من الأيام رجل واحد بلسان واحد بعقل واحد .
فماذا بعد كل هذا ؟
قررت الصعود مجدداّ إلي منزلي وشعرت بنفس الملل
ولكن تلك المرة ظللت أفكر ألف مرة قبل ان تقودني قدمي مرة أخري الي شرفة منزلي .