أولا نبذة عن السلاجقة
السلاجقة هي جماعة من قبائل الغز التركية ..ينسبون الى زعيمهم سلجوق بن دقاق عاشوا اول امرهم في اقليم تركستانثم نزحوا الى بلاد الاسلام على حدود نهر سيحون ..و هناك اعتنقوا الاسلام على مذهب اهل السنة و الجماعة...
يمكن ان نلخص كل اهداف هذه الدولة في 3 كلمات هى
1- نشر مذهب اهل السنة و الجماعة
2- محاربة المد الشيعى المستشري في هذا العصر(ممثلا في بني بويه المسيطرين على الخليفة العباسي السنى في بغداد و الخلافة العبيدية -التى يسمونها لنا في كتب المدرسة بالخلافة الفاطمية و هو خطا لان عبيد هذا(جدهم)كان دعيا (الدعى هو المنتسب لقوم زورا كونه ليس له اصل)- التى كانت تعتنق المذهب الاسماعيلي الخبيث و التى سيطرت على مصر و الشمال افريقية و الشام و الحجاز حتى وصلوا الى بعض مناطق العراق!!
3-حماية العالم الاسلامى من اخطار الروم البيزنطيين
في هذا الموضوع سنتناول النقطة الاخيرة فقط على أمل ان نتكلم في موضوع آخر عن النقطة الاولى و الثانية تحت عنوان (أرطغرل بك و حماية السنة في القرن الخامس الهجري)..
موقعة ملاذكرد(مانزيكرت)..اولا اسبابهااو مقدماتها
تطلع ألب أرسلان الى ضم المناطق النصرانية المجاورة له؛ بهدف نشر الإسلام فيها؛ فأعد جيشًا بلغ أربعين ألف جندي لهذا الغرض، وتمكن به من فتح بلاد الأرمن، وجورجيا، والأجزاء المطلة على بلاد الروم، وكان لهذه الانتصارات أثرها؛ فتحرك قيصر الروم الذي أدرك أن بلاده معرضة للهجوم من ألب أرسلان، وأن القتال معه وشيك لا محالة؛ فخرج على رأس جيش كبير لمواجهة غزو السلاجقة لممتكلاته، وذلك في سنة (463هـ = 1070)؛ لتطويق الجيش السلجوقي، واستولى على حلب، وكان حاكمها يتبع الخليفة الفاطمي(العبيدي) في مصر.
فطن ألب أرسلان إلى محاولات القيصر؛ فبعث ابنه"ملكشاه" على رأس قوة من جيشه؛ لاسترداد حلب من الروم، وتأمين الحدود الشمالية لبلاد الشام؛ فنجح في مهمته، واستولى على حلب، وأصبحت تابعة للسلاجقة، وضم القدس أيضًا، وأجزاء من بلاد الشام.
لم يجد قيصر الروم بدًا من الهجوم على جيش ألب أرسلان بعد أن فشلت خطته في تطويق الجيش الإسلامي؛ فخرج بجيوشه الجرارة التي ضمت أخلاطًا من الروس والبلغاريين واليونانيين والفرنسيين إلى المنطقة التي يعسكر فيها جيش السلاجقة في "ملاذكرد"، وكان جيش ألب أرسلان صغيرًا إذا ما قُورِنَ بجيش القيصر، الذي يبلغ عدده مائتي ألف جندي، ويفوقه أسلحة وعتادًا.
و كما يذكر الدكتور احمد عبداللطيف نقلا عن محمد الخضري بك ان جيش الب ارسلان كان قوامه 15 الف فقط!!!!!!!قارن بين الجيشين!!!!!!!
أسرع ألب أرسلان بقواته الصغيرة، واصطدم بمقدمة الجيش الرومي الهائل، ونجح في تحقيق نصر خاطف، يحقق له التفاوض العادل مع القيصر؛ لأنه كان يدرك أن قواته الصغيرة لا قِبَل لها بمواجهة هذا الجيش العظيم، غير أن القيصر رفض دعوة ألب أرسلان إلى الصلح والهدنة، وأساء استقبال مبعوثه؛ حيث قال القيصر(لا هدنة الا بالري)و الري هى عاصمة السلاجقة!!!!!!يقولها استهزاء
فأيقن ألب أرسلان ألاَّ مفرَّ له من القتال، بعد أن فشلت الجهود السلمية في دفع الحرب؛ فعمد إلى جنوده يشعل في نفوسهم رُوح الجهاد، وحب الاستشهاد، والصبر عند اللقاء، ووقف الإمام "أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري" يشد من أزر السلطان، ويقول له: "إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره، وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح".
وحين دنت ساعة اللقاء صلَّى بهم الإمام أبو نصر البخاري، وبكى السلطان؛ فبكى الناس لبكائه، ودعا، ودعوا معه، ولبس البياض وتحنَّط وقال: "إن قُتِلت فهذا كفني"، والتقى الفريقان، وحمل المسلمون على أعدائهم حملة صادقة، وأبلوا بلاءً حسنًا، وهجموا عليهم في جرأة وشجاعة، وأمعنوا فيهم قتلاً وتجريحًا، وما هي إلا ساعة من نهار حتى انكشف غبار المعركة عن جثث الروم تملأ ساحة القتال، ووقع قيصر الروم "رومانوس ديوجينس" أسيرًا في أيديهم، وحلَّت الهزيمة بهذا الجيش الجبَّار في (ذي القعدة 463هـ = أغسطس 1071م).
و نلتقي ان شاء الله في الجزء الثانى