السلام عليكم جميعا
الطفل ينمو ويترعرع وسيأتي يوم يصبح فيه الصيام فريضة عليه ، والصوم جهد ومشقة ويتطلب الصبر وقوة الإرادة ، ويجب ألا ندع هذه الفريضة تباغت أطفالنا دون استعداد لها .
بل يجب أن ندعهم يترقبونها بشوق وشغف ، وعلينا أن نصيّر " رمضان " عرساً ينتظره أبناؤنا ...
البيت مدرسة كبرى ، والطفل يرى ويسمع ويقلد ، لذا يجب أن تظهر في البيت معالم الحفاوة برمضان ، ويجب أن يرى الطفل سعادة ذويه بقدوم الشهر المبارك ، يجب ألا يرانا نتأفف من الجوع ، فهو رغم أنه صغير ، ولكنه خبير بالمشاعر ، ويجب ألا نفهمه أن الأمر جوع وعطش ، بل سرور وحبور ، وفوق ذلك ثواب عظيم .
قد لا يستطيع الطفل الصيام هذا العام ، ولا عيب في ذلك ولا إثم ، فالصيام يرتبط بمقدرة الصغير المتزايدة ، ولذلك لا مانع إن دربناه قبل أن يصبح في سن التكليف على الصيام المتدرج كأن يصوم للظهر ثم للعصر ، وهكذا بالتدريج ، لا حرج إن كان بمقدوره تحمل الجوع ، مع تناول بعض الماء ، إن هذا تدريب وتمهيد ، حتى لا نفاجئه يوماً بقولنا : حان وقت الصيام .
عندما يقوى الصغير على الصيام ، دعه آنئذ يشعر بلذة الطعام والشراب بعد طول صبر وتحمل ، دعه يرى أن وقت الإفطار فرصة كبرى ينال فيها من السعادة اليومية الكثير ، ويجب أن نعلم أننا نكون قدوة وقت الإفطار والسحور وحتى النوم ، وعاداتنا ستنعكس على أطفالنا سلباً أو إيجاباً بلا شك .
إن الطفل يحب الجائزة والهدية ، وعلينا ألا ننسى ذلك ، وكذلك علينا أن نعلمه أن ديننا يسر ورحمة ، والله سبحانه وتعالى يسمح للصغير الذي لم يدخل سن التكليف بألا يصوم ، وبعد رمضان لندع الطفل يستمتع بعيد سعيد يمرح فيه ويلعب .
كما يجب أن ندرب الطفل على أداء العبادات وعدم التهاون بها قبل الإفطار وبعده ، وفي السحور نوقظه رغم لذة النوم ودفء السرير ، وعلينا بحكمة وفطنة أن نجعل وقت السحور متعة حقيقية يستيقظ له الطفل غير متحسر على نوم فقده ، يجب أن نحرص على سحور أطفالنا حتى وإن لم تكن بهم طاقة على الصيام ، حيث إنهم يتعودون على أداء الصيام رويداً رويداً بإذن الله
مـــــــــــــــــــنقول