رمضان و الصيام فى سؤال و جواب
فيما يلى مجموعة من الأسئلة و الأجوبة حول رمضان و الصيام مجاب عليها من مجموعة من الشيوخ و المفتين و كتب الفتوى المختلفة و مأخوذة عن موقع (الإسلام سؤال و جواب)
* السؤال: كيف تكون نية صيام شهر رمضان و هل تكفى نية واحدة فى أول الشهر أم يجب علينا أن نبيت نية الصيام يوم بيوم؟
الجواب:
ذهب البعض أنه تكون النيّة بالعزم على الصيام و تبييت نيّة صيام رمضان ليلاً كلّ ليلة
وذهب البعض الأخر إلى أن ما يُشترط فيه التتابع تكفي النية في أوله ما لم يقطعه لعذر فيستأنف النيّة ، وعلى هذا فإذا نوى الإنسان أول يوم من رمضان أنه صائم هذا الشهر كلّه فإنه يجزئه عن الشهر كلّه ما لم يحصل عذر ينقطع به التتابع ، كما لو سافر في أثناء رمضان ، فإنه إذا عاد يجب عليه أن يجدد النيّة للصوم .
وهذا هو الأصح ، لأن المسلمين جميعاً لو سألتهم لقال كل واحد منهم أنا نويت الصوم أول الشهر إلى آخره ، فإذا لم تتحقق النيّة حقيقة فهي محقّقة حكماً ، لأن الأصل عدم القطع ، ولهذا قلنا إذا انقطع التتابع لسبب يبيحه ، ثم عاد إلى الصوم فلا بد من تجديد النيّة ، وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس .
* السؤال: هل من السنة أن يفطر المسلم بعد غروب الشمس مباشرة اى بعد آذان المغرب أم ينتظر ؟
الجواب:
السنَّة تعجيل الفطر وهو أن يفطر بعد غروب الشمس مباشرة ، بل إن تأخيره إلى أن تشتبك النجوم من فعل اليهود. فلا ينبغي التأخير المتعمد حتى يمسي الصائم جدّاً ، ولا أن يؤخر الفطر إلى آخر الأذان ، فكل ذلك ليس من هديه صلى الله عليه وسلم .
عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر " . رواه البخاري و مسلم .
* السؤال : عندما يصل المسلم إلى المسجد وقت صلاة المغرب، وفي أثناء وقت الإفطار، فهل عليه/ أن يفطر أولا ثم يدرك الجماعة، أم يصلي أولا ثم يفطر؟.
الجواب:
السنَّة أن يعجّل الإنسان الفطر ، وهذا الذي تدل عليه الأحاديث فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :"َ لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر " رواه البخاري و مسلم.
فلذا ينبغي المبادرة إلى الإفطار و لو على لقيمات يسكن بها المسلم جوعه ثم يقوم إلى الصلاة ، ثم إن شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه . وهذا ما كانيفعله النبي عليه الصلاة والسلام ، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ " رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح أبي داود .و الله تعال أعلى و أعلم.
* السؤال : ما يشرع للصائم قوله عند الإفطار؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الذي ثبت عند الإفطار أولاً التسمية، فإذا أراد الإنسان أن يفطر فالسنة أولاً أن يسمي يقول: بسم الله، وإذا زاد الرحمن الرحيم فإن هذا لا بأس به،
ويدل لذلك حديث عمر بن أبي سلمة _رضي الله تعالى عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال له: "يا غلام سمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك"،أخرجه البخاري ومسلم.
ويشرع للمسلم كذلك أن يقول عند الإفطار ما كان يقوله النبي _صلى الله عليه وسلم_ عند الإفطار، وهو ما يرويه عبد الله بن عمر _رضي الله عنهما_، عن النبي _صلى الله عليه وسلم_: أنه كان إذا أفطر قال: "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" أخرجه أبو داود والدارقطني والحاكم والبيهقي بسند حسن .
أما القول المشهور بين الناس:" اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا، تقبل منا إنك أنت السميع العليم"، فهذا لم يثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ بسند صحيح، وفيما ثبت عن النبي _صلى الله عليه
وسلم_ غنية عن ذلك.
كما يشرع للمسلم أيضاً الحمدلة، يعني إذا انتهى من طعامه أن يقول: الحمد لله؛ وذلك لحديث أنس بن مالك _رضي الله
عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها" أخرجه مسلم في صحيحه.
والله تعالى أعلم
* السؤال : ما هو الفرق بين القيام و التراويح:
الجواب:
صلاة التراويح هي من قيام الليل ، وليست القيام أو التراويح صلاتين مختلفتين كما يظن الكثير من الناس ، وإنما سميّ قيام الليل في رمضان بصلاة التراويح لأنّ السّلف رحمهم الله كانوا إذا صلّوها استراحوا بعد كلّ ركعتين أو أربع من اجتهادهم في تطويل صلاة قيام الليل اغتناما لموسم الأجر العظيم وحرصا على الأجر المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . " رواه البخاري . و الله أعلم.
* السؤال : يقبل الناس فى رمضان على أداء صلاة التراويح فهناك من يصليها إحدى عشرة ركعة بعد صلاة العشاء مباشرة اقتداءا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهناك من يصليها واحد وعشرين ركعة، عشر بعد العشاء، وعشر قبل صلاة الفجر ثم يوتر، فما حكم الشرع في هذا ؟
الجواب:
صلاة التراويح سنة بإجماع المسلمين و وقت صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر . وليس لصلاة التراويح عدد معين من الركعات ، بل تجوز بالقليل والكثير . أى يجوز أن تصلى 11 ركعة بعد صلاة العشاء و يجوز أن تصلى 21 ركعة عشر بعد العشاء مباشرة و عشر قبل صلاة الفجر ثم صلاة الوتر. ويكون ذلك حسب ما يرى أهل كل مسجد أنه أنسب لهم و حسبما يرى كل مسلم أنه أنسب له. والأفضل هو ما ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لم يكن يزيد في قيام الليل على إحدى عشرة ركعة ، في رمضان أوغير رمضان.
و الله تعال أعلى و أعلم.
* السؤال: فى نهاية صلاة التراويح نصلى الشفع و الوتر و أخر صلاة يختم بها المسلم يومه تكون صلاة الوتر . هل ذلك يعني أننا لو صلينا العشاء فى أول الليل و صلينا الشفع و الوتر هل نعود مرة أخرى ونصلي الشفع والوتر لو صلينا مرة أخرى فى أخر الليل أو هل يمكن أن نؤجلها الى أخر الليل ؟
الجواب:
إذا صلى المسلم الوتر بعد أن صلى العشاء و التراويح فى أول الليل ثم أراد أن يصلي بعد ذلك من الليل ، فإنه يصلي ركعتين ركعتين ولا يعيد صلاة الوتر مرة أخرى . وأمْرُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن تكون آخر الصلاة بالليل هي الوتر ، و هو أمرٌ على سبيل الاستحباب لا الوجوب .
لذا فإذا أوترت من أول الليل ثم يسر الله لك القيام في آخره فصل ما يسر الله لك شفعاً - أى ركعتين ركعتين - بدون وتر ، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لا وتران في ليلة) .
ولما ثبت عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس ، والحكمة في ذلك -والله أعلم- أن يبين للناس جواز الصلاة بعد الوتر . أى أن المسلم يجوز له أن يصلي الوتر بعد صلاة العشاء مباشرة فى أول الليل ثم لو قام فصلى بعد ذلك القيام فيصلى ركعتين ركعتين دون ان يوتر أو ان يؤخر الوتر الى أخر الليل فلا وتران فى ليلة حسب قول رسول الله صلى الله عليه و سلم.
* السؤال : ماهى ضوابط حضور المرأة صلاة التراويح فى شهر رمضان ؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يجوز للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهن وبهن؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" متفق عليه،
ولأن هذا من عمل السلف الصالح _رضي الله عنهم_ لكن يجب أن تأتي متسترة متحجبة، غير متبرجة ولا متطيبة، ولا رافعة صوتاً، ولا مبدية زينة؛ لقوله _تعالى_:" وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا"(الآية31 من سورة النور)، أي: لكن ما ظهر منها، فلا يمكن إخفاؤه، وهي الجلباب والعباءة ونحوهما،
والسنة للنساء أن يتأخرن عن الرجال، ويبعدن عنهم، ويبدأن بالصف المؤخر، عكس الرجال؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: " خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها" رواه مسلم.
وينبغي لهن أن ينصرفن عن المسجد فور تسليم الإمام، ولا يتأخرن إلا لعذر؛ لحديث أم سلمة _رضي الله عنها_ قالت:"
كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ إذا سلم حين يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيراً قبل أن يقوم، قالت: نرى
والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال" رواه البخاري.
ولا يجوز لهن أن يصطحبن الأطفال الذين هم دون سن التمييز؛ فإن الطفل عادةً لا يملك عن العبث، ورفع الصوت، وكثرة
الحركة، والمرور بين الصفوف، ونحو ذلك، ومع كثرة الأطفال يحصل منهم إزعاج للمصلين، وإضرار بهم، وتشويش كثير بحيث لا يُقبِل المصلي على صلاته، ولا يخشع فيها، لما يسمع ويرى من هذه الآثار، فعلى الأولياء والمسؤولين الانتباه لذلك،
والأخذ على أيدي السفهاء عن العبث واللعب، وعليهم احترام المساجد وأهلها و الله أعلم.
السؤال : ما حكم إهدار الوقت فى مشاهدة التليفزيون و المسلسلات فى رمضان؟ *
الجواب:
الواجب على الصائم وغيره من المسلمين أن يتقي الله سبحانه و تعالى فيما يفعل فى جميع الأوقات ، وأن يحذر ما حرّم الله عليه من مشاهدة الأفلام الخليعة التي يظهر فيها ما حرّم الله و ما يخالف شرعه ، من الصور والأغاني والدعوات المضللة . ولما في ذلك أيضاً من التسبب في قسوة القلب ومرضها واستخفافها بشرع الله والتثاقل عن آداء فرائضه من الصلاة في الجماعة أو قرءاة القرآن و غيره.
والوقوع في كثير من المحرمات ، والله سبحانه وتعالى يقول : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتّخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين * وإذا تتلى عليه آياتنا ولّى مستكبراً كأن لم يسمعها كأنه في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم " سورة لقمان.
ولا شك أن مشاهدة الأفلام المنكرة وما يعرض في التلفاز من المنكرات من وسائل الوقوع فيها أو التساهل في عدم إنكارها.
* السؤال : هل يجوز التطيب بالروائح في رمضان ؟
الجواب:
يجوز التطيب في رمضان ، ولا يفسد بذلك بالصيام . وقال الشيخ ابن عثيمين :
وأما الطيب فجائز للصائم في أول النهار وفي آخره سواء كان الطيب بخوراً أو دهناً أو غير ذلك ، إلا أنه لا يجوز أن يستنشق البخور لأن البخور له أجزاء محسوسة مشاهدة إذا استنشقته تصاعدت داخل أنفه ثم إلى معدته ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة : " بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ". (من كتاب فتاوى أركان الإسلام )
السؤال: هل يجوز الصيام بدون صلاة ؟ *
الجواب:
تارك الصلاة لا يقبل منه عمل ، لا زكاة ولا صيام ولا حج ولا شيء .
روى البخاري (520) عن بُرَيْدَة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبطَ عَمَلُهُ ) .
ومعنى "حبط عمله" أي : بَطَلَ ولم ينتفع به . فهذا الحديث يدل على أن تارك الصلاة لا يقبل اللهُ منه عملاً ، فلا ينتفعُ تاركُ الصلاةِ من عمله بشيء ، ولا يَصْعَدُ له إلى الله عملٌ .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى هذا الحديث في كتابه الصلاة (ص/65) :
" والذي يظهر في الحديث ؛ أن الترك نوعان : تركٌ كليٌّ لا يصليها أبداً، فهذا يحبط العملُ جميعُـه ، وتركٌ معينٌ في يومٍ معينٍ، فهذا يحبط عملُ ذلك اليومِ ، فالحبوطُ العامُّ في مقابلةِ التركِ العامِّ ، والحبوطُ المعينُ في مقابلةِ التركِ المعينِ "
وقال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى الصيام عن حكم صيام تارك الصلاة ؟
إن تارك الصلاة صومه ليس بصحيح ولا مقبول منه ؛ لأن تارك الصلاة كافر مرتد ، لقوله تعالى : ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) التوبة/11. ولقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ ) رواه مسلم (82). ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) رواه الترمذي (2621) . صححه الألباني في صحيح الترمذي . ولأن هذا قول عامة الصحابة إن لم يكن إجماعا منهم ، قال عبد الله بن شقيق رحمه الله وهو من التابعين المشهورين : كان أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ، وعلى هذا فإذا صام الإنسان وهو لا يصلي فصومه مردود غير مقبول ، ولا نافع له عند الله يوم القيامة ، ونحن نقول له : صل ثم صم ، أما أن تصوم ولا تصلي فصومك مردود عليك لأن الكافر لا تقبل منه العبادة