برنامج الأخت المسلمة في رمضان
إلى الأخت المسلمة…..... (( برنامج )) ينفعها في قضاء يومها في رمضان.
- أولا: برنامج ليلة رمضان
وليلة رمضان تبدأ من ظهور هلال رمضان بعد غروب شمس ذلك اليوم، ويشرع في تلك الليلة القيام والسحر وغيرها من العبادات الثابتة بالدليلز وبرنامج الأخت المسلمة في ليالي رمضان يختلف بإخلاف تلك الليالي ذاتها . فالليالي العشر في رمضان أكثر فضلا وأدعي للحرص علي العبادة فيها.
و البرنامج هو
1- القيام أو صلاة التراويح:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال (( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) رواه مسلم.
فالحديث: دليل علي فضل قيام رمضان، وأنه من أسباب مغفرة الذنوب. ومن صلي التراويح كما ينبغي فقد قام رمضان.
والمغفرة مشروطة بقوله ( إيمانا وإحتسابا )
ومعنى إيمانا :أي انه حال قيامه مؤمنا بالله تعالي، وبرسوله صلى الله عليه وسلم ومصدقا بوعد الله وبفضل القيام وعظيم أجره عند الله تعالي.
((واحتسابا)) أي : محتسبا الثواب عن الله تعالي لا بقصد آخر من رياء ونحوه فهذه فضائل القيام، وتلك شروطها،
وإذا تأملت أختي المسلمة في قوله (( أيمانا)) فإنه دال علي وجوب الاتباع في القيام، لأن الاتباع من مقتضى الأيمان بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا.
فمتي يكون القيام وكيف يكون؟
وقت القيام وصفته: والسنة في القيام أن يكون أول الليل.وليس من السنة تأخيره، فإذا رغبت المسلمة في الصلاة وقت السحر بعد القيام في أول الليل فذالك السنة أيضا.
قال أبو داود : قيل لأحمد وأنا أسمع : ( يؤخر القيام يعني التراويح في آخر الليل. قال لا سنة المسلمين أحب إلي ) مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص62.
ولكن علي الأخت المسلمة إذا صلت في أول الليلة ورغبت في الصلاة أخره أن لا توتر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا وتران في ليلة) رواه الترميذي والنسائي.
ومعني ذلك أن الوتر يكون في القيام المتأخر دون المتقدم، أو في المتقدم دون المتأخر.
وإذا حضرت – أخيه- القيام في المسجد فلا ينبغي لك الانصراف قبل الإمام ولو زاد علي إحدى عشرة أو ثلاث عشر ركعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من قام الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) رواة أبو داود والترمذي.
وإذا انتهيت من الوتر تقولين: سبحان الملك القدوس ثلاثا(3) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه أبو داود والنسائي.
ولكن ينبغي لك الحرص علي آداب المشي إلي المسجد من الحشمة والوقار والستر والعفاف حتى لا يكون ذهابك فتنة تضر بها الرجال.
وأما صفة القيام فعليك أختي المسلمة أن تحافظي فيه علي تمام الركوع والسجود وأن تكثري في سجودك من الاستغفار والدعاء، فعن عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت : ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره علي إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا ، فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن، وطولهن ثم يصلي ثلاثا، فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: (يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي) رواه البخاري.
وعن أبن عباس رضي الله عنهما قال: (( كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشرة ركعة يعني الليل)) رواه البخاري ومسلم .
فيكون تكثير الركعات أو تقليلها بحسب طول القيام أو قصره قاله شيخ الإسلام ابن تيميه.
ويستحب لك أختي المسلمة الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، فإن أوقات السحر أو قات مباركة تفيض فيها رحمات الله علي خلقة في رمضان وفي غيره، وبعد القيام لا بأس أن تأخذي قسطا من الراحة يكون لك عونا علي الدين والدنيا إلا أن((البرنامج )) العام للنوم في رمضان لا ينبغي أن يتجاوز ثمان ساعات حتي لا يضر بالبدن ولا يلهي عن فصائل العبادات في شهر رمضان المبارك، ويكفي الأخت المسلمة أن تنام خمس ساعات بالليل بحسب الاستطاعة وساعتان في أول النهار ووسطه. كل بحسب قدرته وهمته، لا سيما إذا استعانت الأخت المسلمة بأذكار النوم التي تعطي قوة للبدن سائر اليوم ومن ذلك التسبيح ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين، والتكبير أربعا وثلاثين قبل النوم.
2- السحور:
والسحور هي الأكلة الختام في آخر الليل ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حرصا عليه وكان يسميه الغذاء المبارك، وكان يرغب فيه أمته ويقول
(عليكم بغذاء السحور فإنه الغذاء المبارك )) رواه النسائي.
وقال صلى الله عليه وسلم (( تسحروا فإن في السحور بركة)) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم (( السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون علي المتسحرين)) رواه مسلم وأحمد.
ومما يجعل بركة السحور حاضرة فيه اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فإن من هدية تأخيره إلي آخر الليل ، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور ) رواه البخاري ومسلم.
وتشمل بركة السحور بركة الدين والدنيا، فهو قوة علي الصيام والتقوى فيه إن شاء الله تعالي.
ولذا أختي المسلمة عليك بالحرص عليه وتحرص وتحريه بدقة بالغه دون إفراط ولا تفريط وإياك أن يلهيك سهر الليل في الحديث أو غيره عن القدرة علي القيام إلي هذه البركة الربانية،فإن العبادات تتفاضل بالأوقات، فالسحور أفضل العبادات في وقت السحور، وهي أفضل من القيام وقراءة القرآن في وقتها.