تمثيل الشهور كأخوة يوسف علية السلام

تمثيل الشهور كأخوة يوسف
قيل الشهور الإثني عشر كمثل أولاد يعقوب عليه وعليهم السلام. وشهر رمضان بين الشهور كيوسف بين إخوته، فكما أن يوسف أحب الأولاد إلى يعقوب، كذلك رمضان أحب الشهور ألى علام الغيوب*

نكتٌ في ذلك
نكتة حسنة لامة محمد صلى الله عليه وسلم ، إن كان يوسف من الحلم والعفو ماغمر جفاهم حين قال (( لا تثريب عليكم اليوم)) فذلك شهر رمضان فيه من الرأفة والبركات والنعمة والخيرات، والعتق من النار، والغفران من الملك القهار، ما يغلب جميع الشهور، ومااكتسبنا فيه من الآثام والأوزار*
نكتة حسنة، الإشارة فيه جاء إخوة يوسف معتمدين عليه فى سد الخلل، وإزاحة العلل بعد أن كانوا أصحاب خطايا وزلل.فأحسن لهم الإنزال، أصلح لهم الأحوال، وبلغهم غاية الآمال،وأطعمهم في الجوع، أذن لهم الرجوع، وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم فى رحالهم لعلهم يعرفونها، فسد الواحد خلل أحد عشر. كذلك شهر رمضان واحد والشهور أحد عشر وفي أعمالنا خلل وأي خلل، وتقصير وأي تقصير، وتفريط في سائر طاعة العليم الخبير. ونحن نرجو أن يتلافى(في)شهر رمضان مافرطنا فيه في سائر الشهور، ونصلح فيه فاسد أمور، ويختمه علينا بالفرح والسرور، ونعتصم فيه بحبل الملك الغفور،إن شاء الله تعالى بمنه وإحسانه، وعفوه وغفرانه، إنه سميع بصير، وهو نعم الموالي ونعم النصير*


أولاد يعقوب ورمضان
وإشارة أخرى ، كان ليعقوب أحد عشر ولداَ ذكوراَ وبين يديه حاضرين ينظر إليهم وراهم ويطلع على أحوالهم وما يبدو من أفعالهم، ولم يرتد بصره بشيء من ثيابهم، وارتد بقميص يةسف بصيراَ وصار بصره منيراَ وصار قوياَ بعد الضعف ، بصيراَبعد العمى فكذلك المذنب العاصي إذا شم روائح رمضان ، وجلس فيه مع الذكرين وقراء القران، وصحبهم بشرط الإسلام والإيمان ، وترك الغيبة والبهتان ،يصير أن شاء الله مغفوراَ له بعد ماكان عاصياَ، وقريباَ بعد ماكان قاصياَ، ينظر بقلبه بعد العمى، ويسعد بقربه بعد الشقا، ويقابل بالرحمة بعد السخط، ويرزق بلا مؤةنة ولا تعب، ويوفق طول حياته، ويرفق بقبض روحه عند الوفاة، ويفضل بالمغفرة عند اللقاء، ويحظى فى الجنان بدرجات الإلتقاء
فالله الله اغتنموا هذه الفضيلة، في هذه اليام القليلة ، تعقبكم النعمه الجزيلة، والدرجة الجليلة والراحة الطويلة إن شاء الله .هذه والله الراحة الوافرة، والمنزلة السائرة، والحالة الرضية، والجنة السرية ،والنعمة الهنية، والعيشة الرضية،لاتنال
إلا بالوقار، لهذا الشهر الذي عظمه الجبار، وفُضل به محمد المختار، ومن لا يوقره مصيره الى النار*


من كتاب
بستان الواعظين ورياض السامعين