بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...
أما بعد :
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
وإنت بهذه المناسبة أود أن أنبه إلى أنه كثر في هذه الآونة الأخيرة كثرة النشرات التي تنشر بين الناس ما بين أحاديث ضعيفة بل موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مرآي مناميه تنسب لبعض الناس وهي كذب وليس بصحيحة وبين حكم تنشر وليس لها أصل وإنني أنبه أخواني المسلمين على خطورة هذا الأمر .. انتهى كلامه رحمه الله .
وهذه تحذيرات من بعض النشرات الباطلة مدعمة بأقوال أهل العلم ...
النشرة الأولى :
وصية أحمد خادم الحجرة النبوية ، الذي زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم
وأوصاه ببعض الوصايا ، وأن من كتب هذه الوصية وكان فقيرا أغناه الله أو كان
مديونا قضى الله دينه أو عليه ذنب غفر الله له ولوالديه ، ومن لم يكتبها من
عباد الله اسود وجهه في الدنيا والآخرة ومن يكذب بها كفر ...الخ
هذه الوصية مكذوبة باطلة
قال عنها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه
الله ـ : هي من أوضح الكذب وأبين الباطل وقال أيضا : ونحن نشهد الله على أنها كذب ، وأن مفتريها كذاب، يريد أن يشرع للناس ما لم يأذن به الله .. الخ
. مجموع فتاوى الشيخ جمع الشيخ محمد بن سعد الشويعر 1/198 .
وقال فضيلةالشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ : هذه الوصية الكاذبة قديمة تردد بين
الحين والحين فقد ذكر الشيخ محمد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ وهو من مواليد
1282هـ أنها كانت منذ صغره ...الخ نقلا عن مجموع الفتاوى الصادرة من مركز
الدعوة والإرشاد بعنيزة 3/58.
النشرة الثانية :
أخي المسلم أختي المسلمة: مرضت فتاة عمرها (13) عاماً مرضاً شديداً عجز الطب في علاجها، وفي ذات ليلة اشتد بها المرض فبكت حتى غلبها النوم، فرأت في منامها بأن السيدة زينب رضي الله عنها وضعت في فمها قطرات فاستيقظت من نومها وقد شفيت من مرضها تماماً، وطلبت منها السيدة زينب رضي الله عنها أن تكتب هذه الرواية (13) مرة وتوزعها على المسلمين؛ للعبرة في قدرة الخالق جلت قدرته، وتجلت في آياته ومخلوقاته، وتعالى عما يشركون، فنفذت الفتاة ما طلب منها، وقد حصل ما يلي:
النسخة الأولى: وقعت بيد فقير فكتبها ووزعها وبعد مضي (13) يوما شاء المولى الكريم أن يغتني هذا الفقير.
النسخة الثانية: وقعت في يد عامل فأهملها وبعد مضي (13) يوماً فقد عمله.
النسخة الثالثة: وقعت في يد أحد الأغنياء فرفض كتابتها وبعد مضي (13) يوماً فقد كل ما يملك من ثروة.
بادر أخي المسلم أختي المسلمة بعد الاطلاع على هذه الرواية في كتابتها (13) مرة وتوزيعها على الناس قد تنال ما تتمنى من المولى الكريم جل شأنه وتعاظمت قدرته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين) أ.هـ..
هذه النشرة قال عنها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ
فقد اطلعت على نشرة مكذوبة يروجها بعض الجهلة وقليلو العلم والبصيرة في دين
الله . وقال أيضا : يجب على المسلم ألا يغتر بهذه النشرة المزعومة وأمثالها
من النشرات التي تروج بين حين وآخر وسبق التنبيه على عدد منها ، ولا يجوز
للمسلم كتابة هذه النشرة وأمثالها والقيام بتوزيعها بأي حال من الأحوال بل
إن لقيام بذلك منكر يأثم من فعله ويخشى عليه من العقوبة العاجلة والآجلة ،
لأن هذه من البدع والبدع شرها عظيم وعواقبها وخيمة وهذه النشرة على هذا
الوجه من البدع المنكرة ومن وسائل الشرك والغلو في أهل البيت وغيرهم من
الأموات ودعوتهم من دون الله . وقال أيضا : فالواجب على جميع المسلمين الذين
تقع في أيديهم هذه النشرة وأمثالها تمزيقها وإتلافها وتحذير الناس منها
وعدم الالتفات إلى ما جاء فيها من وعد أو وعيد لأنها نشرات مكذوبة لا أساس
لها من الصحة ... الخ كما في مجلة البحوث العلمية 36/377 .
وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ
هذه الرؤيا غير صحيحة ولا يحل
توزيعها ونشرها إلا لمن أراد أن يبين حالها وأنها غير صحيحة . كما في مجموع
الفتاوى الصادرة من مركز الدعوة بعنيزة 3/65 .
وقال عن نفس النشرة أيضاً :الحمد لله، والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اطلعت على نشرة مكذوبة يروجها بعض الجهلة وقليلو العلم والبصيرة في دين الله
لما اطلعت على هذه النشرة المفتراة رأيت أن من الواجب التنبيه على أن ما زعمه كاتبها من ترتب فوائد ومصالح لمن قام بكتابتها وترويجها، وترتب مضار لمن أهملها ولم يقم بنشرها، كذب لا أساس له من الصحة، بل هي من مفتريات الكذابين والدجالين الذين يريدون صرف المسلمين عن الاعتماد على ربهم سبحانه في جلب النفع ودفع الضر وحده لا شريك له، مع الأخذ بالأسباب الشرعية والمباحة إلى الاعتماد والاتجاه إلى غيره سبحانه وتعالى في طلب جلب النفع ودفع الضر، والأخذ بالأسباب الباطلة غير المباحة وغير المشروعة، وإلى ما يدعو إلى التعلق على غير الله سبحانه وعبادة سواه. ولا شك أن هذا من كيد أعداء المسلمين الذين يريدون صرفهم عن دينهم الحق بأي وسيلة كانت، وعلى المسلمين أن يحذروا هذه المكائد ولا ينخدعوا بها، كما أنه يجب على المسلم أن لا يغتر بهذه النشرة المزعومة وأمثالها من النشرات التي تروج بين حين وآخر، وسبق التنبيه على عدد منها، ولا يجوز للمسلم كتابة هذه النشرة وأمثالها والقيام بتوزيعها بأي حال من الأحوال، بل القيام بذلك منكر يأثم من فعله، ويخشى عليه من العقوبة العاجلة والآجلة؛ لأن هذه من البدع، والبدع شرها عظيم وعواقبها وخيمة. وهذه النشرة على هذا الوجه من البدع المنكرة، ومن وسائل الشرك والغلو في أهل البيت وغيرهم من الأموات، ودعوتهم من دون الله والاستغاثة بهم واعتقاد أنهم ينفعون ويضرون من دعاهم أو استغاث بهم، ومن الكذب على الله سبحانه، وقد قال سبحانه: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}[2]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته. فالواجب على جميع المسلمين الذين تقع في أيديهم هذه النشرة وأمثالها تمزيقها، وإتلافها، وتحذير الناس منها، وعدم الالتفات إلى ما جاء فيها من وعد أو وعيد؛ لأنها نشرات مكذوبة لا أساس لها من الصحة ولا يترتب عليها خير ولا شر، ولكن يأثم من افتراها ومن كتبها ووزعها ومن دعا إليها وروجها بين المسلمين؛ لأن ذلك كله من باب التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه في محكم كتابه بقوله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[3]. نسأل الله لنا وللمسلمين السلامة والعافية من كل شر، وحسبنا الله ونعم الوكيل على من افترى هذه النشرة وأمثالها وأدخل في شرع الله ما ليس منه، ونسأل الله أن يعامله بما يستحق؛ لكذبه على الله وترويجه الكذب، ودعوته الناس إلى وسائل الشرك والغلو في الأموات، والاشتغال بما يضرهم ولا ينفعهم، وللنصيحة لله ولعباده جرى التنبيه على ذلك، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وآله وصحبه.
النشرة الثالثة :
نشرة الثعبان ، والتي تتضمن رسما لجنازة التف عليها ثعبان
وزعم كاتبها أنها جنازة رجل لايصلى … الخ .
هذه النشرة حذر منها فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في
جريدة المدينة بعددها رقم 13285 بتأريخ 23/5/1420هـ
وكذلك فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ
كما في مجلة الدعوة العدد : 1708
بتأريخ 29/5/1420هـ . وصدر بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ببطلان هذه القصة نشر في جريدة المدينة بعددها رقم 13421 بتأريخ 15/10/
1420هـ وكذلك في مجلة الدعوة بعددها رقم 1726 في 13/10/1420هـ.
النشرة الرابعة :
عقوبة تارك الصلاة ، والتي تتضمن حديث من ترك الصلاة عاقبه
الله بخمس عشرة عقوبة : ستة منها في الدنيا ، وثلاثة عند الموت ، وثلاثة في
القبر ، وثلاثة يوم القيامة ... الخ .
هذا الحديث موضوع مكذوب على رسول الله عليه الصلاة والسلام
قال عنه سماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ
في مجلة البحوث العلمية 22/329 : أما الحديث الذي نسبه صاحب النشرة
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقوبة تارك الصلاة وأنه يعاقب بخمس
عشرة عقوبة الخ فإنه من الأحاديث الباطلة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم
كما بين ذلك الحفاظ من العلماء رحمهم الله كالحافظ الذهبي في الميزان
والحافظ ابن حجر وغيرهما .
وكذلك أصدرت اللجنة الدائمة فتوى برقم 8689 ببطلان هذا الحديث كما في فتاوى اللجنة جمع الشيخ أحمد الدويش 4/468 الطبعة الثالثة
وقال الشيخ ابن عثيمين ـ حفظه الله ـ :
هذا الحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يحل لأحد نشره إلا مقرونا ببيان أنه موضوع حتى يكون الناس على بصيرة
منه . فتاوى الشيخ الصادرة من مركز الدعوة بعنيزة 1/6 .
النشرة الخامسة :
الحديث القدسي الطويل : يا ابن آدم لا تخافن من ذي سلطان
مادام سلطاني باقيا وسلطاني لا ينفد أبدا إلى قوله : يا ابن آدم أنا لك محب
فبحقي عليك كن لي محبا .
هذا الحديث قال عنه الشيخ ابن عثيمين : غير صحيح . فتاوى الشيخ الصادرة من
مركز الدعوة بعنيزة 3/63
النشرة السادسة :
حديث ياعلي لا تنم إلا أن تأتي بخمسة أشياء وهي قراءة
القرآن كله ، والتصدق بأربعة آلاف درهم ، وزيارة الكعبة ، وحفظ مكانك في
الجنة ، وإرضاء الخصوم ... الخ .
هذا الحديث باطل ، فقد صدرت فتوى من اللجنة الدائمة برقم 9604 تبين أن هذا
الحديث لا أصل له ، بل هو من الموضوعات ، من كذب بعض الشيعة ..الخ . فتاوى
اللجنة 4/462 .
وقال الشيخ ابن عثيمين : هذا الحديث غير صحيح ولا يحل نشره وتوزيعه بين
المسلمين إلا مبينا أنه غير صحيح . فتاوى الشيخ الصادرة من مركز الدعوة
بعنيزة 3/62 .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه