يخاطبني الفيه بكل قبح
فأكره ان اكون له مجيبا
يزيد سفاهة فازيد حلما
كعود زاده الاحراق طيبا
تموت الاسود في الغابات جوعا
ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعبد ينام على حرير
وذو نسب مفارشه التراب
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب ياكل لحم بعض
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
اذا المرء لايرعاك الاتكلفا
فدعه ولاتكثر عليه التأسفا
ففي الناس ابدال وفي الترك راحة
وفي القبر صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجئ تكلفا
ولاخير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده
ويظهر سرا بالامس قد خفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
اذا ضاق صدرك من بلاد
ترحل طالبا ارضا سواها
عجبت لمن يقيم بدار ذل
وارض الله واسعة فضاها
فذاك من الرجال قليل
عقل بليد ليس يعلم من بناها
فنفسك فز بها ان خفت ضيما
وخل الدار ومن بناها
فانك واجد ارضا بارض
ونفسك لم تجد نفسا سواها
ومن كانت منيته بارض
فليس يموت في ارض سواها
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فان النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا ارضى استماعه
وان خالفتني وعصيت قولي
فلا تجزع اذا لم تعط طاعة
صديق ليس ينفع يوم بؤس
قريب من عدو في القياس
وما يبقي الصديق بكل عصر
ولا الاخوان الا للتاسي
عبرت الدهر ماتمسا بجهدي
اخا ثقة فألهاني التماسي
تنكرت البلاد ومن عليها
كأن اناسها ليسوا بناس