أيها الغادي . قف ساعة وتفكر . من أنت ؟ و إلى أين المصير ؟ أراحل أنت أم مقيم ؟
و إذا كنت مرتحلا , فإلى أين ؟ إلى جنة الخلد أم إلى النار ؟.
فالحياة بغير الله سراب . ( يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاء لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه , والله سريع الحساب )النور 39 .
تعالى نؤمن ساعة . إن القلب أسرع تقلبا من القدر إذا اشتدت غليانها
كلمات قالها ( عبد الله ابن رواحه ) ل( أبي الدرداء ) رضي الله عنهما , وهو اّخذ بيده , وتشابهت مع ما قاله
( معاذ بن جبل ) لصاحبه – رضي الله عنهما ( اجلس بنا نؤمن ساعة ).
و أحرى بنا و قد استحكمت الغربة أن نقول لأنفسنا ولمن حولنا : هيا بنا نؤمن ساعة , نراجع فيها ديننا ,
ونؤدي حق ربنا و حق النفس و حقوق الناس من حولنا , ويهتف كل منا قائلا (و عجلت إليك ربي لترضى )طه 84.
لقد جرت الدنيا منا مجرى الدم من العروق , ووصل حبها إلى شغاف القلوب , فبعنا اّخرتنا بحطام فان و دنيا لا بقاء لها ولا وفاء .
فكونوا عباد الله من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا .
قد تكون هذه الساعة هي ساعة قيامتك , فان العبد إذا مات قامت قيامته و ابتدأ حسابه , فتلقى ربك على عمل صالح و تكون قد بلغت رسالة ربك , والدال على الخير كفاعله , ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ( أفضلها ).
قدم الدعوة لمن حولك مرارا , وفي كل وقت , وبكل طريقة , كما فعل نوح – عليه السلام , فان أعرضوا عنك فلا تيأس , بل اتهم نفسك أولا قبل أن تتهم الآخرين , و قل لعلى لم أخاطبهم على قدر عقولهم . وتقدم للخالق بالدعاء . واستقم كما أمرت .
فما الذي يمنعك من أن تقول لأخيك : هيا بنا نقرأ شيئا من كتاب ربنا ؟.
فالقراّن هو حبل الله المتين و الصراط المستقيم , من عمل به نال أجره , ومن حكم به كان عادلا ,
ومن دعا إليه هداه الله , و لا تشبع منه العلماء .
ومن تركه واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى و أصلاه جهنم .
فهيا بنا نؤمن ساعة , فان القلوب أسرع تقلبا ( بين الإيمان والكفر وبين الطاعة والمعصية ) من غليان الماء .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .