الحمد لله وكفى وسلا م على عباده الذين اصطفى
قال تعالى (ياأيها الذين أمنوا توبوا الى الله توبة نصوحأ
وقال تعالى : قل ياعبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " ((رواه البخاري))
قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمى، فلها ثلاثة شروط:
أحدها : أن يقلع عن المعصية
والثانى: أن يندم على فعلها
والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً. فإن فُقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.وإن كانت المعصية تتعلق بآدمى فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه
وعن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعه وتسعين نفساً، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله فكمل به مائةً، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوءٍ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم- أي حكماً- فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة" ((متفق عليه)) سبحان الله قتل مائه نفس ويريد ان يتوب ولما لا وقد قال ربنا سبحان وتعالى فى الذين اسرفوا على انفسهم فى الذنوب و المعاصى وقد قال الله تعالى قل ياعبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم
قال ابن عباس رضى الله عنه فى هذه الاية قد دعا الله تعالى الى مغفرته من زعم ان المسيح هوالله ومن زعم ان المسيح ابن الله ومن زعم ان عزيرا ابن الله ومن زعم ان الله فقير ومن زعم ان يد الله مغلولة ومن زعم ان الله ثالث ثلاثة يقول تعالى لهؤلاء . افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم
اثار المعاصى وخطرها
وفى هذا الباب كلام كثير من اهل العلم ولكان اذكر حديث النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول لمهاجرين يامعشر المهاجرين هى خمس اذا ابتليتم بهن واعوذا بالله منهن ان تدروكوهن مافشت الفاحشة فى قوم حتى يعلنوابها الافش فيهم الطاعون والاوجاع التى لم تكن فى اسلافهم الذين مضوا ومانقص قوم المكيال والميزان الااخذوا بالسنين وشدة المؤنه وجور السطان عليهم وما منع قوم ذكاة اموالهم الامنعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم تمطروا واما نقضوا عهد الله وعهد رسوله الاجعل الله باسهم بينهم وماحكمت امتهم لغيركتاب الله ولم يتحروا ماانزل الله الاسلط الله عليهم عدوهم فاخذ بعض ما فى ايديهم .
سبحان الله كأن النبى صلى الله عليه وسلم ينظر الى احوالنا من غلاء فى المعيشة وانتشار امراض قال العلماء مانزل بلاء الابذنب ولا يرفع الابتوبه
خلي الذنوب صغيرها و كبيرها ذاك التقى و اصنع كماشى فوق أرض الشوك يجذر ما يرى لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصا سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك ارجوه ان ينفع بهذا الكلام كل الناس وربنا يتقبل اللهم رزقنا الاخلاص فى القول والعمل كتبه اخوكم فى الله محمد