يبدأ فيلم "مادلين" للمخرجة الشابة رهام الغزالي بلقطة للفتاة مادلين كلاب وهي تجوب بحر غزة في قارب الصيد وتلقي شباكها لصيد السمك.
والفيلم "مادلين" وثائقي قصير لمخرجة شابة من قطاع غزة، تروي فيه قصة الفتاة مادلين كلاب التي تعتبر أول فتاة في غزة تنزل الى البحر لاصطياد الأسماك. وسيعرض الفيلم في مهرجان شاشات السابع لسينما المرأة الفلسطينية الذي ينطلق غدا الخميس.
وتقول مادلين في الفيلم إنها بدأت تتعرف على البحر وهي في السادسة من عمرها حينما كانت ترافق والدها. وعندما أصبحت في الثالثة عشرة مرض والدها، وبدأت هي تقصد بحر غزة يومياً لاصطياد الأسماك.
وتضيف مادلين "عندما أكون في البحر أتعامل بشخصية الرجل القوية، ولكن حينما أصل الى البر أعود إلى طبيعتي.. فتاة تتحدث مع الجميع بلغة عادية".
وتلفت "في البحر أشعر بالحرية والأمان، ولا يوجد ضوضاء وزحمة ناس كما خارجه".
والفيلم واحد من ستة أفلام لثمانية مخرجات شابات من قطاع غزة، يشاركن للمرة الأولى في مهرجان شاشات لسينما المرأة في فلسطين.
"دوت كوم"
وقالت علياء ارصغلي مديرة مهرجان شاشات في مؤتمر صحافي عقد الأربعاء إن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها فتيات من غزة بأفلام قمن بإخراجها وتنفيذها في قطاع غزة، وذلك بعد التنسيق مع جامعة الأقصى في القطاع.
وأطلق القيمون على المهرجان هذا العام اسم "انا امرأة من فلسطين".
أضافت أرصغلي "قمنا بدعم جامعة غزة بأجهزة متطورة، حيث قامت ثماني شابات من كلية الإعلام في الجامعة بتنفيذ ستة أفلام".
ويروي كل فيلم من الأفلام الستة قصة خاصة عن الوضع في قطاع غزة.
ومن هذه الأفلام فيلم "دوت كوم" للمخرجة الشابة فاطمة عودة والذي تروي فيه كيف حاول الشباب في قطاع غزة الاتصال مع بعضهم البعض عبر الإنترنت وتنظيم تظاهرة يرفضون بها الانقسام الفلسطيني، في الخامس عشر من آذار/مارس الماضي.
وتكتب المخرجة على الشاشة في بداية الفيلم "في منتصف حزيران/يونيو 2007 كان الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني.. انقسم الشعب بكافة أطيافه. ثم أتى ربيع الثورات العربي ليعطي حافزا للشباب الفلسطيني لممارسة التجربة تحت شعار الشعب يريدي إنهاء الانقسام".
ويروي الفيلم قصة شابة تدعى ديما، وكيف كانت تتنقل وتتصل مع شابات أخريات وشبان آخرون لترتيب التظاهرات عند ساحة الجندي المجهول والتي تم قمعها من قبل أجهزة حماس التي تسيطر على القطاع.
وتقول ديما في الفيلم "15 آذار/مارس لم يحقق ما أردناه لكنه كان محاولة سعدنا بها".
"إخفاء الذات"
ويتناول فيلم "كمكمة" للمخرجة الشابة إسلام عليان ثقافة المجتمع في غزة والذي كتب عنه في شرح الفيلم "أصبحت ثقافة المجتمع الغزاوي تتبلور حول كيفية إخفاء ذاته بكافة أطيافه وأشكال العامة، اللثام والعصي، ظلمة النهار، فوق السماء وتحت الأرض".
بالنسبة إلى مديرة مهرجان شاشات علياء ارصغلي "فيلم "كمكمة" هو فيلم يظهر كيف أن الجميع في غزة يحاول إخفاء نفسه عن الآخر".
ومن الأفلام الستة، فيلم "خطوة ونص" للشابة ايناس عايش الذي يروي كيف بذلت المخرجة نفسها جهدا كي تنتقل من غزة الى خان يونس، وكيف أن الاحتلال الإسرائيلي للقطاع كان يعيق عملية الانتقال، كما يروي الحواجز النفسية والثقافية اليوم.
إلى ذلك يروي فيلم "لوحة" للمخرجة الشابة رنا مطر حياة رسامة غزاوية هي رشا أبو زايد التي تقول في الفيلم إنها لا تجد سبيلا للخروج من الواقع الذي تعيشه في غزة سوى ريشتها ولوحاتها.
وآخر هذه الأفلام هو "فلفل وسردين" للشابتين اثار الجديلي وآلاء الدسوقي الذي يربط ما بين طراوة السردين وحرارة الفلفل في تشبيك مقصود ما بين طبيعة الحياة في غزة ووضعها الحار والمؤلم.
وقالت ارصغلي: "إن مهرجان شاشات هذا العام سيضم عشرة أفلام فقط جميعها من إنتاج فلسطينيات، وسيتم عرضها في 85 عرضا.. 60 عرضا في الضفة الغربية و25 في قطاع غزة".
وتروي المخرجة الشابة دارة خضر من الضفة الغربية في فيلمها "الحالة تعبانة" وضع خريجات الجامعات اللواتي لا يجدن مكانا للعمل بعد تخرجهن.
وخلال مؤتمر صحافي قالت دارة التي تخرجت حديثا والتي تحمل شهادة في الهندسة المعمارية، "أتتني فكرة الفيلم عندما قلت لزميلات لي بأنني أنوي إعداد فيلم قصير عن وضع الفتيات، فطلبن مني أن أعده حول عدم توفر فرص للعمل بعد التخرج".
وأشارت ارصغلي إلى أن "هذه هي محاور اهتمامات الشاشات في أفلام هذا العام.. التركيز على الحياة العامة، لأن الجميع يعيش الوضع السياسي ويفهمه، أما الثقافة فهي حق للجميع مثل الأمل والأمان".