....رحب خبراء قانون دولى بمبادرة «المصرى اليوم» بخروج قافلة الحرية 2، «فلوتيلا»، من مصر، مؤكدين أن الشعب الفلسطينى مقهور وبالتالى فإن المبادرة من وجهة نظر القانون الدولى مشروعة، مطالبين فى الوقت ذاته بضرورة التنسيق مع السلطات المصرية، والضغط لفتح معبر رفح بشكل كامل.
وأكد السفير سعيد كمال، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق لشؤون فلسطين، أن الشعب الفلسطينى «مطحون ومقهور»، وبالتالى علينا مباركة هذه الخطوة التى ستأتى «رغم أنف إسرائيل»، إلا أنه شدد على ضرورة احترام الإجراءات المصرية من خلال تنسيق مسبق مع السلطات.
ورحب السفير إبراهيم يسرى، مدير إدارة القانون الدولى والمعاهدات الدولية الأسبق بوزارة الخارجية، بالمبادرة التى أكد أنها تتماشى مع القانون المصرى، وتتوافق مع التزامات مصر العربية.
واعتبر «يسرى» أن إبحار القافلة إلى غزة عن طريق مصر يعتبر «إزالة للآثار السيئة التى خلفتها سياسة الرئيس المخلوع فى حصار مجرّم دولياً تم فرضه على غزة». وتمنى صاحب الدعوة القضائية المطالبة بوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل استجابة الحكومة المصرية لدعوة الجريدة.
وأشاد الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بمحاولة فك الحصار على غزة، إلا أنه أعرب عن تفضيله تأجيلها فى الوقت الحالى، انطلاقاً من مخاوف فتح باب لعدم الاستقرار الخارجى، مؤكدا أن «مصر فى حاجة شديدة لمواجهة عدم الاستقرار فى الداخل».
وقال «ربيع» إن الحصار على غزة لا يجب التعامل معه على أنه حصار بحرى فقط، ولكن يمكن التغلب عليه برياً وجوياً، مضيفاً أنه من الممكن الآن الضغط على القيادة المصرية لكسر الحصار برياً عن طريق استمرار «فتح معبر رفح على مصراعيه لحركة الأفراد والبضائع».في السياق ذاته أيدت القوى السياسية، والشخصيات العامة على مختلف توجهاتها، مبادرة «المصرى اليوم»، وقال المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض السابق، إنه سعيد بالمبادرة، ودعوتها وزارة الخارجية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه «مصر الثورة»، وحث كل الشعوب العربية على دعوة القافلة للإبحار من مصر، وإذا حدث ذلك من الحكومة المصرية فهى لفتة جميلة، تدل على أن مصر خرجت من «القمقم»، وترفض الضغوط التى كانت تمارس عليها من الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية، وبذلك تسترد ريادتها وقيادتها للمنطقة العربية.
وأضاف: «الموافقة على خروج القافلة من مصر، تعبير بسيط للأخوة الفلسطينين الذين نتضامن معهم، وأضم صوتى لـ«المصرى اليوم»، وأدعو وزير الخارجية الجديد لاتخاذ هذه الخطوة حتى نساهم فى فتح معبر رفح بصورة طبيعية، ويتم كسر الحصار عن الفلسطينيين، وسأنادى فى ميدان التحرير، يوم الجمعة المقبل، بتحقيق تلك المبادرة».
وقال حسين عبدالرازق، القيادى بحزب التجمع: «أؤيد المبادرة بكل قوة، فبعد الثورة من المفترض أن تعود مصر لممارسة دورها العربى والإقليمى والدولى الذى فقدته فى السنوات الماضية، ومن أهم ملامح هذا الدور مساندة الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل إقامة الدولة الفلسطينية».
وشدد «عبدالرازق» على ضرورة كسر الحصار المفروض على القطاع الذى كان النظام السابق يشارك فيه بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية وإسرائيل، داعيا جميع القوى الوطنية المصرية لدعم المبادرة، لأنها منطقية فى إطار التغيير الواجب بعد ثورة 25 يناير - حسب قوله.
وأكد عبدالمنعم إمام، وكيل مؤسسى حزب العدل، أن المبادرة جيدة وتراعى البعد الإنسانى للمحاصرين من شعب غزة، والبعد السياسى لاستعادة دور مصر الحقيقى بعد الثورة، والبعد الاقتصادى لطمأنة المستثمرين بأننا قادرون على حماية سفن أسطول الحرية، لافتا إلى أن عمليات الترويج السياحى والاقتصادى، لا تضاهى استضافة «أسطول الحرية 2» الذى يستهدف خدمة مليون ونصف المليون مواطن محاصرين فى غزة. وأوضح ضياء الصاوى، أمين شباب حزب العمل، أن المبادرة قدمت قضية المساعدات الدولية للمحاصريين الفلسطينيين من خلال سفن «أسطول الحرية» بشكل جديد يتفق وروح الثورة، مشيرا إلى أن المبادرة تطرقت إلى أن نظام الرئيس السابق حسنى مبارك كان مسؤولا أيضا عن الحصار المفروض على غزة، وأن محو هذه الصفحة يتطلب رؤية جديدة فى التعامل مع القضية الفلسطينية بشكل عام، والحصار المفروض على غزة بشكل خاص.
وقال عبدالعال الباقورى، الكاتب الصحفى إن هذه المبادرة جديرة بالترحيب، والتأييد، وتأتى فى ظروف مناسبة، لأنها تضع الكيان الصهيونى فى حرج لم يكن ينتظره، وربما تضطره إلى إعادة حسابات كثيرة، لأن اعتراضه للأسطول، وتكراره عدوان «أسطول الحرية 1»، سيثير ردود فعل قوية داخل مصر، سواء أكانت رسمية أو شعبية، وقد يكون من المفيد أن تنضم إلى هذا الأسطول قافلة تحمل وفدا مصريا، يمثل جميع ألوان الطيف السياسى، وإن تعذر ذلك، فمن الممكن انضمام قادة الأحزاب المصرية، وممثلين عن شباب الثورة إلى الأسطول، وإذا تحقق هذا، سيواجه الكيان الصهيونى أزمة كبيرة، لأن هناك قوى وصحفاً إسرائيلية دعت، ولاتزال، للسماح بوصول «أسطول الحرية 2» إلى شواطئ غزة.
وأضاف أن إبحار الأسطول من مصر وتراجع الكيان الصهيونى عن اعتراضه، سيكون خطوة وبداية لرفع الحصار الظالم عن القطاع، والقيادة المصرية التى أعادت فتح معبر رفح لن تمانع فى إبحار «أسطول الحرية 2» من أى ميناء مصرى على البحر المتوسط، وأتمنى أن يكون الإبحار من دمياط بالذات، لأنها مدينة لها علاقات تاريخية مع الشام، وفلسطين بشكل خاص، ويكفى أنها المدينة التى افتدت القدس مرتين، وقد تفتح اليوم الأبواب للفداء مرة ثالثة، خاصة أن مصر ستكون الرابحة، سواء اعترضت إسرائيل الأسطول أو سمحت برسوه فى ميناء غزة.