رحلت الطفلة الفلسطينية عبير اسكافي، ابنة العشر سنوات منذ ساعات قليلة، وعقب إلقاء "العربية.نت" النظرة الأخيرة عليها، لتتخلص من عذاب غرفة العناية المركزة، ومن تشنجات عصبية مفاجئة هاجمتها قبل عامين، عندما ر
غادرت روح عبير هذا العالم، بعد أيام قليلة قضتها في غرفة العناية المركزه في مستشفي الخليل الحكومي، وهي تحلم بدفء أحضان الأب.
يوسف والد عبير أمضى في السجون الإسرائيلية ثمانية أعوام هي بداية مشوار عذابه، حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية أربع مرات بالمؤبد.
وقد اعتادت عبير أن تزور والدها، لكن زيارتها الأخيرة قبل عامين كان لها وقع مختلف عن المعتاد.
ويصف الجد عبدالرحيم اسكافي هذه اللحظات: "الضباط الإسرائيليون رفضوا دخولها للقاء أبيها خلال الزيارة. وانتابتها حالة انفعالية غريبة وظلت تصرخ وتضرب الحاجز الزجاجي الذي يفصلها عن أبيها وهي تبكي. ومن الجانب الآخر، كان والدها يبكي ويضرب الجدار الفاصل".
وتابع الجد: "عقب الزيارة، أصيبت بحركة لا إرادية بالرجل اليمنى، وتدهورت حالتها العصبية تباعاً".
ويقول د. سليمان الخضور، رئيس قسم الأطفال في مستشفى الخليل الحكومي -عاليه إن "عبير أصيبت بتشنجات عصبية عجزت معها لاحقاً عن المشي، واستمر التدهور إلى ذروته".
أما الأم بهيه اسكافي فهي لا تدري أتبكي زوجها، من قد لا تلامس يديه يداها أبداً، أم تبكي من ماتت ببطء أمام عينيها؟، لكن عزيمتها تتماسك كلما تحدثت عن ماضي عبير التي دخلت في غيبوبة كاملة انتهت إلى وفاتها.
وتقول: "ما حدث لعبير عقب زيارة والدها السجين كان غريباً، فقد كانت زهرة لا تعاني من أمراض، ولم تكن هناك أي مؤشرات على ما حدث لها".
إن مأساة عبير لحظة مؤثرة في حياة كل أسير فلسطيني تعاني أسرته من الويلات مثل ما يعاني داخل المعتقلات الإسرائيلية.