nana
عدد الرسائل : 78 العمل/الترفيه : لا أعمل المزاج : لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله الاوسمه : تاريخ التسجيل : 15/02/2011
| موضوع: للمتزوجين : الوردة التي تبقي..** الجمعة 11 مارس - 1:37 | |
| للمتزوجين : الوردة التي تبقي..* كم هي الوردة جميلة في منظرها ، ساحرة في لونها ، أخّاذة في
عطرها ، تشدك إليها في صمت ، وتأخذ بلباب عقلك في حياء ،
حتى تغدو أمام غيرك شاردًا ، وادعًا ، وما هي إلا لحظات وتجد
نفسك هادئ النفس ، واسع الصدر ، تتمنى حينها أن تبقى هذه
الوردة ، لتدوم هذه النظرة ، لتستمر هذه السعادة .
ولكن .. أنّى لهذه الوردة الفاتنة كل هذه العطاء .. إن لم تسق
بالماء !! وهي مع هذا آيلة إلى الذبول والفناء . غير أني أدعوك أن تقترب من وردة تعطيك عطاء أبلغ من عطاء
هذه الوردة التي انشرح صدرك لها ، وأنِسْت بالنظر إليها ، وهي
مع هذا لا تعرف الفناء ، بل تتسم بالخلود والبقاء !!
وكما احتاجت تلك إلى الماء لتبقى .. ثم لتفنى ، فإن هذه الوردة
تحتاج إلى أمر آخر لتبقى ولا تفنى . لعلك أدركت المقصود .. فإن مثل هذه الوردة كمَثَلِ الحياة الزوجية
السعيدة ، المملوءة بالمودة والصفاء ، الممزوجة بالمحبة والوفاء ، ألا يتمنى الزوجان فيها أن تبقى حياتهما كذلك ،
لا في الدنيا فحسب ، .. بل في الآخرة أيضًا ؟ قل : نعم .. إذاً ... فإنها تحتاج إلى أن تسقى بالإيمان ،
وترعى بالخشية من الرحمن ، وتصفو بمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
وتتآلف على القرآن ، وتتعاهد على نبذ المعاصي ، وتتعاون على البر والتقوى ،
وتنذر نفسها للدعوة إلى الله .. في نفسها ، وبين الذرية والأهل والإخوان ، وتتراحم بقيام الليل ، وتتزكى بصيام النهار ، وتسمو بالجود
والكرم ، وتجتمع قلوبها على النصح بالحكمة والموعظة الحسنة
، وتتحد صفوفها أمام إغراءات المنكر ، وتسارع في الخيرات
وتقنع برزقها ، وتصبر في شدائدها ، وتهفو نفوسها إلى إعداد
جيل صادق مع ربه ، باذل لدينه ، عامل لوطنه
كم تشدني تلك الصورة الزوجية الحانية التي يقول
الرسول صلى الله عليه وسلم فيها : ( رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى ، ثُمَّ أَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ ،
فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ ، وَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ
فَصَلَّتْ ، ثُمَّ أَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى ، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ )
رواه النسائي ألا ما أسعدها من ساعة إيمان ، وما أرقه من نضح وفيّ ،
وما أعذبه من ماء مخلص . ألا تستحق حياة هذين الزوجين أن تبقى ولا تفنى ،
ولم لا تبقى ، والله تعالى يقول : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ
وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ .
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }
.وهو القائل سبحانه :
{ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ .
هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ }.
فما أرخص حياتنا إن كانت وسيلة إلى شقوة الآخرة ، وما أغلاها إذا كانت وسيلة إلى سعادتها | |
|