Mar 1 2011
كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، التي تجرى مع الواء حبيب العادلي -وزير الداخلية السابق- عن مفاجآت كثيرة؛ أبرزها إلقاؤه اللوم على مساعديه في حالة الانفلات الأمني، الذي شهدته مصر يوم 28 يناير الماضي خلال ثورة 25 يناير، وهروب الشرطة بشكل مفاجئ من شوارع مصر.
وكانت النيابة قد بدأت التحقيقات مع العادلي اليوم (الإثنين) في التهم المنسوبة إليه، وتتعلق بقتل عدد من المتظاهرين بالرصاص الحي، وانسحاب جميع أجهزة الشرطة ليلة 28 يناير؛ مما تسبب في حالة فوضى تامة في البلاد، بالإضافة للتورط في تهريب عدد كبير من المسجونين و"المسجّلين خطر" والبلطجية، واستخدامهم لإرهاب المتظاهرين والمواطنين.
وأفصح أحمد شلبي –الصحفي بجريدة المصري اليوم- في اتصال هاتفي مع برنامج العاشرة مساء اليوم عن سير التحقيقات التي أجرتها النيابة مع العادلي، والتي استمرت حوالي 9 ساعات، قائلاً: "العادلي ألقى باللوم بشكل كامل على مساعديه: اللواء إسماعيل الشاعر، وأحمد رمزي، وحسن عبد الرحمن فيما حدث منذ اندلاع الثورة".
وأضاف شلبي: "وزير الداخلية السابق أنكر بشكل كامل إصدار أوامر لضباطه بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي"؛ مشدداً على أنه اعترف بتركه الحرية لمساعديه بفعل ما يشاءون قائلاً لهم: أنتم من تتواجدون بالشارع، وترون ما يحدث؛ فتصرفوا على هذا الأساس".
وأتبع الصحفي بالمصري اليوم: "حبيب العادلي دافع عن نفسه في سياق اتهامه بإصدار أوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بالنار بقوله: "مش معقول أكون كلّمت كل ضابط من اللي ضرب النار، وقلت لهم أنا العادلي واضربوا المتظاهرين بالنار؛ لكن المساعدين هم من وجّهوا تلك التعليمات".
وأكّد شلبي أن العادلي اعترف بتلقّيه تعليمات من بعض القيادات في الحزب الوطني الحاكم بضرورة التدخّل الفوري، وأخذ أي قرار من شأنه إجهاض المظاهرات.
وأكمل: "وزير الداخلية السابق كَشَف عن تلقّيه اتصالاً من أحد قيادات الحزب قال له بالحرف الواحد: يجب أن تستخدم العنف، أو تشوف طريقة لإثارة الذعر بين المواطنين تصرف نظر الناس لشيء آخر تنهي به تلك المظاهرات؛ لكن العادلي قال في التحقيقات أنه رفض تنفيذ تلك الأوامر".
وفي ذات السياق كشف شلبي أن النيابة استدعت مساعدي العادلي لمواجهتهم بتهم وزير الداخلية السابق؛ ولكنهم أنكروا تحملهم المسئولية وحدهم؛ مؤكدين تلقيهم تعليمات صريحة ومباشرة من الوزير السابق بالتعامل بشكل جدي مع المتظاهرين