في الصيف حكايات لم تكتب بعد
سناء ناجح عليوي
عندما يزورنا الصيف في كل عام، لا يرحل قبل أن يعطيني هديته المعتادة، فكل فصل من فصول السنة، يطبع في ذاكرة المشاعر مني، أشياء كثيرة، تؤثر بي وبعاطفتي، لا شك أن شاعريتي قد أصبحت أكثر فورة وعنفوانا هذه الأيام، وصرت أخاف على نفسي أن تصيبني حمى الأحاسيس، فتراني التجأ بين الفينة وأختها إلى القلم والأوراق، واسترسل في نظمها كلمات، لأنها أن بقيت في داخلي فستكبر وتكبر إلى أن تتفجر، وتخرج عن السيطرة.
في الصيف ما يحركنا، فنسيمه الذي يسترق اللحظات منا، عندما نجلس في عصر يوم حار جدا إلى نافذة نراقب من ورائه شارعا خاليا من المارين به، ينسينا همومنا ويأخذنا إلى روحانية أخرى، فهو النسيم الذي لا يدخل إلى أنوفنا فنبترد به، بل يتخلل خلايا جسمنا، ويطوف فيها ترياقا يمسح عن كل واحدة منها وجعها .
في الصيف أرض أحلام الطفولة ذات التربة الحمراء، التي كنا نفلحها ونسقيها، نزرعها ، ونجني ثمارها.
في الخاطرة من صيفٍ صورُ الأرض المتعاقبة، المملوءة عشبا يابسا، فالمحروثة ، وصورتها مشبعةً برائحة التراب الذي ملأ الدنيا بعبق مسكٍ لا يوصف، يلامس حواف الروح الحساسة، لست أدري أن كان لها رائحة، أو بالأصح لست أعرف إن كنتم تشمونها، للأرض الظمأى حين ترتوي عبير جميل، أهو خرافة اخترعتها بنفسي؟ .... لا،ليس كذلك.
وبعد ذلك ترتسم في الخاطر صورة الأرض الممتلئة باخضرار عجيب يسلب الألباب، أثلام من الزرع نبتت بأمر ربها، تسبح بحمده، وتدعو الناظر للتسبيح " ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، ومن بين تلك الأثلام، ساقية تحمل الماء إليها بشكل مرتب سلس، كنا صغار نلهو بالماء حين يتدفق من القناة المتشققة التي التصق بجانبيها طحلب أخضر نامي، كانت أرجلنا تتراكض فيها، نملأ الأرض حبورا وسعادة وجمالا.
لقراءتها كاملة....
http://www.najah.edu/?page=3134&news_id=7155