توعدت إسرائيل باستهداف السفن اللبنانية التى تعتزم التوجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه وقالت إنها أبلغت الأمم المتحدة بحقها فى مواجهة تلك السفن، بينما أكد حزب الله أنه لا علاقة له بسفينتى «مريم» و«ناجى العلى» اللبنانيتين قبل انطلاقهما إلى القطاع حتى لا يعطى الدولة العبرية الذريعة لمهاجمتهما، وذلك فى الوقت الذى تجرى فيه الحكومة اللبنانية اتصالات مكثفة لتفادى وقوع أزمة مع إسرائيل بشأن سفن كسر الحصار.
وفى محاولة لإضفاء الشرعية على أى هجوم مستقبلى على سفن كسر الحصار التى تعتزم التوجه إلى غزة، أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة بأنها تحتفظ بحقها فى استخدام «كل الوسائل اللازمة» لوقف السفن التى تعتزم الإبحار إلى غزة من لبنان، وفى رسالة إلى بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن الدولى قالت السفيرة الإسرائيلية جابريلا شاليف إنها دعت الحكومة اللبنانية إلى منع السفن من المغادرة.
وقالت شاليف إنه يبدو أن عدداً صغيراً من السفن يعتزم الإبحار من لبنان وأنه على الرغم من إعلان المنظمين أنهم يرغبون فى نقل مساعدات إلى غزة فإن «الطبيعة الحقيقية لأعمالهم مازالت محل شك» وأن هناك «صلة محتملة» بحزب الله الذى دعا زعيمه حسن نصرالله اللبنانيين إلى المشاركة فى هذه الأساطيل.
وأضافت «ونتيجة لذلك لا يمكن لإسرائيل أن تستبعد احتمال أن يتم تهريب إرهابيين أو أسلحة على متن تلك السفن المعنية»، ودعت المجتمع الدولى إلى استخدام نفوذه لمنع السفن من المغادرة وإثناء مواطنيه عن المشاركة فى هذا العمل.
وتسعى إسرائيل من هذا التحرك المسبق إلى تجنب انتقادات دولية محتملة كتلك التى واجهتها عندما هاجمت أسطول الحرية فى المياه الدولية ما أدى إلى مقتل ٩ أتراك وأمريكى تركى على متن الأسطول.
وقرر حزب الله عدم المشاركة فى سفينتى «ناجى العلى» و«مريم» التى ينوى لبنان إرسالهما إلى قطاع غزة، لتفويت الفرصة على إسرائيل لاتخاذ أى ذريعة للاعتداء على المشاركين. وجاء ذلك بعد تحذير وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك لبنان من أنه سيكون مسؤولاً عن أى سفينة تبحر من موانيه باتجاه القطاع.
إذ تستعد مجموعة من حوالى ٥٠ امرأة، بينهن نحو ٣٠ لبنانية، الذهاب من لبنان إلى غزة على متن سفينة محملة بالمساعدات الإنسانية أطلق عليها اسم «مريم»، من دون أن يعلن عن موعد إبحارها بينما تجرى السلطات اللبنانية اتصالات مكثفة لتجنب وقوع أزمة مع الدولة العبرية بشأن السفينتين، وحذرت صحيفة «النهار» اللبنانية من أن إسرائيل قد تنفذ تهديداتها بحق المتضامنين بما يصل إلى حد تصفيتهم جسديا، كما حذرت لجنة شعبية فلسطينية من «مجزرة» إسرائيلية جديدة بحق السفينتين.
وبدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن التحقيق الذى أعلنت إسرائيل أنها ستجريه بشأن هجومها على أسطول الحرية غير كاف لكى تحظى بالمصداقية الدولية، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة شخصية دولية وعضوية تركيا وإسرائيل ومراقبين أمريكيين وأوروبيين معرباً عن أمله بعمل المزيد لتخفيف الحصار.
وكانت إسرائيل أغلقت أمس الأول، ولمدة يومين المعابر التجارية إلى قطاع غزة بعد يوم واحد من قرار الحكومة المصغرة بتخفيف الحصار المفروض على القطاع وسط أنباء بزيادة السلع المتوجهة إلى القطاع لتبلغ ٢٠٠ سلعة، بينما قالت مصادر إسرائيلية إن الإجراءات الجديدة ستتضمن وضع قائمة سوداء تضم نحو ١٢٠ صنفاً من البضائع والمنتجات المحظورة دون أن تسميها، فيما سيكون من الممكن إدخال كل البضائع غير المدرجة على هذه اللائحة