خادمة الوحيين مشرفه اداريه
عدد الرسائل : 31 العمل/الترفيه : كاتبة \إسلامية الاوسمه : تاريخ التسجيل : 22/01/2010
| موضوع: سلسلة كوني داعية في رمضان (محاضرات نسائية رمضانية) (2)متجدد الإثنين 14 يونيو - 9:18 | |
| 2010
رمضان شهر التقوىالحمد لله وكفى.. وسلام على عباده الذين اصطفى.. أما بعداختي الصائمة :لا زلنا نعيش نفحات ذلك الضيف الكريم نقتبس من نوره ونتطيب بعطره ، ونقتبس من نفحاته ونتزود من خيره وطهره …ذلك الضيف الذي جاء ليربي فينا قوة الإرادة …ورباطة الجأش ، ويربي فينا ملكة الصبر ، و احتمال الشدائد، والجَلد أمام العقبات ومصاعب الحياة .لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يهنئ أصحابه عند مجيئ رمضان ويبشرهم ويقول لهم :” أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة و تغلق فيه أبواب الجحيم و تغل فيه مردة الشياطين و فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم” ( صحيح ) انظر حديث رقم : 55 في صحيح الجامع….وفى رواية :” و ينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر و لله عتقاء من النار و ذلك كل ليلة”*نعم .. فرمضان مدرسة تربوية يتدرب فيها المسلم المؤمن على تقوية الإرادة في الوقوف عند حدود ربه في كل شيء ، والتسليم لحكمه في كل شيء ، وتنفيذ أوامره وشريعته في كل شيء ،وترك ما يضره في دينه أو دنياه أو بدنه من كل شيء ، ليضبط جوارحه وأحاسيسه جميعاً عن كل ما لا ينبغي .ليحصل على تقوى الله في كل وقت وحين ، وفي أي حال ومكان ،وذلك اختي الحبيبة .. إذا اجتهد على التحفظ في هذه المدرسة الرحمانية بمواصلة الليل مع النهار على ترك كل إثم وقبيح ، وضبط جوارحه كلها عما لا يجوز فعله …. ليخرج من هذه المدرسة حقاً ، ظافراً من جهاده لنفسه .ولما لا فهو شهر الإنتصارات والفتوحات.. شهر الإنتصار على أعداء الإيمان وفتح المدن والأمصار ..وشهر الإنتصار على النفس وشهواتها والغنيمة بالفتوحات الروحانية الربانية فوالله إنها لخير الغنيمة ونعم الفتوحاتفحري بهذا الشهر أن يكون فرصة ذهبية ، للوقوف مع النفس ومحاسبتها لتصحيح ما فات ، واستدراك ما هو آت ، قبل أن تحل الزفرات ، وتبدأ الآهات ، وتشتد السكرات….حرى بأن يكون فرصة للتقوى:وذلك لِما يسر الله تعالى فيه ، من أسباب الخيرات ، وفعل الطاعات ، فالنفوس فيه مقبلة ،والقلوب إليه والهة .فهو لجام المتقين وجنة المحاربين ورياضة الإبرار والمقربين وهو من بين سائر الأعمال لرب العالمين .فإن الصائم , لا يفعل شيئا وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده, فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها إيثار لمحبة الله ومرضاته 0وهو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه سواه والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة , وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لا يطلع عليه بشر وذلك حقيقة الصوم فلم يكن الصوم عند السلف مناسبة لتنويع الطعام، والتنقل بين أصناف الشراب، بل كان مناسبة لزيادة الإيمان، وفرصة للقرب من الرحمن، تحصيلاً للتقوى، وتكميلاً للنفعفللصوم أختي في الله : تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة .وهو مجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد ؛ وخوف ورجاء . كما أنه مجال الاستعلاء على ضرورات الجسد كلها , إيثارا لما عند الله من الرضى والمتاع.والصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات , فهو من أكبر العون على التقوى التي من أجلها فرض الصيام كما قال الله عزوجل: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذي من قبلكم لعلكم تتقون}. البقرة 185وقال النبي صلى الله عليه وسلم الصوم جنة أي وقاية .وهكذا اختي في الله … تبرز الغاية الكبرى من الصوم . . إنها التقوى . .فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة ، طاعة لله ، وإيثارا لرضاه .والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية .والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله ، ووزنها في ميزانه .فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم . وهذا الصوم أداة من أدواتها ، وطريق موصل إليها وهو هدفا وضيئا يتجهون إليه عن طريق الصيام .و التقوى صفة جامعة لصنوف البر والخير ولذلك عظمت عناية القرآن بها, وحسبك أن المواطن التي ذكرت فيها التقوى ومشتقاتها في كتاب الله العزيز قد نيفت على أربعين ومائتي موطن: تأمر بالتقوى, وتحث عليها, وتربط الفلاح بها و وتبين منزلة المتقين في الدنيا والآخرة, عند الله تعالى وعند الناس و لو تأملنا الآيات التي سبقت أيات الصيام والتي بدأت بقوله سبحانه : “ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون“البقرة177ثم ختم آيتي القصاص بقوله تعالى “.. ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون”وختم آية الوصية التي تليها بقوله “.. حقاً على المتقين “ثم ذكر قوله تعالى{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذي من قبلكم لعلكم تتقون}. البقرة 185وهكذا هيأ سبحانه نفوس المؤمنين وقلوبهم وأعدهم لتقبل فريضة الصيام بقلوبوالهة متلهفة للوصول للغاية التي من أجلها فرض الصيام ألا وهي التقوى.، فالأساس هو التقوى لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَوقوله { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} تعليل لفرضية الصيام ؛ ببيان فائدته الكبرى ، وحكمته العظمى . وهي تقوى الله.فالتقوى هي غاية كل عبادة، والعبرة في العبادات كلها بالتقوى، وليس مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، أو بمجرد الانحناء في الركوع والسجود، أو بمجرد أن يذبح الإنسان أو يحجَّ أو يتصدق كما في قوله تعالى: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ [الحج:37]“فالتقوى في الحقيقة تقوى القلوب لا تقوى الجوارح”وإذا كان أصلُ التَّقوى في القُلوب ، فلا يطَّلعُ أحدٌ على حقيقتها إلا الله كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم } صحيح اخرجه مسلمU ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الله لا ينظرُ إلى صُورِكُم وأموالِكم ، ولكن ينظرُ إلى قلوبكم وأعمالكم ))) وحينئذ ، فقد يكونُ كثيرٌ ممَّن له صورةٌ حسنةٌ ، أو مالٌ ، أو جاهٌ ، أو رياسةٌ في الدنيا ، قلبه خراباً من التقوى ، ويكون من ليس له شيء من ذلك قلبُه مملوءاً مِنَ التَّقوى ، فيكون أكرمَ عند الله تعالى ، بل ذلك هو الأكثر وقوعا.ًيقول ابن القيم رحمه الله:” الكيس يقطع من المسافة بصحة العزيمة وعلو الهمة وتجريد القصد وصحة النية مع العمل القليل أضعاف أضعاف ما يقطعه الفارغ من ذلك مع التعب الكثير ، والسفر الشاق.. والتقدم والسبق إلى الله سبحانه إنما هو بالهمم وصدق الرغبة والعزيمة فيتقدم صاحب الهمة مع سكونه صاحب العمل الكثير بمراحل ، فإن ساواه في همته تقدم عليه بعمله”والتقوى خير, ولباسها لباس خير, وزادها أنفع الزاد, ويكفيها شرفاً أن أمر عباده بها فقال تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} الزمر: 10وفي أية أخرى قال سبحانه {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} البقرة:197, وفي ثالثة قال عز من قائل : {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} الأعراف : 26وهي وصية الله لنا ولمن قبلنا {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} النساء : 131.إذن فالتقوى : حساسيةٌ في الضمير ، وشفافيةٌ في الشعور ، وخشيةٌ مستمرة ، وحذرٌ دائم ، وتوق لأشواكِ الطريق ؛طريقِ الحياة الذي تتجاذبُه أشواكُ الرغائبِ والشهوات ، وأشواكُ المخاوفِ والهواجس ، وأشواكُ الفتنِ والموبقات ، وأشواكُ الرجاءِ الكاذب فيمن لا يملكُ إجابةَ الرجاء ، وأشواكُ الخوف الكاذب ممن لا يملكُ نفعاً ولا ضراً ، وعشراتٌ غيرُها من الأشواك .هذا هو مفهوم التقوى ..وهى التي سأل أميرُ المؤمنين عمرُ رضي الله عنه الصحابيَ الجليل ؛ أُبيَ بن كعب رضي الله عنه عن معنى التقوى ومفهومها ؟ فقال يا أمير المؤمنين : أما سلكت طريقا ذا شوك ؟ قال : بلى .. قال : فما صنعت ؟ قال : شمرتُ واجتهدت .. أي اجتهدتُ في توقي الشوك والابتعاد عنه ، قال أُبي: فذلك التقوى .وأخذ هذا المعنى ابنُ المعتز فقال :خلِّ الذُّنوبَ صَغِيرَها وكَبِيرَها فَهْوَ التُّقَىواصْنَعْ كماشٍ فَوْقَ أَرْ ضِ الشَّوْكِ يَحْذَرُ ما يَرَىلا تَحْقِرَنَّ صغيرةً إنَّ الجِبَالَ مِنَ الحَصَىفإذا لم تتضح لك بعد ..فاسمعي اختي إلى علي رضي الله عنه وهو يعبر عن التقوى بقوله : هي الخوفُ من الجليل ، والعملُ بالتنزيلُ ، والقناعةُ بالقليل ، والاستعدادُ ليوم الرحيل .وقال أبو الدرداء : تمامُ التقوى أنْ يتقي الله العبدُ ، حتّى يتقيَه مِنْ مثقال ذرَّة ، وحتّى يتركَ بعضَ ما يرى أنَّه حلال ، خشيةَ أنْ يكون حراماً ، حجاباً بينه وبينَ الحرام .وقال الحسنُ : مازالتِ التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام .وقال الثوري : إنما سُموا المتقين ؛ لأنَّهم اتَّقَوْا مالا يُتَّقىوقال عمر بنُ عبد العزيز : ليست التقوى قيامَ الليل ، وصِيام النهار ، والتخليطَ فيما بَيْنَ ذلك ، ولكن التقوى أداءُ ما افترض الله ، وترك ما حرَّم الله ، فإنْ كان مع ذلك عملٌ ، فهو خير إلى خير ، أو كما قال رضي الله تعالى عنه .وحاصل كلامهم يدلُّ على أنَّ اجتناب المحرمات – وإنْ قلَّتْ – فهي أفضلُ من الإكثار من نوافل الطاعات فإنَّ ذلك فرضٌ ، وهذا نفلٌ .وأصلُ التّقوى : اختي في الله :أنْ يجعل العبدُ بينَه وبينَ ما يخافُه ويحذره وقايةً تقيه منه ، فتقوى العبد لربه أنْ يجعل بينه وبينَ ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقايةً تقيه من ذلك وهو فعلُ طاعته واجتنابُ معاصيه .وتارة تُضافُ التقوى إلى اسم اللهِ عزوجل، كقوله تعالى : ” وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ “ المائدة : 96 ، وقوله : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ “ الحشر : 18 .، فإذا أضيفت التقوى إليه سبحانه، فالمعنى : اتقوا سخطه وغضبه ، وهو أعظم ما يتقى ، وعن ذلك ينشأ عقابه الدنيوي والأخروي ، قال تعالى : وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ آل عمران : 28وقال تعالى : هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ “ المدثر : 56 ، فهو سبحانه أهل أنْ يُخشى ويُهاب ويُجلَّ ويُعَظَّمَ في صدورِ عباده حتَّى يعبدوه ويُطيعوه ، لما يستحقُّه من الإجلالِ والإكرامِ ، وصفاتِ الكبرياءِ والعظمة وقوَّةِ البطش ، وشِدَّةِ البأس .وتارةً تُضافُ التقوى إلى عقاب الله وإلى مكانه ، كالنار ، أو إلى زمانه ، كيوم القيامة ، كما قال تعالى : ” وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ” آل عمران : 131 ، وقال تعالى : فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ البقرة : 24 . ، وقال تعالى : وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ البقرة : 281 ، وقال تعالى : وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ” وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئا ” البقرة : 281 .ويدخل في التقوى الكاملة فعلُ الواجبات ، وتركُ المحرمات والشبهات ، وربما دَخَلَ فيها بعد ذلك فعلُ المندوبات ، وتركُ المكروهات ، وهي أعلى درجات التقوى ، قال الله تعالى : الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ “ البقرة : 1 – 4.قال مُعاذُ بنُ جبل : يُنادى يوم القيامة : أين المتقون ؟ فيقومون في كَنَفٍ من الرحمان لا يحتجِبُ منهم ولا يستترُ ، قالوا له : مَنِ المتَّقون ؟ قال : قومٌ اتَّقوا الشِّركَ وعبادةَ الأوثان ، وأخلصوا للهِ بالعبادة .وقال عُمَر بن عبد العزيز : ليس تقوى الله بصيام النهار ، ولا بقيام الليل ، والتخليطِ فيما بَيْنَ ذلك ، ولكن تقوى اللهِ تركُ ما حرَّم الله ، وأداءُ ما افترضَ الله ،فمن رُزِقَ بعد ذلك خيراً ، فهو خيرٌ إلى خير .وقال طلقُ بنُ حبيب : التقوى أنْ تعملَ بطاعةِ الله ، على نورٍ من الله ، ترجو ثوابَ الله ، وأنْ تتركَ معصيةَ الله على نورٍ من الله تخافُ عقابَ الله .وعن أبي الدرداء قال : تمامُ التقوى أنْ يتقي اللهَ العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرَّةٍ ، حتى يتركَ بعضَ ما يرى أنَّه حلالٌ خشيةَ أنْ يكون حراماً ، فإنَّ الله قد بَيَّن للعباد الذي يُصيرهم إليه فقال : ” فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ” الزلزلة : 7 – 8 .فلا تحقرن شيئاً من الخير أنْ تفعله ، ولا شيئاً من الشرِّ أنْ تتقيه .وقال الحسنُ : ما زالت التقوى بالمتقين حتَّى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام .وقال الثوري : إنَّما سُمُّوا متقينَ ؛ لأنَّهم اتقوا ما لا يُتقى .وقال موسى بنُ أَعْيَن : المتقون تنـزَّهوا عن أشياء من الحلال مخافة أنْ يقعوا في الحرام ، فسماهم الله متقين .وقد سبق حديثُ : (( من اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرأ لِدينه وعِرْضِه..))الحديث .اخرجه الشيخانوقال ميمونُ بنُ مِهران : المُتَّقي أشدُّ محاسبةً لنفسه من الشريكِ الشحيحِ لِشريكه .وقال ابن مسعود في قوله تعالى :” اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ “ آل عمران : 102قال : أنْ يُطاع فلا يُعصى ، ويُذكر فلا ينسى ، وأن يُشكر فلا يُكفر ) ، وشكرُه يدخلُ فيه جميعُ فعل الطاعات .ومعنى ذكره فلا ينسى : ذكر العبد بقلبه لأوامر الله في حركاته وسكناته وكلماته فيمتثلها ، ولنواهيه في ذلك كله فيجتنبها .وذكر معروفٌ الكرخيُّ عن بكر بن خُنيسٍ ، قال : كيف يكون متقياً من لا يدري ما يَتَّقي ؟ ثُمَّ قالَ معروفٌ : إذا كنتَ لا تُحسنُ تتقي أكلتَ الربا ، وإذا كنتَ لا تُحسنُ تتقي لقيتكَ امرأةٌ فلم تَغُضَّ بصرك ، وإذا كنت لا تُحسن تتقي وضعتَ سيفك على عاتقك .. ثُمَّ قالَ معروف : ومجلسي هذا لعله كانَ ينبغي لنا أنْ نتَّقِيَهُ ، ثم قال : ومجيئكم معي من المسجد إلى هاهنا كان ينبغي لنا أنْ نتقيه ، أليس جاء في الحديث : (( إنَّه فتنة للمتبوع مذلةللتابع ؟ )) يعني : مشيُ الناس خلف الرجل .وفي الجملة ، فالتقوى : هي وصيةُ الله لجميع خلقه ، ووصيةُ رسول الله r لأمته ، وكان r إذا بَعَثَ أميراً على سَرِيَّةٍ أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ، وبمن معه من المسلمين خيراً..” الحديث اخرجه مسلم .ولما خطبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوداع يومَ النحر وصَّى الناس بتقوى الله وبالسمع والطاعة لأئمتهم .ولما وَعَظَ الناسَ ، وقالوا له : كأنَّها موعِظَةُ مودِّع فأوصنا ، قال :(( أُوصيكم بتقوى اللهِ والسَّمْعِ والطَّاعة ))اخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح .ولم يزل السَّلفُ الصالح يتَواصَوْنَ بها ، وكان أبو بكر الصديق t يقول في خطبته : أما بعد ، فإني أُوصيكم بتقوى الله ، وأنْ تُثنوا عليه بما هو أهلُه ، وأنْ تَخلِطُوا الرغبةَ بالرهبة ، وتجمعوا الإلحافَ بالمسألة ، فإنَّ الله عزوجل أثنى على زكريا وأهل بيته ، فقال : ” إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ الأنبياء : 90ولمَّا حضرته الوفاةُ ، وعهد إلى عمر ، دعاه ، فوصَّاهُ بوصيةٍ ، وأوَّلُ ما قالَ له : اتَّقِ الله يا عمر .وكتب عُمَرُ إلى ابنه عبد الله: أما بعدُ، فإني أُوصيك بتقوى الله عزوجل، فإنَّه من اتقاه وقاه، ومَنْ أقرضه جزاه، ومَنْ شكره زاده، فاجعل التقوى نصبَ عينيك وجلاء قلبك.واستعمل عليُّ بن أبي طالب رجلاً على سَريَّة ، فقال له : أُوصيك بتقوى الله الذي لابُدَّ لك من لقائه ، ولا منتهى لك دونَه ، وهو يَملِكُ الدنيا والآخرة .وكتب عُمَرُ بنُ عبد العزيز إلى رجلٍ : أُوصيك بتقوى الله عزوجل التي لا يقبلُغَيرَها ، ولا يَرْحَمُ إلاَّ أهلَها ، ولا يُثيبُ إلا عليها ، فإنَّ الواعظين بها كثير ، والعاملين بها قليل ، جعلنا الله وإيَّاك من المتقين .وقال رجل ليونس بن عُبيد: أوصني ، فقال : أُوصيك بتقوى الله والإحسّان ، فـ} إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ { النحل : 128.وكتب رجلٌ من السَّلف إلى أخٍ له : أوصيكَ بتقوى الله ، فإنّها أكرم ما أسررتَ ، وأزينُ ما أظهرتَ ، وأفضلُ ما ادَّخرتَ ، أعاننا الله وإيَّاكَ عليها ، وأوجب لنا ولك ثوابَها .وقال شعبة : كنتُ إذا أردتُ الخروجَ ، قلتُ للحكم : ألك حاجةٌ ، فقال أوصيك بما أوصى به النَّبيُّ r معاذَ بنَ جبل : (( اتَّقِ الله حيثُما كُنتَ ، وأتْبِعِ السَّيِّئة الحَسَنة تَمحُها ، وخَالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ )) ( حسن ) انظر حديث رقم : 97 في صحيح الجامع. وقد ثبت عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : أنَّه كان يقولُ في دعائه : (( اللَّهُمَّ إني أسألُك الهُدى والتُّقى والعِفَّةَ والغِنَى ))اخرجه مسلم.اختي في الله .هذه حقيقة التقوى ، وهذا مفهومها فأين نحن من هذه المعاني المشرقةِ المضيئة ؟ ..اين نحن من التقوى عندما يلهج لساننا بالوقوع في اعراض الناس وانتقاصهم وسوء الظن بهم والإساءة إليهم.؟!!أين نحن من التقوى عندما تضيع منا اوقاتاً كثيرة فيما لا ينفع في دين أو دنيا؟!أين نحن من التقوى و نحن نلتمس عثرات غيرنا ونغفل عن إصلاح عيوبنا.أين نحن من التقوى عندما نستكثر طاعتنا ونمن بها وقد أصبغ الله علينا نعمه ظاهرة وباطنة .لقد كان المجتمعُ الإسلاميُ الأول مضربَ المثل في نزاهتهِ ، وعظمةِ أخلاقه ، وتسابقِ أفرادهِ إلى مرضاةِ ربهمِ جل جلاله ، وتقدست أسماؤه ، وكانت التقوى سمةً بارزة في محيا ذلكِ الجيلِ العظيم الذي سادَ الدنيا بشجاعتهِ وجهاده ،وسارت بأخلاقهِ وفضائلهِ الركبان مشرقاً ومغرباً ، فقد كان إمام المتقين عليه الصلاة والسلام قمةً في تقواه وورعهِ ، وشدةِ خوفهِ من ربهِ العظيمِ الجليل ، فكان يقومُ الليل يصلي ويتهجد حتى تفطرتْ قدماه الشريفتان ، وكان يُسمعُ لصدره أزيزٌ كأزيزِ المرجل من النشيجِ والبكاء ، وهو الذي غُفر له ذنبه ما تقدم وما تأخر .وأما صحبهُ المبجل ، وخليفته العظيم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فكان يقول : يا ليتني كنت شجرةً تعضدُ ثم تؤكل !! وكان له خادمٌ يأتيه بالطعام ، وكان من عادةِ الصديق أن يسأله في كل مرة عن مصدرِ الطعام ؛ تحرزاً من الحرام !! فجاءه خادمُه مرةً بطعامه ، فنسي أن يسألَه كعادته فلما أكلَ منه لقمة قال له خادمُه : لمَ لم تسألني – يا خليفةَ رسولِ الله – كسؤالكِ في كلِ مرة ؟ قال أبو بكر : فمن أين الطعامُ يا غلام ؟ قال : دَفعه إليَّ أناسٌ كنتُ أحسنتُ إليهم في الجاهلية بكهانةٍ صنعتُها لهم ، وهنا ارتعدتْ فرائصُ الصديق ، وأدخلَ يده في فمــه ، وقاء كلَّ ما في بطنهِ وقال : “واللهِ لو لم تخرجْ تلك اللقمة إلا مع نفسي لأخرجتها” ، كل ذلك من شدةِ خوفه وتقواه وتورعهِ عن الحرام ،وأما خوفُ عمر رضي الله عنه وشدةِ تقواه فعجبٌ من العجب ، سمع قارئاً يقرأُ قولَه تعالى: { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً } [الطور:13] فمرض ثلاثاً يعـودهُ الناس . بل إنه قرأ مرةً قولَه تعالى:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } [الصافات:24] فمرض شهراً يعودُه الناسُ مريضاً .وأما عليٌ رضي الله عنه فكان يقبض لحيته في ظلمة الليل ويقول : يا دنيا غُري غيري أليَّ تزينتِ أم إليَّ تشوقتِ طلقتك ثلاثاً لا رجعةَ فيهن زادُك قليل وعمرُك قصير ، وخرج ابن مسعود مرة في جماعة فقال لهم ألكم حاجة ؟! قالوا : لا ؛ ولكن حبُ المسيرِ معك !! قال : اذهبوا فإنه ذلٌ للتابع ، وفتنةٌ للمتبوع .وهاهو هارون الرشيد الخليفةُ العباسيُ العظيم الذي أذلَّ القياصرة وكسرَ الأكاسرة والذي بلغت مملكته أقاصي البلاد شرقاً وغرباً يخرج يوما في موكبهِ وأبهته فيقول له يهودي: “يا أمير المؤمنين : اتق الله” !! فينـزل هارونُ من مَركبه ويسجدُ على الأرض للهِ ربِ العالمين في تواضعٍ وخشوع ، ثم يأمرُ باليهودي ويقضي له حاجته ، فلما قيل له في ذلك !! قال : لما سمعت مقولتَه تذكـرتُ قولَه تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ }[البقرة:206] فخشيت أن أكون ذلك الرجل ، الله اكبر اختاهكم من الناس اليوم من إذا قيل له اتق الله احــمرتْ عيناه ، وانتفختْ أوداجه ، غضباً وغروراً بشأنه ؟! قال ابن مسعود رضي الله عنه : كفى بالمرء إثماً أن يقال له: اتق الله فيقول:عليك نفسَك !! مثلكُ ينصحنُي !!إذن فيوم عُمرت قلوبُ السلفِ بالتقوى ، جمعهم اللهُ بعد فرقة ، وأعزهم بعد ذلة ، وفُتحت لهم البلاد ومُصرت لهم الأمصار كل ذلك تحقيقا لـموعودِ الله تعالى : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأعراف:96]فليكن اخت الإسلام .. هذا الشهر بداية للباس التقوى ؛ ولباس التقوى خير لباس لو كانوا يعلمون…قال تعالى:” وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ…” {(26) الأعراف}وقال تعالى:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ } [القمر:54-55].*وصدق من قال:إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى ** تجرد عُريانا وإن كان كاسياوخيرُ خصال المـرءِ طـاعةُ ربه *** ولا خيرَ فيمن كان لله عاصياو لا شك اختي الصائمة .. أن الصوم الذي هذه آثاره لا ينتفع به صاحبه و لا يفيده؛ فإن الصوم الصحيح يجادل عن صاحبه و يشهد له يوم القيامة و يشفع له عند الله(وفى الحديث:الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أي رب إني منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعني فيه يقول القرآن : رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان )قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3882 في صحيح الجامع .، فإن لم يحفظ العبد صيامه لم يستفد منه و لم يؤجر عليه.يقول بعضهم:إذا لم يكن في السمع مني تصــاونوفي بصري غضٌّ وفي منطقي صمتُفحظي إذاً من صومي الجوع و الظمأو إن قلتُ: إني صمتُ يومي فما صمتُفلا بد أن يكون على الصائم آثار الصيام، كما روي عن جابر رضي الله عنه أنه قال: “إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و لسانك عن الغيبة و النميمة، و دع أذى الجار، و ليكن عليك سكينة و وقار، و لا تجعل يوم صومك و يوم فطرك سواء”.* و بالجملة فالصوم الصحيح يدعو صاحبه إلى ترك المحرمات،فإن المعصية إذا سولت للإنسان نفسه أن يقترفها رجع إلى نفسه، و فكّر و قدر و نظر و اعتبر، و قال مخاطباً نفسه: كيف أقدم على معصية الله و أنا في قبضته و تحت سلطانه، و خيره عليَّ نازل، و أنا أتقرب إليه بهذه العبادة؟فلو تأملنااختي في الله بوعي وإدراك أن شهر رمضان تصفد فيه مردة الشياطين . فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه في غير رمضان ، و تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، وأن لله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار ، وأن في رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ،لو تأملنا بحق وعزمنا بصدق على اغتنام ذلك الشهر لوجدنا انفسنا مسارعين إلى الخيرات ، متنافسين في القربات ، هاجرين للموبقات ،تاركين للشهوات….متخذين من رمضان فرصة للتقوى:وليكن حالنا فيه حال من يقول:رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح *** هــذا أوانُ تبتلٍ وصـــلاحواغنم ثوابَ صيامه وقيامه *** تسعد بخيرٍ دائمٍ وفـــــلاحنعم فرمضان فرصة للتقوى: .. ليصبح العبد من المتقين الأخيار ، ومن الصالحين الأبرار .وخلاصة القول : ان للصوم حكم وغايات سامية وبيان ذلك: أن النفس إذا امتنعت عن الحلال طمعا في مرضاة الله تعالى وخوفا من عقابه فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام.· وأن الإنسان إذا جاع بطنه اندفع جوع كثير من حواسه، فإذا شبع بطنه جاع لسانه وعينه ويده وفرجه، فالصيام يؤدي إلى قهر الشيطان وكسر الشهوة وحفظ الجوارح.· وأن الصائم إذا ذاق ألم الجوع أحس بحال الفقراء فرحمهم وأعطاهم ما يسدّ جوعتهم، إذ ليس الخبر كالمعاينة، ولا يعلم الراكب مشقة الراجل إلا إذا ترجّل.· وأن الصيام يربي الإرادة على اجتناب الهوى والبعد عن المعاصي، إذ فيه قهر للطبع وفطم للنفس عن مألوفاتها. وفيه كذلك اعتياد النظام ودقة المواعيد مما يعالج فوضى الكثيرين لو عقلوا.· وفي الصيام إعلان لمبدأ وحدة المسلمين، فتصوم الأمة وتُفطر في شهر واحد.· وفيه فرصة عظيمة للدعاة إلى الله سبحانه فهذه أفئدة الناس تهوي إلى المساجد ومنهم من يدخله لأول مرة ومنهم من لم يدخله منذ زمن بعيد وهم في حال رقّة نادرة، فلا بدّ من انتهاز الفرصة بالمواعظ المرقِّقة والدروس المناسبة والكلمات النافعة مع التعاون على البرّ والتقوى. وعلى الداعية أن لا ينشغل بالآخرين كليّا وينسى نفسه فيكون كالفتيلة تضيء للناس وتُحرق نفسها.فأوصيك اختي المسلمة أن تقيسي نفسك، وتنظري مدى تأثرك بهذه العبادة، فإذا رأيت نفسك قد ألفتها، و قد أحبتها، و انك قد استفادت منها فائدة مستمرة في ليلك و نهارك، و في شهرك ودهرك، فإن ذلك دليل على حسن آثاره عليك ، و إذا لم تتأثري به، ولم يظهر أثاره عليك ورجعت بعد رمضان إلى تفريطك و وتقصيرك وعصيانك لربك وظلمك لنفسك خسرت تجارتك في هذا الموسم ولم يكن رمضان لك فرصة للتقوى التي هي خير زادك كما قال تعالى ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى” فكيف تقطعي طريقك بغير راحلة وتصلي لمرادك بغير زاد.لقد كان السلف رحمهم الله يهتمون اهتماماً كبيراً في قبول صيامهم؛ فقد اشتهر عنهم أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يقبله منهم. يحرصون على العمل فيعملونه، فإذا ما عملوه و أتموه، وقع عليهم الهمّ ،هل قبل منهم أو لم يقبل منهم؟و رأى بعضهم قوماً يضحكون في يوم عيد، فقال: إن كان هؤلاء من المقبولين، فما هذا فعل الشاكرين، و إن كانوا من المردودين، فما هذا فعل الخائفين.اختي في الله .. إن للمعاصي آثار بليغة في قسوة القلوب ! ورمضان شهر التجليات .. وموسم القلوب الرقـيقة .. فـإذا لم تعـد لك أخيتي قلباً رقيقاً خالياً من أدران المعاصي…لعلك لاتدركي فيه التقوى ومن لايدركها فى رمضان فلعله لايدركها والله المستعان.أخيتي: لا تجعلي أيام رمضان كأيامك العادية ! بل فلتجعلها غرة بيضاء في جبين أيام عمرك !أخيتي: احرصي على نظافة صومك .. كحرصك على نظافة ثوبك . فاجتنبي اللغو ، والفحش ، ورذائل الأخلاق .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ليس الصيام من الأكل والشرب ! إنما الصيام من اللغو والرفث! فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل:إني صائم” رواه ابن خزيمة والحاكم/ صحيح الترغيب:1068فلا تكوني أخيتي من أولئك الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : “رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ! ورب قائم حظه من قيامه السهر!” رواه الطبراني/ صحيح الترغيب: 1070أخيتي: اجعلي من صومك مدرسة تهذبين فيها نفسك تنقين فيها قلبك.. حتى إذا انقضى رمضان أحسست بالنتيجة الطيبة لصومك .. وكنت من المنتفعات بهذا الشهر المبارك ..قال الحسن البصري (رحمه الله) : ” إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته ، فسبق قوم ففازوا ،وتخلف آخرون فخابوا ! فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ! ويخسر فيه المبطلون” !أخيتي: قليل أولئك الذين يهيأون أنفسهم قبل رمضان لتستقبل تلك الأيام المباركة راغبة راهبة…فكوني من هذا الركب القليل !أخيتي: قبل أن أختم حديثي ، فلتسألي الله معي أن يطوي لنا الأيام حتى ندرك رمضان .. وأن يجعلنا من المرحومين بصيامه ..أخيتي: رزقني الله وإياك صدق الصائمين .. وإقبال القائمين .. وخصال المتقين .. وحشرني وإياك يوم النشور في زمرة المنعمين .. وبلغني الله وإياك برحمته ورضوانه درجات المقربين .. وحمداً لله تعالى دائماً بلا نقصان .. وصلاة وسلاماً على النبي وآله وأصحابه وأتباعهم بإحسان …والحمد لله رب العالمين. وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. والى لقاء بمشيئة الله تعالى مع المحاضرة الثالثة ” رمضان شهر القرآن”
| |
|
المشتاقة للقاء ربها مديرة قسم العلوم الإسلاميه
عدد الرسائل : 8706 العمل/الترفيه : طالبة جامعية.ادعولي بالتوفيق المزاج : الحمـدلله الاوسمه : تاريخ التسجيل : 21/07/2008
مذكرة رحيل رحيل: اسرتي وملتقانا رحيل
| موضوع: رد: سلسلة كوني داعية في رمضان (محاضرات نسائية رمضانية) (2)متجدد الجمعة 2 يوليو - 17:59 | |
| ربنا يباركلك اختي ..وفقكِ الله لكل خير واللهم بلغنا رمضـــــــــــان | |
|
القلب الطيب مديرة العلاقات العامه والمتابعه
عدد الرسائل : 18577 الاوسمه : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
| موضوع: رد: سلسلة كوني داعية في رمضان (محاضرات نسائية رمضانية) (2)متجدد الجمعة 2 يوليو - 22:01 | |
| ربنا يعزك غاليتى اللهم بلغنا رمضااااااااااااان | |
|