حمل الخبراء، سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم وأعضاء المجلس مسؤولية الفشل المتتالى فى العديد من الملفات، خصوصاً أحداث مباراة مصر والجزائر فى كأس العالم، وأكدوا رفضهم مبررات الجبلاية للإخفاق، كما استنكروا حالة الفرح التى انتابتهم بعد العقوبة المخففة من لجنة الانضباط بالفيفا.
طالب عصام عبدالمنعم، رئيس اتحاد الكرة الأسبق، مجلس إدارة الاتحاد الحالى بالتحلى بالشجاعة الأدبية، والتقدم بالاستقالة، والتنحى عن مهامه بعد فشله الذريع فى التعامل مع ملف مباراة مصر والجزائر منذ بدء الأزمة، وعدم الاعتراف بالخطأ فى قيام بعض المشجعين بالاعتداء على أتوبيس الجزائر بالطوب، وهو ما أشعل فتيل الأزمة. وقال: كان الأولى بهم الاعتراف بالخطأ بشجاعة والاعتذار عنه، واحتواء الأزمة من البداية.
وأضاف عصام عبدالمنعم: لقد نجح روراوة فيما فشل فيه زاهر، فبمجرد الاعتداء على الأتوبيس تمسك بحضور المراقبين لإثبات الواقعة، وتم توثيقها بواسطة «سى دى»، مصور، وإرسال الشكوى إلى الفيفا قبل أن تمر ٤٨ ساعة على حدوثها، عكس ما فعل سمير زاهر فى أحداث أم درمان.
وقال عبدالمنعم: جوزيف بلاتر أكد فى وقت سابق أنه رفض تسلم ملف مصر فى أحداث أم درمان لأن الوفد المصرى قدم الملف بعد نحو شهر من الواقعة وليس بعد ٤٨ ساعة فى الموعد المحدد، وهو خطأ إدارى يتحمله مجلس الإدارة.
وأعرب اللواء حرب الدهشورى، رئيس اتحاد الكرة الأسبق، عن استيائه الشديد من محاولة خداع مسؤولى اتحاد الكرة للرأى العام، واحتفالهم بتوقيع عقوبات وصفوها بـ«المخففة» على مصر فى محاولة لإخفاء فشلهم فى إدارة الأزمة منذ بدايتها، حينما رفضوا الاعتراف بقيام بعض الصبية بالتعدى على أتوبيس الجزائر وهو فى طريقه من المطار إلى الفندق، واتهام الجزائريين بتحطيم الأتوبيس من الداخل،
وهو الأمر الذى أشعل الفتنة، وكان يجب على زاهر وأعضاء الاتحاد احتواء الأزمة بالتوجه إلى مقر بعثة الجزائر والاعتذار لهم، وإنهاء حالة الاحتقان التى تفاقمت حتى اشتعلت الأزمة بين البلدين الشقيقين اللذين لهما تاريخ طويل فى الكفاح المشترك ضد الاحتلال.
وأبدى حرب أسفه لرفض الفيفا بحث ملف أحداث أم درمان لعدم تقديمه فى الوقت الذى تنص عليه اللوائح بعد ٤٨ ساعة، وانتقد حرب سياسة «المسكنات» التى يتبعها اتحاد الكرة عند الأزمات بإطلاق تصريحات نارية للتأكيد على قوة موقف مصر، وفى النهاية يصاب الجميع بالإحباط عندما تنكشف الحقيقة، والمدهش أن مسؤولى الجبلاية يحتفلون بفشلهم بدعوى أن العقوبة مخففة، وهذا أمر مخجل.
وأضاف حرب: لابد أن يعرف مجلس الجبلاية جيداً أن كرة القدم لا تقتصر على المستطيل الأخضر، وإنما لها أبعاد سياسية، ولابد من حسن الإدارة والتنسيق مع مختلف الجهات، ورفض حرب التعليق على ما يحدث من انشقاق وانقسام داخل اتحاد الكرة، واستقبال هانى أبوريدة للجزائرى روراوة والعمل لمصالحه الشخصية، واكتفى بالقول بأن الأيام القليلة المقبلة ستكشف العديد من الحقائق والمفاجآت فى الجبلاية.
من جانبه أكد أحمد شوبير، نائب رئيس اتحاد الكرة السابق، أن عدم تعامل اتحاد الكرة باحترافية مع ملف مباراة الجزائر وراء قرار لجنة الانضباط بإدانة مصر.
وقال إن المسؤولين عن الملف لم يتعاملوا معه باحترافية كافية، ولم يقدموا ما يدعم موقفنا ضد الجزائر، لذلك جاءت القرارات ضدنا، مشيراً إلى أن اتحاد الكرة كان يجب عليه طلب دمج ملف أحداث أم درمان مع ملف الجزائر عن أحداث القاهرة، ولو حدث ذلك لما أدان الفيفا مصر بهذا الشكل غير اللائق.
واعتبر شوبير عدم إرفاق مسؤولى الجبلاية الأدلة الكافية ضد الجزائر، وعدم الاهتمام بالملف المصرى بالشكل المناسب يعكسان عدم الذكاء وقلة الخبرة فى التعامل مع الأزمة بخلاف مسؤولى الجزائر الذين استعدوا للمعركة قبل بدايتها بدليل اصطحابهم لممثلى وكالات الأنباء الدولية فى رحلتهم إلى القاهرة فى المباراة الأولى، واستنادهم إلى تقاريرهم فى شكواهم، الأمر الذى دعم موقفهم لدى الفيفا، وقال إن ملف مصر افتقد شهوداً أقوياء فى أحداث السودان.
وانتقد شوبير الذين يتغنون بالعقوبة المخففة، وقال: إن هؤلاء نسوا أو تناسوا أن مجرد اتخاذ قرار ضد مصر فى حد ذاته يعد كارثة بكل المقاييس، وقال إن العقلاء لم ولن يرضوا بهذه الإدانة التى تعتبر فى حقيقتها خطأ جسيماً فى حق مصر وجمهورها، يتحمل اتحاد الكرة مسؤوليته كاملة، وكذلك القائمون على ملف مصر الذى وصفه بـ«الهش».
وشدد شوبير على ضرورة استفادة اتحاد الكرة من الأخطاء المتكررة وعدم الوقوع فيها مرة أخرى، وتطبيق نظام احترافى قائم على التفكير العلمى فى مواجهة الأزمات المقبلة. وقال: ببساطة شديدة نحن الذين أعطينا الجزائر فرصة ذهبية للانتصار علينا فى هذه القضية بعدم توثيقنا للأحداث المؤسفة التى تعرضت لها البعثة فى أم درمان، التى لو أحسن مسؤولو الجبلاية استغلالها لتغير الموقف تماماً لصالحنا، خصوصاً أننا كجماهير مصرية ومسؤولين تحملنا ما لم يتحمله أحد فى هذه الأحداث.
وكشف شوبير النقاب عن أن البطل الحقيقى فى هذه الأزمة والجندى المجهول الذى تغافله الجميع هو الأمن المصرى الذى تحمل المسؤولية كاملة فى مباراة القاهرة يوم ١٤ نوفمبر، وقال: هناك حقيقة غائبة، وأنا شخصياً شاهد عيان عليها، هى أن الأمن راهن على نجاحه فى مهمة صعبة للغاية فى هذه المباراة التى كان من الممكن جداً عدم إقامتها لولا حنكة وخبرة ونجاح الأمن المصرى فى تأمين المباراة والخروج بها إلى بر الأمان رغم حماس وعصبية الجماهير فى الجانبين.
وأضاف: كنت أتمنى أن يستفيد اتحاد الكرة من طريقة عمل رجال الأمن ووزارة الداخلية فى الأزمة الأولى، وأن يتعامل مع القضية بنفس الأسلوب والذكاء فى التعامل مع الآخر، والاستعداد جيداً قبل الإقدام على الشكوى أو تصعيد الملف للفيفا.
وأيد نائب رئيس اتحاد الكرة السابق طلب زاهر بتأمين فريقى الأهلى والإسماعيلى فى الجزائر والحصول على ضمانات كافية لتأمين البعثات المصرية هناك، خصوصاً أن منتخب الجزائر لكرة اليد حضر إلى مصر وتم استقباله على أفضل ما يكون.
فيما أكد سيد جوهر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب، أنه سيمهل اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر الفرصة للاستئناف لدى الفيفا، وانتظار ما سيسفر عنه التظلم.
ووجه جوهر اللوم لمسؤولى الجبلاية لعدم إلمامهم باللوائح والقوانين والأعراف الدولية وفشلهم فى إقناع الفيفا بالملف، وذلك رغم الاستعانة بمحامين أوروبيين لم يضيفوا أى جديد.
وأكد أنه بصفته رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب يتابع عن كثب تطورات الموقف مع المسؤولين باتحاد الكرة أولاً بأول للوصول إلى الحقيقة كاملة، ومعرفة المقصرين فى حق البلد، مشيراً إلى أنه لن يتنازل عن استعادة هيبة الكرة المصرية وإدانة المقصرين.
وقال: الملف المصرى اتسم بالضعف لعدم تدعيمه بالأدلة والمستندات المطلوبة لإثبات حقنا، خصوصاً فى الأحداث المؤسفة التى تعرضنا لها فى السودان.
واستنكر ما ردده مسؤولو الجبلاية من قبل بأن القرار سيكون لصالح مصر، وقال: للأسف اتضح أنهم كانوا يخدعون الرأى العام، ولابد من اتخاذ موقف حيالهم.