غزة-
من هبة الإفرنجي - عقدت جامعة الأقصى في غزة ندوة حوارية بعنوان "حرية الصحافة بين المسؤولية والالتزام" بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، بحضور القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور سلام الأغا، وعميد كلية الإعلام بالجامعة الدكتور أحمد حماد، والصحافي مصطفى الصواف، والمحاضر بكلية الإعلام في الجامعة الدكتور ماجد تربان، ومن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان جميل سرحان، ونخبة من طلبة كلية الإعلام بالجامعة.
وأكد الدكتور الأغا على أهمية الصحافة والتي تعتبر السلطة الرابعة في كل البلاد، والتي يجب أن تكفل لهال الحرية في طرحها لمواضيعها المتنوعة، منوها أن الصحافة كانت ولا زالت هدف البشرية، مؤكدا أنه لا مجال للإبداع بدون حرية و قيمة للتقدم دون تحقيق الحرية.
ولفت إلى أن الصحافة تكشف النقص المتفشي في المجتمع وتعمل على تكملته، وعلى الرغم من أهميتها التي تحتلها إلى أنها لا يعني أنها مطلقة.
وشدد على ضرورة دعم الصحافة وخاصة الكاميرا التي تعد بحسب الآغا: "صغيرة في حجمها وعملاقة في أدائها المميز، فقد نقلت الصورة البشعة للعدوان الهمجي على قطاع غزة، وهي التي فضحت تلك الممارسات العدوانية لتلك التي تدعي حرية الصحافة وأم الحضارة ".
وطالب الصحافة بضرورة وأهمية استمراريتها في نقل الصورة الحقيقية، من أجل الرقي والوصول لأعلى مستويات التميز.
من جانبه، تحدث الدكتور أحمد حماد عن أهمية دور الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني في حماية حريات الصحافة، مؤكدا أنه "هناك العديد من المفاهيم المغيبة نتيجة ممارسات وعادات نمارسها والتي تعتمد على اتخاذ الحق باليد".
وأضاف: "على مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب دور كبير في التأثير على أعضاءها في توعيتهم ونشر مبادئ الديمقراطية وتعريفهم بواجباتهم، وعدم استخدام الأسلحة النارية في التجمعات السلمية والتي هي بالأساس للتعبير عن هدف ما ورأي ما".
وشدد حماد على أنه من باب أولى التحدث هنا عن عدم التعرض للصحفيين باليد، لافتا إلى الواجب الملقى على عاتق المؤسسات الإعلامية في الضفة الغربية وغزة من خلال توعية ونشر المفاهيم والعادات الصحيحة، واحترام التعدد والاختلاف وحكم القانون عن طريق إعداد برامج لهذه الأمور.
وتطرق لدور وسائل الإعلام في الاستخدام السيئ، خلال الأعوام السابقة للإذاعات المحلية وخاصة الحزبية، في إذكاء روح الفتنة من أبناء الشعب الواحد، وفي التأثير المباشر في سلوك الفرد وبالتحديد في قطاع غزة.
وأوضح أنه في المجتمع المدني يقع الدور الكبير على نقابة الصحفيين المغيب في توعية الصحفيين بمعرفة واجباتهم الأساسية وحقوقهم .
بدوره، أشاد الصواف بأهمية الصحافة قائلا: "أتمنى في هذا اليوم والحريات متاحة للجميع حتى يستطيع كل صحفي وكاتب أن يعبر بشيء من الحرية التامة والإبداع عن ما يجول في خاطره".
وأكد على أن الحرية المطلقة هي فوضى لذلك لابد أن تكون الصحافة منظمة، لافتا إلى أنه على الرغم من أنه الحريات في فلسطين مفقودة، إلا أنها لا بد لكل صحفي أن ينتزع حقه، فالحريات بحسب الصواف: "لا تمنح على طبق من ذهب، ولكنها تنتزع، فأغنى دول العالم لا يوجد بها حرية ولكن العاملين في مجال الصحافة دائما هم في صراع وذلك للوصول إلى مبتغاهم".
وأكد الصواف على أن الصحفي الفلسطيني له دور كبير ولا يزال على عاتقه مسؤوليات كبيرة يجب القيام بها، واستطاع أن يحقق في الأيام الماضية شيء ما فهناك الشهداء وهناك المطلوبين، والمعتقلين.
وعن مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة قال الصواف: " الحالة التي نعيشها في غزة من انقسام واضطرابات سياسية وكل منهم في اتجاه يظن أنه الصواب.. على الصحفي أن يخرج من دائرة التوجهات السياسية والإتباع".
وطالب بضرورة أن يكون هناك دائرة للحيادية في إعلامنا بعيدة عن التأطير الحزبي، والذي تعد فيه الحيادية مفقودة.
ووصف قطاع غزة بالمنطقة الساخنة التي تصنع الحدث الأمر الذي يؤثر على الصحفيين، مضيفا: "المهمة شاقة وفيها الكثير من العقبات لأن السياسة والتنظيمات تدرك أهمية الإعلام في التأثير على الرأي العام لذلك يجب أن تتسلح بالثقافة والعلم".
وفي ذات السياق، عبر المحاضر ماجد تربان عن امتعاضه من الممارسات القمعية التي تمارسها البلاد ضد الصحافة، مؤكدا أن واقع العمل الصحفي مرير ويدخل القتل وفرض الضرائب والتخوين والاتهام بالعمالة حيزه.
ونوه إلى أن الحرية هي مكسب ولا بد من النضال من أجلها ، فمن حق الجماهير في المعرفة.
من جهته، أكد الحقوقي جميل سرحان أن يوم الصحافة هو تذكير بالحرية، وأن القانون الأساسي الفلسطيني كفل هذه الحرية من خلال مادته 19 والمادة27 .
وأضاف: "السلطة ملتزمة في تقديم التسهيلات في ظل تواجد العقبات والواقع الفلسطيني يقول، لا نريد منكم التسهيلات ولكن ارفعوا العقبات".
وحمل سرحان ما يحدث للصحفيين في كلا من الضفة الغربية وغزة للحكومتين، واصفا إياها بأنها تعتبر وصمة عار في تاريخهما.
وعن ضحايا الصحافة قال: "في بلادنا يعتبر الصحفي هو أكثر الضحايا فهو ضحية جاهزة ضعيفة، خاصة في ظل عدم احترام قرارات المحاكم اتجاه الإفراج عن الصحافيين".
واستعرض مجموعة من التقارير التي تشير إلى انخفاض نسبة التعرض للصحفيين في عام 2009 مقارن في عام 2008 حيث أنه تم احتجاز 35 صحفي وأكثر من 90 في المئة منهم من الضفة الغربية، مشيرا إلى أنه ووفق إفادات بعضهم مورس بحقهم التعذيب والضرب والشبح، مؤكدا أنه تم عرض جزء كبير منهم للقضاء العسكري غير العادل.
ودعا إلى ضرورة أن تتوقف الأجهزة الفلسطينية جميعها في كل من غزة والضفة عن تقييد الحرية خاصة على من يرسلون صوت الفلسطينيين.
وطالب الصحفيين بأن يلتزموا بالميثاق الشرفي، مشددا على أهمية ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان ونشر وتعميم حرية الرأي والتعبير لدي جميع أطياف الفلسطينيين.