قال الداعية الإسلامى الدكتور وجدى غنيم، الذى خرج من مصر بحكم قضائى لأداء فريضة الحج عام ٢٠٠١، إنه ليس ممنوعاً من دخول مصر، لكنه هو الذى لا يريد العودة إلى ما سماه «وطن ملىء بالسجون والمعتقلات والمحاكم العسكرية»، كما لا يريد العودة لحياة الذل والقهر والمهانة، معتبراً أن الحياة فى المنفى أفضل من البقاء فى مصر، مشيراً إلى أن الشىء الوحيد الذى يربطه بمصر هو جماعة الإخوان المسلمين، موضحاً أنه دخل السجن فى مصر ٨ مرات، كما تم منعه من السفر نفس عدد المرات،
مشيراً إلى أن الدعاة عاشوا القهر والظلم فى عصرى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحسنى مبارك، بينما كانوا أفضل فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات. وانتقد غنيم الذى يعيش فى اليمن، الوضع الحالى فى مصر، التى لا يتمتع مواطنوها إلا بحرية الطعام، والشراب، والإنجاب، واتهمهم بأنهم يفكرون بأقدامهم، وليس بعقولهم، ويرى أن المستقبل فى مصر مظلم بسبب سياسات النظام الحاكم،
ووصف الأزهر بأنه تحول إلى مؤسسة سياسية تصدر الفتاوى حسب طلب الحكومة، بينما يرى أن الإخوان المسلمين جماعة متماسكة، وموقفها واضح من توريث الحكم، ولن تنكمش فى عهد مرشدها الجديد الدكتور محمد بديع، معتبراً أنه خدم الإسلام فى أمريكا أكثر من بلده، لكنه ترك واشنطن خوفاً من اعتقاله فى معتقل جوانتانامو، متهماً ٣ أعضاء فى مجلس الأمة الكويتى بالوشاية ضده فى البحرين فتم ترحيله منها، وإلى نص الحوار:
■ كيف خرجت من مصر، ولماذا، وهل مازلت ممنوعاً من دخولها خاصة بعد أن شملك قرار النائب العام بإحالتك و٤ آخرين إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، لمحاكمتكم بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين؟
- خرجت من مصر عام ٢٠٠١ على أننى ذاهب إلى الحج، حيث كنت قبلها ممنوعاً من السفر، وقد منعتنى السلطات من السفر ٨ مرات، وفى كل مرة كنت أعود من المطار، فأقمت دعوى قضائية، حكم فيها لصالحى، لكن السلطات رفضت أيضاً ومنعوا خروجى من المطار، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الدولة لا تحترم القضاء ولا أحكامه، وأيضاً لا تحترم القوانين، فأقمت دعوى أخرى، انتهت لصالحى أيضاً، وتزامن صدور هذا الحكم مع وقت فريضة الحج، فقلت فرصة أذهب إلى الحج، والحمد لله تمكنت من السفر فى ذلك الوقت،
وفى إحدى المرات التى منعونى فيها من السفر سألت ضابط الجوازات، لو كنت راقصاً فى الفرقة القومية هل كنتم ستمنعوننى من السفر، فقال لا، وأنا لست ممنوعاً من دخول مصر، لكننى لا أريد الرجوع إليها، فأنا لا يربطنى بمصر إلا إخوانى فى الله أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين تربيت بينهم، فلماذا أعود، هل أعود للذل والقهر، والسجون، والمعتقلات، لا أريد العودة إلى مصر ولا العيش فيها، ولا حتى أريد أن أدفن فيها بعد وفاتى،
أما بخصوص تهمة إمداد قيادات الإخوان المسلمين بأموال من الخارج لاستخدامها فى تدعيم أنشطة الجماعة الخيرية، فإننى فقير إلى الله ولا أمتلك إلا مبلغا صغيرا يكفى لمتطلبات أسرتى، «واللى عايز يعرف حساباتى ييجى يشوفها»، كما أنه ليس هناك نيابة أمن دولة عليا، لأن مصر تحكم منذ ١٩٨١ بقانون الطوارئ، وأقسم بالله أن القائمين على التحقيق من أعضاء نيابة أمن الدولة يعلمون أننى برىء، وسبق أن وجهوا إلىّ إعاقة مؤسسات الدولة وتكدير النظام العام للبلاد والتحريض على الانقلاب، وكنت أضحك عندما أسمعها.
■ وجهت إليك اتهامات بخصوص علاقتك بالتنظيم الدولى للإخوان المسلمين.. فماذا عن هذه القضية؟
- هذه قضية ملفقة ومزورة، السلطات المصرية اتهمتنى مع جماعة من الإخوان المسلمين بأننا أعضاء فيما يسمى «التنظيم الدولى للإخوان»، فإذا كان جمع الأموال لمساعدة إخواننا الفلسطينيين المحاصرين فى غزة تهمة، فأهلاً بهذه التهمة، فأنا فعلاً جمعت بعض الأموال لمساعدة إخواننا المحاصرين، وسأجمع لهم مبالغ أخرى فى المستقبل، فأنا لست أقل من عضو مجلس العموم البريطانى جورج جالاوى الذى يجمع أموالاً لمساعدة الفلسطينيين، وشرف لى أن أكون عضواً فى جماعة الإخوان المسلمين الموجودة فى أكثر من ٦٠ دولة، ولها ٨٨ نائباً فى البرلمان بدلاً من أكون عضواً فى جماعة «الراقصين»، فالإخوان هم جماعة الفهم الصحيح للإسلام، وعموماً الاضطهاد والتشريد والاتهامات بالباطل ليست غريبة على النظام وأجهزته الأمنية التى اتهمتنى بهذه التهمة لأنى ظهرت وأنا أرتدى زياً عسكرياً أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة العام الماضى، وطالبت عبر وسائل الإعلام بفتح باب الجهاد ضد إسرائيل لى ولغيرى.
■ تعيش الآن فى اليمن بعد أن تنقلت بين أمريكا وجنوب أفريقيا وقطر والبحرين، ما أسباب هذا الترحال الدائم؟
- بعد خروجى من مصر عام ٢٠٠١ تجولت كتيراً، وذهبت إلى قطر، ثم البحرين، ثم الإمارات، بعدها عرض على بعض الإخوة الانتقال للإقامة فى أمريكا، وقالوا لى «كفاية سجن ومعتقلات فى مصر، يكفيك أنك سجنت ٨ مرات، ومنعت من السفر ٨ مرات»، المهم أقنعونى، فقلت لهم: سأعيش فى أمريكا لو كنت سأقدم خدمة للدين الإسلامى، وسافرت بالفعل وبقيت هناك ٤ سنوات، بعدها ألقت السلطات الأمريكية القبض علىّ، واتهمتنى بأننى خطر على أمنها القومى بسبب خطابى الدعوى، والبعض ألمح لى بأنه من الممكن أن يتم ترحيلى إلى معتقل جوانتانامو، فقررت ترحيلى اختيارياً من هناك- أى الخروج على حسابى- والحمد لله ربنا أكرمنى فى ذلك الوقت بتأشيرتى قطر والبحرين، فتركت أمريكا وذهبت إلى قطر، وبعدها انتقلت إلى البحرين،
ثم لحقت بى زوجتى، وأولادى بعد أن أنهوا دراستهم فى أمريكا، وبقينا فى البحرين ٣ سنوات فى أمان، وعشت أياماً جميلة فى الدعوة إلى الله، حتى بحث وليد الطبطبائى، وعلى العمير، وأحمد الباقر، أعضاء التجمع السلفى فى مجلس الأمة الكويتى عن شريط كاسيت أصدرته عام ١٩٩١ ولم أسمعه حتى الآن، واتهمونى بأننى قلت فيه إن أمير الكويت السابق ترك البلاد وهرب عند الغزو العراقى، وبأننى أسأت إلى الشعب الكويتى، المهم أخذوا الشريط وأوصلوه إلى ملك البحرين، فأصدر قراراً بأن أغادر البلاد، فتم ترحيلى خلال ٢٤ ساعة، ومكثت سنة أنتقل بين البلاد دون منزل وأنا أدعو إلى الله وأنا أحمل حقيبتى، إلى أن تعرفت على شخص فى جنوب أفريقيا فاستخرج لى إقامة ونصب علىّ فى نحو ٨ آلاف دولار،
وبعد ٤ شهور فى جنوب أفريقيا، وبعد أن أسست بيتاً هناك، واشتريت سيارة مستعملة، واستقرت أمورى، قبضوا علىّ أثناء سفرى خارج جنوب أفريقيا، وقالوا لى إن تأشيرة الإقامة مزورة، فقلت لهم إننى دخلت وخرجت بها مرتين، فلم يعيرونى اهتماماً وسجنت ٣ أيام، لكن المحكمة برأتنى، على أن يتم ترحيلى من البلاد، فتركت شقتى بما تحوى من أثاث، وسيارتى، وذهبت إلى اليمن واستخرجت تأشيرة إقامة ومازلت أعيش فيها حتى الآن.
■ تحتل موقعاً بارزاً فى قائمة الممنوعين من الدعوة فى مصر، خاصة بعد أن شاعت شهرتك، فى رأيك لماذا تستخدم السلطة فى الآونة الأخيرة سلاح المنع فى وجه الدعاة الذين يحققون شهرة؟
- أغبى إنسان هو الذى يمنع داعياً إلى الله من الدعوة، وهذه الأيام لا توجد مشكلة فى الدعوة، فالقنوات الفضائية، والإنترنت، حلتا المشكلة، وأصبح بإمكان أى داعية أن يصل إلى ملايين الناس دون عناء أو مشكلات، فأنا كنت محبوساً فى مصر، بينما الناس يتناولون خطبى المسجلة، بل فوجئت بأنها وصلت إلى دول لم أتوقع الوصول إليها، ورغم أن العالم أصبح قرية صغيرة، ولا يمكن منع أحد من الحديث، فإن مصر «الدولة البوليسية» تمنع الدعاة من الدعوة إلى الله، ويكفى السلطة خزى قانون الطوارئ المطبق منذ عام ١٩٨١، وذات مرة قال أحد رؤساء الوزراء - وكان يعشق الطاولة «لولا قانون الطوارئ لانهارت المؤسسات الدستورية فى مصر»، تخيل أن يقول ذلك رئيس وزراء سابق، للأسف
«إحنا متعودين ومتربيين على اخترناك وهنمشى وراك»، والناس تعذب فى السجون، لذلك يمنعون الدعاة من أن يقولوا كلمة الحق التى قد تغير هذه الأوضاع.
■ تعيش أنت وعدد من الدعاة المصريين المعروفين منفيين فى عدة دول، وإن كان بعضكم غير ممنوع من الدخول.. كيف هى الحياة فى المنفى؟
- الحياة فى المنفى أفضل من البقاء فى الوطن، لأن الغربة ليست غربة وطن، وإنما غربة الدين، والحمد لله طالما أنا فى مكان أنفذ فيه إسلامى، وأطبق فيه دينى، فأنا لست غريباً، فما قيمة أن أعيش فى بلدى وبين أهلى، ولا يمكننى أداء شعائر دينى، وعندما كنت أعيش فى مصر كنت مراقباً دائماً لمعرفة خط سيرى، وكانت أجهزة الأمن تلقى القبض علىّ كل فترة، إذن فما قيمة الحياة فى وطن ليس لى فيه سوى حق الأكل مثل الحشرات!
نحن أصحاب دعوة وهدف، وهذا هو الفرق بين المعيشة والحياة. الناس فى مصر لا تتمتع إلا بحق الأكل والشرب والإنجاب، وأنا- وغيرى من الدعاة- هدفنا إقامة الدين، فنحن نتزوج وننجب ونعمل من أجل أن نقيم الدين، وليس من أجل أن نأكل ونشرب فقط، وقد قال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم «ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيراً، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها، وكذلك اليوم تنسى، وكذلك نجزى من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى»، (١٢٤ و١٢٥ سورة طه)، فالحمد لله طالما أنفذ إسلامى وتعاليم دينى، فأنا أشعر بالرضا، فمثلاً، عندما عشت فى أمريكا ٤ سنوات استطعت أن أخدم دينى بشكل جيد، لذلك كما قلت فإن الغربة غربة دين، وليست غربة وطن.
■ كيف ترى حال الدعاة فى عصور جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك؟
- كلها عصور مظلمة وعصور قهر لكن أفضلها بالنسبة للدعاة كان عصر السادات، صحيح أنه أخطأ فى أواخر أيامه ووقع معاهدة «الاستسلام» مع إسرائيل عام ١٩٧٩، وقال كلاما خطأ من عينة «صديقى بيجن، وابن عمى حاييم، وأخى بارليف»، رغم كل ذلك كان الدعاة أحسن حالاً فى عصره مقارنة بعصرى عبد الناصر ومبارك، كما أن الدولة هذه الأيام تتجه بخطى متسارعة نحو العلمانية وفصل الدين عن الدولة وهذه كارثة.
■ كيف ترى مستقبل مصر؟
- مستقبل مظلم بسبب سياسات النظام الحاكم، فهناك مدخلات تؤدى إلى مخرجات، إذا كنا نعتبر اليهود أصدقاءنا، والإخوان فى غزة أعداء، فكيف يكون المستقبل، نحن مقبلون على أيام سوداء مليئة بالمصائب.
■ وما رأيك فى الجدل الدائر حالياً حول عملية توريث السلطة لجمال مبارك، نجل الرئيس عام ٢٠١١؟
- «اللى جاى زى اللى راح»، ولا أحد يحكم سوى برضا أمريكا، وما قاله مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشعب، مؤخراً خير دليل على ذلك، حيث قال إن من يأتى لحكم مصر لن يكون سوى واحد تكون أمريكا راضية عنه ولا تعترض عليه إسرائيل (تصريحات للفقى فى حوار لـ«المصرى اليوم» أثارت جدلاً كبيراً)، وهذا كلام واضح لا لبس فيه، وأعتقد أنه ليس المهم من يأتى خلفاً للرئيس، إنما المهم فى السياسات التى يجب أن تتغير كى تنهض مصر من كبوتها.
٠- الإخوان المسلمون دون تعصب، جماعة تربينا فيها على الاعتدال والوسطية الحقيقية، وهم لا يسعون إلى مكاسب، فأين هى المكاسب التى حققوها وهم يتعرضون للسجون والمحاكم العسكرية، وبالنسبة للتوريث، فموقفهم واضح وهم الجماعة الوحيدة فى مصر التى تصدر بيانات باستمرار، وتعلن موقفها بكل صراحة تجاه هذه القضية وغيرها من القضايا الأخرى.
■ بصفتك أحد قيادات جيل الوسط فى الجماعة.. كيف ترى الجماعة حالياً؟
- جماعة متماسكة، وعلمنا الشيخ حسن البنا، مؤسس الجماعة كلمة جميلة حيث قال «هذه الدعوة تنفى خبثها»، والمشكلة تكمن فيمن يكتبون عن الإخوان، حيث يعتقد هؤلاء أن الجماعة حزب سياسى، وفى معظم كتاباتهم يشيرون إلى مفردات مثل «الحمائم» و«الصقور» و«المحافظون» و«المعتدلون» و«السلطة»، ونحن أعضاء الجماعة لسنا من عشاق السلطة، والمرشد السابق محمد مهدى عاكف وجه أكبر صفعة وأكبر درس للنظام عندما تخلى عن السلطة طواعية رغم أنه مرشد منتخب، وهذا يدل على أن الجماعة لا تحرص على المناصب، والإخوان ثابتون ومتماسكون وصامدون رغم الضربات المتتالية من النظام ورغم الاعتقالات والسجون والمحاكم العسكرية.
■ وهل ستنكمش الجماعة فى الفترة المقبلة بعد اختيار محمد بديع مرشداً عاماً لها كما يرى بعض المحللين؟
- الجماعة ليست كالأنظمة الموجودة فى بلادنا التى تعتمد على الأشخاص، وهذا عكس ما يحدث فى أوروبا وأمريكا، حيث يوجد النظام الدستورى ونظام المؤسسات، الجماعة محكومة فى عملها بأسس وقواعد، وليس أشخاص، بمعنى أن تغيير المرشد لا يشكل أى مشكلة لأن القواعد والسياسات ثابتة، لذلك لن تنكمش الجماعة فى عهد المرشد الجديد.
■ لماذا تنتقد الأزهر بشكل دائم وهو المؤسسة الدينية الأقدم والأعرق على مستوى العالم الإسلامى؟
- رغم أننى أزهرى وحاصل على إجازة حفص عن عاصم، وعالية القراءات من معهد قراءات الإسكندرية الأزهرى، ودبلوم عال فى الدراسات الإسلامية من كلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة، وأيضا حاصل على الماجستير والدكتوراه فى العلوم الإسلامية من أمريكا، إلا الأزهر للأسف أصبح مؤسسة سياسية وليست دينية، فهو الآن يوافق على أى فتوى تطلبها الحكومة وآخرها فتوى الجدار الفولاذى، وقبلها ما حدث فى قضية النقاب، وغيرهما من القضايا الأخرى.
■ إلى متى سيصبر الشعب المصرى على الظروف الصعبة التى يعيشها، ولماذا أصبحنا لا نسمع صوته إلا فى مباريات كرة القدم فقط؟
- فتش عن الإعلام فهو الذى يوجه الشعب فى مختلف القضايا، وصدق الله القائل «فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين» (الزخرف٥٤)، فهل يعقل أن يحاصر بعض المصريين سفارة الجزائر فى القاهرة بعد مباراة «أم درمان»، ولا يخرجونا للتظاهر ضد سفارة العدو الصهيونى من أجل مناصرة إخواننا فى غزة، للأسف الشعب أصبح عقله فى الكرة وفى «رجليه»، أى أصبح يفكر بأقدامه لا بعقوله، لذلك أصبحنا لا نسمع صوته إلا فى مباريات كرة القدم.
■ تعالت نبرة الكراهية فى الآونة الأخيرة ضد مصر فى عدد من الدول العربية، وما حدث بعد مباراة الجزائر فى «أم درمان» ليس بعيداً، ما تفسيرك لذلك؟
- طبعاً من حقهم أن يكرهونا، فكيف يشكروننا وسياستنا تسير فى الاتجاه المعاكس، مصر تمنح الغاز لإسرائيل بأبخس الأثمان وتحاصر إخواننا فى غزة، وتشيد جداراً فولاذياً لتمعن فى عزلهم، ومعظم سياسات مصر حالياً تتماشى مع السياسات الأمريكية والإسرائيلية، إذن كيف تحبنا الشعوب العربية، وهل كان يخطر على بال أحد أن يتظاهر بعض العرب أمام السفارات المصرية فى الخارج بعد أن كانت ملاذا لهم، كل ذلك يحدث بسبب سياسات مصر الخاطئة والموالية للغرب دائماً.
■ فى رأيك هل ستتحرر القدس وبقية فلسطين المحتلة بخيار السلام أم بخيار المقاومة؟
- ستتحرر القدس وبقية فلسطين لكن ليس بالسلام وإنما بالجهاد والمقاومة، وعلينا أن ننظر إلى الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، وخلفه محمود عباس، فماذا حققا بالسلام، لكن الغرب كله الآن يطلب ود حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ويريد التفاوض معها، وذلك من منطلق القوة، إذن خيار المقاومة هو الأفضل، وهو الذى سيحقق هدفنا فى تحرير الأرض المحتلة من قبضة الاحتلال الصهيونى.
■ كنا الأمة الأولى فى العالم، فلماذا فقد العرب والمسلمون وزنهم كمجموعة ولم يصبح لهم تأثير يذكر فى الوقت الحالى؟
- العرب والمسلمون فقدوا وزنهم لأنهم تخلوا عن دينهم وساروا فى ركاب الغرب وأصبحوا تابعين له، وينفذون السياسات التى تملى عليهم.
■ هل نجحت أمريكا فى تفتيت المنطقة العربية من خلال اللعب على وتر الطائفية مثلما يحدث الآن فى العراق واليمن والسودان؟
- نعم نجحت فى تفتيت وتمزيق المنطقة، وهى الآن تحتل العراق وأفغانستان بحجة مواجهة الإرهاب، وأنا لا أعرف من هو الإرهابى، الضارب أم المضروب، وهى دائما تلعب على وتر الطائفية لتحقيق أهدافها فى منطقتنا.
بروفايل
اسمه بالكامل وجدى عبدالحميد محمد غنيم، ولد فى ٨ فبراير ١٩٥١، هو من الدعاة الإسلاميين المعاصرين، حصل على بكالوريوس التجارة شعبة إدارة أعمال من جامعة الإسكندرية عام ١٩٧٣، وإجازة حفص عن عاصم من معهد قراءات الإسكندرية الأزهرى، وعالية القراءات من معهد قراءات الإسكندرية الأزهرى، ودبلوم عال فى الدراسات الإسلامية من كلية الدراسات الإسلامية فى القاهرة، وتمهيدى ماجستير من الكلية نفسها، وعمل وكيل حسابات فى المديرية المالية بالإسكندرية، وانتخب أمينا عاما لنقابة التجاريين الفرعية فى المحافظة، وأمينا عاما لشعبة المحاسبة والمراجعة فى النقابة العامة، متزوج ولديه ٧ أولاد بينهم ٤ ذكور.
يفخر بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين، وعرضت له أكثر من محاضرة على شاشات الفضائيات، وعادة ما يستخدم النكات فى محاضراته وخطبه التى ليس لها سقف ولا تخلو من السياسة أبداً بسبب انتمائه فكرياً إلى مدرسة الشيخ عبدالحميد كشك.. تم إبعاده من البحرين عام ٢٠٠٨ بسبب موقفه من الكويت فى حرب الخليج، وسافر إلى جنوب أفريقيا، ومنها إلى اليمن التى يستقر فيها الآن، وسافر إلى عدة بلدان منها إنجلترا التى تم طرده ومنعه من الدخول إليها بتهمة التحريض على الإرهاب.