عاشت بعثة الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى ليلة حزينة فى العاصمة الليبية طرابلس، بعد الخسارة الكبيرة التى منى بها الفريق أمام الاتحاد الليبى صفر/٢، فى المباراة التى جمعتهما مساء أمس الأول، على أرض ملعب ١١ يونيو فى ذهاب دور الـ١٦ لبطولة دورى رابطة الأبطال الأفريقى، لتصبح مهمة الفريق صعبة فى التأهل لدورى المجموعات، بعد أن بات فى حاجة للفوز بأكثر من هدفين فى لقاء العودة.
ولم تكن الخسارة هى السبب الوحيد لحالة الحزن، التى سيطرت على أعضاء البعثة، لكن الأحداث المؤسفة التى تعرض لها الفريق بعد المباراة زادت من غضبهم، خصوصاً بعدما فوجئ الجميع أثناء خروجهم من أرضية الملعب بزميلهم وائل جمعة يسقط على الأرض متأثراً بالكرة الحديدية التى ألقاها مشجعو الاتحاد عليه، وتم «تخييط رأسه» بأربع غرز، بمعرفة الدكتور وليد عبدالباقى، طبيب الفريق.
وشهدت المباراة أيضاً إلقاء الجماهير البكرات الورقية المربوطة بآلة حادة، التى ملأت تراك الملعب فى مشهد غريب لم يكن أحد يتوقعه، إلى جانب أجهزة الليزر الصغيرة، التى استخدمها الجمهور للتشويش على لاعبى الأهلى، وتأثر بها أحمد عادل عبدالمنعم، حارس المرمى، وشريف عبدالفضيل وأحمد حسن، كما تعرض محمد بركات للإصابة بكرة حديدية اصطدمت بعضلته الخلفية.
وطلب الجهاز الفنى من الحكم المالى كوليبالى تسجيل الأحداث التى شهدتها المباراة فى تقريره، خصوصاً إصابة وائل جمعة، وأعلن حسام البدرى عن عزم النادى التقدم باحتجاج رسمى للاتحاد الأفريقى بشأن أحداث المباراة، والمعاناة التى عاشها اللاعبون داخل الملعب،
كما تعرض المهندس إبراهيم صالح، رئيس البعثة للمضايقات أثناء توجهه للمقصورة الرئيسية، حيث ألقت الجماهير الزجاجات والبكرات الورقية عليه فى مشهد غريب، وساد الحزن والغضب الجميع داخل غرفة الملابس، خصوصاً حسام البدرى، المدير الفنى، الذى ظل واقفاً أمام الغرفة يستعيد شريط المباراة فى ذاكرته وهو يضرب أخماساً فى أسداس، غير مصدق الخسارة غير المتوقعة، بسبب الأخطاء التى ارتكبها اللاعبون خلال المباراة،
فيما تابع هادى خشبة، مدير الكرة، وعلاء ميهوب، المدرب العام، الموقف مع الحكم المالى، للتأكيد عليه بضرورة تسجيل كل الأحداث، أما اللاعبون فحدث ولا حرج، حيث بدوا جميعاً فى حالة ذهول، وكان أحمد عادل الأكثر حزناً لشعوره بالذنب، ورفض تناول العشاء مع الفريق داخل الفندق. ولم يختلف الحال داخل فندق الإقامة، الذى تمت محاصرته بقوات الأمن، خوفاً من دخول الجماهير الليبية والاحتكاك بالبعثة، وعقب تناول اللاعبين العشاء توجهوا إلى غرفهم وظل حسام البدرى، المدير الفنى، وإبراهيم صالح داخل المطعم يتحدثان مع البعثة الإعلامية.
وقال البدرى: أنا حزين جداً، ولم أكن أتوقع أن نخسر بهذه النتيجة، خصوصاً أن فريقى كان الأفضل فى الشوط الثانى، الذى سيطرنا خلاله على مجريات الأمور، وأتيحت لنا العديد من الفرص، لكن اللاعبين لم يترجموها إلى أهداف،
وأضاف: دخل مرمانا هدفان من أخطاء ساذجة لحارس المرمى أحمد عادل، الذى يتحمل جزءاً كبيراً من الخسارة، وهى الأخطاء نفسها التى عانينا منها طوال الموسم، وقال البدرى: لعبنا فى أجواء صعبة لكنها ليست عذراً، حيث سبق ولعبنا فى أجواء مماثلة من قبل، وأضاف: الحكم لم يؤثر فى النتيجة، كما أن الغيابات لم تؤثر أيضاً، وكما قلت الأخطاء هى السبب فى الخسارة.
وعن نزول أبوتريكة فى الشوط الثانى، قال البدرى: فضلت الاحتفاظ به كورقة رابحة لأننى توقعت السيناريو الذى حدث فى المباراة، بعدما شاهدت تسجيلات فيديو لمباريات الاتحاد الليبى وشرحتها للاعبين خلال المحاضرة الفنية التى سبقت المباراة، وعموماً الأمل قائم والتأهل لدورى المجموعات ليس مستحيلاً، لأن أمامنا مباراة أخرى على ملعبنا ووسط جماهيرنا، بشرط أن نعالج الأخطاء التى وقعنا فيها،
كما أن الفريق سيكتمل بعودة المصابين، ونأمل فى شفاء أحمد فتحى وجاهزية متعب لمباراة العودة، لأنهما من الأعمدة الرئيسية ووجودهما مهم ويعطى الفريق قوة إضافية، وأضاف: سنبدأ فى الاستعداد لمباراة المنصورة بالدورى الممتاز، لأنها مهمة ونسعى لحسم الدرع فيها. فيما أكد إبراهيم صالح، عضو مجلس الإدارة، رئيس البعثة، أن الخسارة صعبة وكبيرة ولم تكن متوقعة،
خصوصاً أن الأهلى لعب الشوط الثانى بتركيز وكان بمقدوره التعادل على أقل تقدير، لكن الأخطاء التى حدثت تسببت فى الهزيمة، وعموماً الجهاز الفنى وضع يده على الأخطاء وسيبدأ فى علاجها قبل لقاء العودة الحاسم والفرصة قائمة رغم صعوبتها.
وأثنى صالح على حفاوة الاستقبال من مسؤولى الاتحاد الليبى وترحيبهم المستمر بالبعثة، وقال: إن مسؤولى مجلس الإدارة يشجعون الأهلى ويتابعون مبارياته، وطلبوا منه إبلاغ الإدارة برغبتهم فى تفعيل اتفاقية التوأمة، التى وقعها الناديان منذ سنوات، وأشاد بالتزام جميع أفراد البعثة، سواء لاعبين أو جهازاً فنياً، وقال إنهم كانوا على مستوى المسؤولية.
وأبدى وائل جمعة استياءه من أحداث الشغب، وقال: لم أكن أتوقع ما حدث، خصوصاً أننا لم ندخل فى مشكلة مع لاعبى الاتحاد، وأضاف أن حالته مستقرة وطلب من جماهير الأهلى الوقوف بجوار الفريق خلال الفترة المقبلة،
مؤكداً أن مباراة العودة ستكون مختلفة، وبإمكان الفريق تعويض الخسارة وحسم التأهل من استاد القاهرة، ليثبت للجميع أن الأهلى فريق كبير. وقال محمد بركات: إن الحظ عاند الفريق كثيراً فى المباراة، حيث ضاعت العديد من الفرص التى أتيحت لنا، لكن يبقى الأمل موجوداً وهناك مباراة أخرى فى القاهرة لن تكون سهلة، لكننى واثق من قدرة اللاعبين على التعويض والرد والتأهل لدور الثمانية.
وأعرب علاء ميهوب، المدرب العام للفريق، عن حزنه الشديد للخسارة التى منى بها الفريق، وقال: كنا الأفضل، لكنه حال كرة القدم التى تحفل بالمفاجآت، وأحياناً لا تعطى للأفضل، وعموماً الخسارة جعلتنا نقف على عدد من الأخطاء التى سنعالجها خلال الفترة المقبلة ونأمل فى تحقيق الفوز فى الإياب والتأهل