القاهرة - فادي عاكوم - قد يبدو صعبا ان تلزم 20 مليون شخص داخل المنازل والمقاهي ومنعهم من الخروج الى الطرقات، وقد يبدو الامر اصعب لو كان الامر يتعلق بالقاهرة وقاطنيها، فلا قانون جبري ولا طقس سيئ ولا تلوث او حالات تسمم ممكن ان يخيفهم ويخفيهم لساعتين من الزمن، الا ان استثناءا وحيدا موجود بالفعل، وهو لقاء القمة بين الاهلي"الشياطين الحمر" والزمالك"القلعة البيضاء"، حيث يختفي الجميع لمتابعة اكثر المباريات اثارة عربيا وافريقيا. جماهير نادي الاهلي المصري في حالة من الحماس و تشجيع الفريف استعدادا للاحتفال عند الفوز بالمبارة
فللقاءات الفريقين نكهة مميزة، ودافئة تمتد لسنوات طويلة وتعطي للدوري المصري واجواء كرة القدم المصرية نكهة خاصة جدا، فيوم المباراة ترى الاعلام والمواكب منذ الصباح بطوابير السيارات ووسائل النقل للتوجه الى ستاد القاهرة، وبعد المساء تبدا المقاهي بالاستعداد لاستقبال الرواد ويرافق المباراة جوا حماسيا مجنونا لا مثيل له، الا ان الاهتمام في المباراة التي جرت مساء الجمعة وانتهت بالتعادل بثلاثة اهداف لكلا الفريقين، كان محصورا بالامن داخل الملعب وخارجه بعد حالات الشغب التي رافقت المباريات الاخيرة من الدوري، حتى ان وزارة الداخلية وضعت خطة طوارئ لضبط الملعب والشوارع لمراقبة من يطلق عليهم تسمية "التراس" وهم مجموعة من الشبان المشاغبين الذين يتم اتهامهم بانهم وراء احداث الشغب في المباريات.
كان للقاء القمة الاخير الذي حمل الرقم 105 بين الفريقين نكهة مميزة، فالزمالك الصاعد بقوة الصاروخ من القاع الى المركز الثاني يحتاج للنقاط الثلاثة للمحافظة على موقعه، وهو الان بقيادة الاهلاوي السابق حسام حسن والذي يواجه موقفا مزعجا امام مجلس ادارة النادي بعد الشغب الي رافق مباراته الاخيرة مع طلائع الشرطة والعقوبات التي فرضت بحق اخاه ابراهيم "المشاغب" الذي انهال بالضرب على اعضاء الجهاز الفني للفريق المنافس، اما الاهلي فهو بحاجة الى الفوز ليؤكد سيطرته على المركز الاول قبل انتهاء الدوري وهو بقيادة حسام البدري الذي يواجه انتقادات عنيفة منذ فترة على رغم نتائجه الطيبة واحتلاله المركز الاول، مبارزة "الحسامين" كانت مجنونة منذ لحظاتها الاولى حيث تقدم الزمالك بهف ثم عادل الاهلي، وسار الامر على هذا المنوال حتى نهاية المباراة لتنتهي بالتعادل، وامتاز من الفريقين شيكابالا او الجوهرة السمراء من الزمالك وابو تريكة من الاهلي، مع ملاحظة اللعب النظيف وعدم الاحتقان بين اللاعبين، كما ان المدرجات كانت رائعة ومقسومة باللونين الاحمر لجمهور الاهلي والابيض لجمهور الزمالك، علما ان مسئولي الناديين اجتمعواعلى هامش اجتماع رابطة الأندية لوضع بعض الاقتراحات للخروج بالقمة إلى بر الأمان، واتفقوا على الالتزام بالروح الرياضية فى اللقاء.
وفي دردشة مع بعض اعضاء الالتراس الاهلاويين، كشفوا انهم اتخذوا قرارا بعدم الظهور الاعلامي قبل المباراة بسبب الهجمة الامنية والاعلامية عليهم وتحميلهم وزر شغب الملاعب، وكشفوا عن اتصالات مع الالتراس الزملكاويين الملقبين بـ"الوايتس نايتس" اي "الليالي البيضاء" نسبة الى لون قميص الزمالك الذين اتخذوا الموقف نفسه ايضا، وعلم ان سر عدم ظهورهم الاعلامي هو المعلومات التي ترددت بان السلطات تنوي توقيفهم الى ما بعد المباراة كنوع من الامان المسبق لتامين اجواء هادئة للمباراة، بعد ان اشتهر الالتراس والوايت ناتس بادخال الالعاب النارية الى المدرجات وتوجيهها الى الملعب واللاعبين، وذكرت بعض المعلومات بان القيمين على المجموعتين تركوا بيوتهم في الايام السابقة ليكون بامكانهم حضور المباراة، وكانت حالة من التوتر قد سبقت المباراة رافقها العديد من التهديدات لكلا الفريقين وسادت مخاوف امنية من جدية تطور حالات الشغب ان حصلت فتمتد الى الشوارع حيث يصعب السيطرة عليها، الا ان كل شيئ سار على ما يرام وربما ساعد التعادل الايجابي باخفاء التوتر وخروج كلا المناصرين راضين عن الاداء العام للمباراة .
السجل الذهبي للفريقين
بدأت لقاءات القمة بين ناديي الأهلي والزمالك منذ انطلاق مسابقة الدورى المصري الممتاز لكرة القدم موسم 1948 / 1949 وحتى ختام الموسم الماضى 2008 - 2009 وطوال 104 قمم سابقة فاز النادي الأهلي في 37 مباراة بينما فاز الزمالك في 25 مباراة ، وانتهت 42 مباراة بالتعادل